موقع الدكتور عبد الحكيم العبد على كنانة أون لاين

صفحات لنشر المؤلفات ومخاطبة القارئ والتعبير عن مكنون النفس

قصة الميتافكشن

(القص المعارض) وأمثلة لها

الدكتور عبد الحكيم العبد

مركز اللغات والترجمة – أكاديمية الفنون

الميتا فكشن metafiction  (معجميا) وبتعريبنا القصة المصحصحة <!-- :

مصطلح يقصد به " الكتابة القصصية التى تتعامل مع موضوع الرواية وما يتعلق بها من مفاهيم بأسلوب ساخر وذاتى" <!--

وفى اصطلاح نقاد الأدب : "هى أسلوب الكتابة التى تستعرض سماتها التقليدية باستمرار ، التى تكشف بصراحة عن شروط إبداعها ، وهى التى من ثم تستكشف العلاقة الإشكالية بين الحياة والرواية" <!-- .

 هى رواية من قبيل "النصوص المضادة" كونها "ناقدة للذات بشكل كاف أو راديكالى (نفسه ص 73)  ، "لأنها تقوم بتحويل القارئ (حتى ولو كان طفلا) إلى مشارك واع وليس زبونا يمكن التلاعب به بسهولة" (ص76) .

وكذلك "لأنها .. قد تقوم بوظيفة توفير نقد فعال للنصوص الأكثر انتماء للتيار السائد وتحديد حدود شاعريتها" (ص81) .

الميتافكشن والنظريثة الأدبية الحديثة:

"قدمت النظرية الأدبية الحديثة رؤية للذات ليست ككيان واحد وجدى ومتكامل ، لكن ككيان إشكالى . كرواية تخرج من تعدد أصوات أنواع الخطاب المختلفة" (ص76)

 أمثلة لأعمال ميتا فكشن عند جيو موسى: [4]

<!--[endif]-->

أ‌-      <!--[endif]-->قصة استراحة Brea k time :   لأدان شامبرز :

"فهى تتبع رحلة صبى مراهق اسمه ديتو لبلوغ مرحلة النضج والرجولة ، مارا بأول تجربة جنسية له وعلاقة بوالده المريض ورغبته فى الهرب من الإحساس الخانق للحياة فى المنزل" وبالرغم من واقعية هذا الموضوع ؛ إلا أن " أساليب سرد هذه القصة هامة بنفس أهمية القصة ذاتها .. يبدأ الكتاب بتقنية شاملة تستدعىاب  دراسة عملية كتابة القصة بأكملها"  : بدءا بقول سورجان صديق ديتو له بمشابهة الأدب عديم القيمة للحياة .

تحداه ديتو برغبته فى تأليف مختلف لقصة : "سوف أستعمل أى أنواع النثر ... أو الشعر أو الكتابة" . وما اصطنعه ديتو فى كتابته هو تقرير عن رحلاته ، استخدم فيه حوارات ونسخة مطبوعة على الآلة الكاتبة وتيار الوعى . صيغة المتكلم وصيغة الغائب (ص76) وكرتونا وقوائم وتقارير وخطابات ونكات وكتب تاريخ وكتب إرشادية وفقرات مقتبسة وحواشى وتخطيط ونصوص وأى قدر من الكليشيهات الواعية لذاتها .

"تؤكد قصة استراحة على حرفية نصها وتبعات تلك ، بدلا من كبحهما ، وكما جاء فى عبارة باختين Bakhtin  حواري dialogic ؛  ومن ثم ينظر إلى الأصوات داخل القصة وكأنها نسبية حتى لا يتم إعطاء شكل واحد وضعا مميزا ، مثل حالى القلق والترقب (اللذين أحاطا) بمشهد السطو (الحال) التى كسرتها المؤثرات المتناقضة مع النكات التافهة ومقتطفات مقتبسة من أعمال ديكنز وتشوسر <!-- ، فضلا عن بعض التقاليد الواقعية ذات الأهمية فى تزويدنا بالقدرة على السيطرة على نصوص الميتافكشن .. ومن ثم الحفاظ على القارئ بعيدا عن التشويش الشديد.

فعندما عاد ديتو بـ هيلين إلى خيمته بغرض إغوائها كان ديتو يسرد الواقعة بصيغة المتحدث...إلا أن عملية الإغواء ذاتها أخلت فجأة بأى مشاعر تتناسب مع الموقف فى نص واضح ، عندما انقسم النص فى الصفحة إلى عمودين :

يعرض عمود الجهة اليمنى إلى رد فعل ديتو على الفعل الجنسى ، ثم ينقسم بدوره على صوتين : يعبر الجزء المكتوب بالأحرف المائلة عن محاولاته الأولى للسيطرة على نفسه (عشر تسعات يساوى تسعين) والتى تحولت بالتدريج إلى إيقاعات أشبه بإقاعات مولى بلوم الجنسية (هل هذا ما يجعل (77) الجسم.ز هل هكذا تعبر عن كونك بخير جاك"

 

تظهر فى أسلوب الكتابة العادى الأحداث التى يمكن رؤيتها بشكل أفضل (انزلقت يداها على صدرى) . يصبح الصوتان واحدا فى لحظة الذروة..

 

يقدم الجزء الجزء الأيمن (نفترض الأيسر) من الصفحة وصفا واقعيا ا جافا لممارسة جنسية من كتاب تربوى لـ سبوك . يحقق هذا شعورا بالتباعد عن استغراق ديتو فى الحدث لأنه بالرغم من أننا نشاهد مشاعره بوضوح وأفكاره إلا أننا أيضا علينا قراءة هذا الجزء ثلاث مرات حيث يظهر وضع ديتو فى كل مرة أكثر إثارة وعبثية لأنه شديد الوعى بذاته .

 

هذا الجزء مثال للرواية يظهر لنا (هذا) المنظور المتناوب (منها) مدى تشارك كاتب الرواية والقارئ فى بناء شخصية ديتو وليس له أى مرجع واقعلى (إى إشارة إلى الواقع) .

 

جزء آخر يحمل عنوان من هو ديتو؟ . (فيه) أعطانا المؤلف سلسلة من التقنيات الوصفية (التى) أقام ديتو من خلالها (شخصيته) مانحا إيانا فى نهايته مساحة كى نضيف فيها له أى سا بالهويةمات أخرى نعتقد أنها هامة ، وقد تبدى لى مما قرأته قبلها وبعدها كيف يظهر ديتو مهووسا (ربما مهووسا) كما هو عليه حاله بالضبط .

 

والبادى أن كل مغامرات ديتو العديدة قد مكنته من الوصول إلى درجة أكبر من الوعى بذاته . فبينما كان ينضج جنس يا وعاطفيا رأينا بعض الأمل فى علاقته مع والده . ووجه السخرية فى هذا أن التغير الذى حدث هو ذاته ما تحقق من خلال الرواية . يؤكد على هذا عند نهاية القصة بعبارة باربرا هاردى الشهيرة : هل تقول إننى مجرد شخصية فى قصة . يرد ديتو : أليس كلنا شخصيات فى قصة؟ (ص78)

 

الاستراحة إذاً رواية ميتافكشن عظيمة للمراهقين . تماما مثل كتب شامبرز الأخرى مثل : أرقص فوق قبرى و الآن أعرف Now I Know  التى استفادت أيضا من التقنية التجريبية ؛ لا لكى تحطم نظرتنا إلى رواية المراهقين (فقط) لكن لاتجاهاتنا للشذوذ والدين أيضا .(ص79)

 

<!--قصة خطوة خارج الطريق  A Step off the Pathلبيرت هنت :

نوع آخر من رواية الميتافكشن ، تعمل كالخرافة التى عرفها سكولز كرواية تقدم عالما واضحا وغير متواصل بشكل راديكالى عن الذى نعرفه . وبالرغم من ذلك يعود لمواجهة ذلك العالم بإسلوب إدراكى معرفى . وكذلك   تاريخية - والتى كما تجادل لندا هتشون- تكشف التاريخ كنص مفككة اتستمراريات الروايات السردية عن الماضى .ز بإشاراتها العابرة إلى المغامرات الخمس الشهيرة الشائعة لـ إند بليتون ، (حيث) يمكننا ببساطة فراءتها كقصة لتمضية الوقت ، تقع فيها مجموعة من الأطفال فى أسطورة الملك آرثر ؛ إلا أنه يكمن خلف هذه التقنية التقليدية فكرة أن المغامرة بكاملها تبدو كأنها لم تحكها شخصية أحد داخل الخط الرئيسى للقصة فى الكتاب .  

لقد حذرنا المؤلف منذ البداية بأن هناك عطلة نهاية أسبوع طويلةأمامنا ؛ ومع ذلك يبدو جـ ُو القصاص الشاب وكأنه يبنى ويقوم بهيكلة ما يحدث فى القصة الرئيسية ، لكننا أحيانا ما نشك فى ذلك ، ويطلب المؤلف منا أن نناقش سلطة المؤلف أو الراوى فى القصة .

لقد ناقشنا العلاقة بين عالم قصة الملك آرثر والعالم الحقيقى باستمرار من خلال وضع خطوط قصة بديلة ، ومن خلال مكالمات تليفونية محيرة ومربكة من أحد العالمين إلى الآخر ومن خلال الرواية ذاتها حيث تفقد اهتمامها بالقصة التى تبدو (ص79) وكأنها تروى ذاتها بذاتها . ومن خلال جعل ميرلين شريرة وامرأة جعلنا هانت نعيد قراءة التاريخ الثقافى . وبقيامه بذلك يوضح لنا أن الواقع والتاريخ هما هيكلان متخيلان .

فقد سمح لنا أن نقرأ بطريقة تقليدية إلا أنه حذرنا من مناقشة هذه المشاركة .

<!-- قال مات : لا ، سوف يختلط عليكم الأمر مع الحياة الحقيقية . بإمكانكم تغيير ما يحدث فى الواقع ، لكن ليس بإمكانكم تغيير القصص . لقد توقف عن التفكير أم أن العكس هو الصحيح؟ (ص80)

يعد الكتاب أقل وعيا بالذات من قصة استراحة ، لكنه قد يمد المراهقين بمقدمة مثيرة للتفكير للهزل أو المرح الموجود فى الميتافكشن . تماما كما يفعل كتاب فئران الكتاب لطونى نولس . نفس الشىء مع القراء الأصغر سنا .

ج- فـئـران الكتاب لطونى نولس :

 تلفت الفئران الانتباه فى هذا الكتاب إلى تقاليد التتابع وترقيم الصفحات والخط الطولى والتوتر ، وهم يزحفون خلال ثقوب الكتاب ويتسلقون فوق حواف الصفحات . وحتى تسلقهم بصعوبة خارج الكتاب على المكتب الذى يوضع عليه .

<!--اترك الكتاب .

<!--وكيف يمكن ..لنا أن نفعل ذلك؟  

<!--يقول كيبس : أمر سهل . فقط تسلق إلى الخارج هكذا .

يسكبون بعض الحبر على المكتب.. تسيل منه بقعة إلى الكتاب وتكبر حتى تصبح مسحة سوداء على الصفحات الأخيرة . وعندما يعودون إلى الكتاب تخيفهم آثار أقدامهم المحبرة على الصفحة البيضاء .  بالطبع يقررون فى نهاية الكتاب قلب صفحة جديدة .

ولأنها قصة مرحة وذكية ليست فئران الكتاب نصا مضادا بنفس الطريقة التى بها استراحة وخطوة خارج الطريق .

 

 

 

<!--[if !supportFootnotes]-->

<!--[endif]-->

<!-- - كما فى الاستعمال المصرى اليومى ، وله سنده فى المعجم الوسيط / طصحصح الأمرُ : تبين – ..... – الصُّحءصُح و الصُّحْصوح : المحقق الذى يتتبع دقائق الأمور فيحصيها ويعلمها"

<!-- بمفالنا على موقعنا/ kenanaonline.com/hakim عن قاموس أطلس  الموسوعى إنجليزى – عربى ،  ، Atlas – Ensyclopedic Dictionary  English – Arabic

             الشركة الدولية للطباعة ، المنطقة الصناعية الثانية ، مدينة 6 أكتوبر ، ط3 ، 1425هـ - 2005م

<!--  أدب الطفل : نقد معاصر ، تحرير بيتر هنت ، ترجمة د. إيمان حجازى ، مركز اللغات والترجمة ، أكاديمية الفنون ، نسخة حاسوبية لمراجعه عربيا د. عبد الحكيم العبد ، 2013م ، ص 73

<!-- جيوف موسى / ميتافكشن والرسم التوضيحى وشاعرية أدب الطفل ، ضمن كتاب بيتر هنت/ أدب الطفل نقد معاصر ، بدءا من ص 71

<!--  "وفى أوقات أخرى تصبح رحلة القارئ أشبه بما يطلق عليه شامبرز Chambers 1985 : محاكاة حية فضلا عن كونها بغوية ، مثل الرسم والخطابات وحتى الصفحات البيضاء تساعد على المضى فى القصة"  (ص77) 

المصدر: مؤلفات الدكتور عبد الحكيم العبد
HAKIM

موقع dr,hakimعلى كنانة أون لاين

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 818 مشاهدة
نشرت فى 19 نوفمبر 2014 بواسطة HAKIM

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

373,669

الدكتور عبد الحكيم عبد السلام العبد

HAKIM
◘ خريج قسم اللغة العربية واللغات الشرقية ، جامعة الإسكندرية 1964م. ◘ أستاذ مشارك متفرغ بمركز اللغات والترجمة، أكاديمية الفنون، الجيزة، مصر. ◘ خبير للغة العربية ، وخلال الإنجليزية. ◘ استشارى ثقافى. ◘ الخبرات: ▪ أستاذ وخبير أبحاث ومحاضر ومعلم فى مستويات التعليم : العالى والمتوسط والعام. ▪ مؤلف للعديد »