قسطنطين استانسلافسكىوأخلاق طالب الفن ومدرِّسِه[1]
قبيله وفى وقته- تفسير استانسلافسكى- منهج استانسلافسكى فى فن التمثيل وعناصره- مسرح الاستوديو وأخلاقيات المسرح- الوعى الجديد وشروط طالب الفن(ومدرسه بالأوْلَى) |
الدكتور عبد الحكيم العبد
(مركز اللغات والترجمة- أكاديمية الفنون)
قبيل استانسلافسكى وفى وقته(1863-1938م)(واقعية فجة وجهل دامس بمتطلبات الفن- بالوعة مؤامرات):
فى استعراضه للاتجاهات المسرحية السائدة قبيل استانسلافسكى ذكر المرحوم عثمان الحمامصى فيمن ذكر من مسرحيى فرنسا تحت عنوان " المسرح الطبيعى" ، أندريه أنطوان ، (1858-1943م) (ص17)، كما ذكر من المرهصين لاستانسلافسكى فى روسيا خاصة مدارس التمثيل وما كشفت عنه فى نفسها من الجهل الدامس بمتطلبات الفن المسرحى الرفيع الفاعل(ص90، 91).[2].
ذكر الحمامصى فى ذلك عن استانسلافسكى أن "المسرح بالوعة المؤامرات وأعمال الاضطهاد من حقيقة أنه يضم أناسا كثيرين _ليسوا عاطلين من الموهبة فحسب_ بل غير أكفاء على الإطلاق.. لديهم وفرة من الحب لأى شىء يهمهم شخصيا، تمكنوا بنفوذ أصحاب المناصب أو.. أو.. ليستعرضوا أنفسهم ويتقاضوا المرتبات على أحسن مستوى ممكن.". [3]
فى تفسير استانسلافسكى(ما يمكن تفسيره(تعليله) وما هو نبوغ التزام خالص):
يفسر مولده بموسكو سنة 1863 من أم ممثلة فرنسية طائرة الذكر ووالد وأجداد من كبار التجار وأصحاب الأعمال ؛ وبناء أبيه له مسرحا خاصا فى سراية : درسه المسرح والتمثيل فى فرنسا إلى سنة 1888م بعد تلقيه هو وإخوته تعليما خاصا، كما يفسر شغفه بأن يخرج ويمثل مع إخوته وأخواته بادئ ذى بدء، ثم فى فرقة ألفها منهم ومن أنصاف الممثلين .
فى هذه الأواخر لابد أن ندخل فى التفسير موافقات خير فنى متاحة ، كموافقة اصطناع ، جوردون كريج ، للتنفيذ المعملى(2)؛ فضلا عن موافقات خير آخر يرد فى الجروتوفسكية من سبق سبق مشابه لها فى أمريكا اللاتينية منذ نحو 1895م فى أورجواى وعلى ضفاف نهر الفضة؛ وإن كان دين جروتوفسكى نفسه لاستانسلافسكى كبيرا وواردا بعد ؛ وكذلك مشابهة هذا التنفيذ أو التجريب لمركز ، روبرت بروك ، للبحث المسرحى الدولى كما أوردنا فى مبحث الجروتوفسكية أيضا..
لكن ذلك قد لا يكون كافيا لتفسير اقتناعه فى العقد الأخير من القرن التاسع عشر بخطأ طرق التمثيل الرائجة ووجوب وضع قواعد جديدة للتمثيل الصادق غير المفتعل؛ وإنفاقه أكثر من ثلاثة ملايين روبل على تجاربه وفرقه واسنديوهاته، فضلا عن رصانة نزعته إلى التأليف فى كتابيه " حياتى فى الفن" و "إعداد الممثل" ؛وبهذا الأخير " فصل لأخلاق المسرح".[4]
منهج استانسلافسكى فى فن التمثيل وعناصره:
- اعتبر الحمامصى منهجه "أول منهج فى فن التمثيل"(آخر ص19).
- ونقل عن ، كليرمان ، " أنه طريقة تمكن الممثل من أن يستخدم نفسه بصورة أكثر وعيا ، وكأداة لتحقيق الصدق على خسبة المسرح". (357)
- كما جرد عن سائر من حدد ممن رآهم استخدموا ويستخدمون منهج استانسلافسكى أنه "يحقق لعروضهم ولفن المسرح المهارة والصدق والحياة".(357)
- وصفه بأنه "ثورى استخدمه ويستخدمه الآن" مسرحيون عديدون عَدَّدَهم، وهم: "ممثلوا مدرسة المنهج " فى نيويورك.. وزعيمها ،لى ستراسبورج، ، ورئيس استديو ممثلى نيويورك. ،كليرمان، الذى عرف هدف منهج استانسلافسكى كما مر. "ممثلو مسرح ميرهولد"؛ بالرغم من استخدام التعبيرية فى عروضه. "ممثلو مسرح كامرنى.؛ بالرغم من استخدام تعبيرية الصوت والجسم فى عروضه. "بعض ممثلى مسرح بالى" "الذين" "تدربوا على أصول المنهج".(357)
أما عناصر منهج استانسلافسكى: من اليسير توقعها فى تنظيم أو آخر لمن يعنون باستانسلافسكى من الدارسين ، فلنتلمحها بادئ ذى بدء فى محض عناوين فصول كتاب إعداد الممثل الستة عشر السابق الإشارة إليها فى الترجمتين:الإنجليزية والعربية.
وقد لخص الحمامصى عناصر منهج استانسلافسكى فى مصطلحات نحزمها نحن فى فقرات: الفعل المسرحى وهدفه – الصدق الداخلى والصدق المسرحى – الذاكرة الانفعالية للممثل – الاسترخاء – الارتجال – مبادئ لأخلاقيات المسرح – مسرح الاستوديو - ؛ كل ذلك فى ظروف مفترضة من نص وزمان ومكإن إلخ:
فى الفعل المسرحى وهدفه: أوجب استانسلافسكى فى عرض الحمامصى أن يكون الفعل المسرحى منطقيا، ذا هدف، وراءه دافع، وله ما يبرره فى خط الفعل المتصل، عبر الوحدات، فى دور الممثل ، وفى سائر الأدوار بين جميع الشخصيات؛ مما يحقق الأهداف على مستوى الوحدات وعلى مستوى العمل ككل(الهدف العام). ذلك فى ظروف مفترضة، هى حبكة المسرحية والأحداث والعصر والزمان والمكان وتفسير المخرج والممثلين ووضع الديكور والأدوات والمؤثرات.
وفى الصدق الداخلى والصدق المسرحى: ذكر أن منشأ الصدق الداخلى تضافر الظروف المفترضة والذاكرة الانفعالية للممثل وبعض المهارات ومبادئ مهمة لأخلاقيات المسرح:
فالذاكرة الانفعالية للممثل هى مخزن خبراته الانفعالية وقواه الإبداعية من شعور وعقل وإرادة تعمل على تبنى أهداف الشخصية التى يسير الممثل على إيقاعها، فيندمج فيها بتركيز الانتباه لدرجة صيرورتها طبيعة ثانية فيه ووجهة نظر له. عندئذ يعين الصدق فى الأداء ممثلينا أفرادا وجماعات، حتى فى لحظات الصمت على تحقيق الصدق المسرحى الذى يحمل المتفرج على تصديق ما يقدم على خشبة المسرح.
من هنا أبرز الباحث عددا من المصطلحات النفسانية المعروفة التى احتملها سائر ما ذكر، إضافة إلى مصطلحات استانسلافسكية أخرى مثل: الاسترخاء، الذى يساعد الممثل على التركيز على الشخصية – الارتجال، الذى يحقق للممثل الاستجابة المتعثرة التى تضيف إلى غرضه.
مسرح الاستوديو وأخلاقيات المسرح:
عند استانسلافسكى هو – أو مسرح التدريب الملحق بالمسرح ؛ إنما ينشأ ليساعد الفنان على أن يجد داخل نفسه كل ما يريده ((الحمامصى آخر ص 91). عده "بوابة معبد الفن" التى يتعلم فيها طلاب الفن أن يهزموا كل العقبات بحبهم للفن وفرحتهم به؛ إذ يدخلون الحياة الاجتماعية كخدام مخلصين لبلادهم، ويتخرجون عاملين سعداء يكرسون حياتهم للفن لأنهم يحبونه، منظرا لأخلاقيات المسرح بمبادئ مهمة من ثلاث زوايا: سلوك الممثل فى المسرح – سلوكه خارج المسرح – العلاقة بين الجهات الفنية والإدارية فى المسرح [5] .
الوعى الجديد وشروط طالب الفن(" تعلم أن تهزم كل العقبات بحبك للفن وفرحتك به":
مما يتصل بأخلاقيات المسرح أخلاقيات طالب الفن ومدرس الفن كذلك: مفهومه للوعى الجديد ، وما شرطه استانسلافسكى للفنان الحقيقى ولطالب الفن من وصايا قيمية مثالية تذكر الدارس المسلم على سبيل المثال بسببية دخول الإسلام يثرب المسيحية اليهودية إذا جاز التعبير قبل دخوله مكة القرشية .
فما الوعى الجديد عند استانسلافسكى – فى درس الحمامصى- إلا "الوعى الذى لا يعتبر الحياة فى سبيل الخير العام للبشرية حلما لا يتحقق؛ بل الوعى الذى يملأ (الفنانين) تفانيا خاليا من الأنانية ، ويحقق لهم –إذا تملكوه- السلام والشرف .. لا المؤامرات والنفاق" : أى (بفضل دراستهم للفن دراسة فى موضوعية المعمل/ الأستوديو وصدق القديس)(95) .
وما "الفنان الحقيقى إلا الذى لا يرغب إلا أن ينقل من خلال ذاته إلى المتفرج الفكرة،فالرأى،فالكلمة أو الصوت؛ ولا يفكر كثيرا مثل هذا الممثل فى أدوار البطولة؛ ولكنه شغوف (بأن) يفصل ذاته كفرد عن تلك الذات التى يجب أن تستوعب خصائص دوره التى استطاع عقله بكل ما فيه من نبل أن يفهمها موضوعيا، ويقيمها وينقيها، حتى تنمو هذه الخصائص الشخصية التى خلقها المؤاف"(96).
وفيما اشترطه لطالب الفن قال: لو سمحنا بدخول الأستوديو (الأكاديمية فى تدخلنا) لعدد من الناس سلوكهم سيئ لا يتميزون بأية قدرات خاصة سوى أنهم كانوا صدفة طوال القامة وجهاء أو ماهرين وأصحاب أصوات جميلة فلن يخرج الاستوديو سوى مئات أخرى من الممثلين الفاشلين الذين يتكدس بهم سوق الممثلين ، وسيخرج الاستوديو أناسا لم يتدربوا أحسن تدريب إلا على المؤامرات من كل لون ؛ لا رغبة لديهم.. سوى أن يصبحوا سادة يسخرون بلادهم وثرواتها ومصادرها الطبيعية فى خدمتهم (93) .
*هذه هى الشروط: وعيا وفنانين وعاة؛ فى مضادة الزيف والاستنقاع الفنى الذى كرهه استانسلافسكى وأسهم الحمامصى ومحمود على فهمى فى التأريخ لمثله فى خلفية توجهاتنا المسرحية فترة الانفتاح ووهاجمته بعض الدراسات العليا فى معهد الفنون المسرحية؛ وقومنا بعضه أيقونيا فى مركز اللغات والترجمة بأكاديمية الفنون.
ساحة النقاش