الكفر ورفض الإجلال سيكولوجيا وإسلاميا
الكفر - لغة - تغطية على الحق ومن مفاهيمه إسلاميا "جحود المنعم ؛ وطبعا هناك الكفر الأكبر (الشرك) والعياذ بالله. والفوبيا الضاربة فى الغرب الآن من الإسلام مفتعلة أو معللة مدفوعة بطباع رفض الإجلال فما دام محمد عظيما ودينه يتعاظم فلا معدى عن (النفسنة) منه ومن كل من ينتسب إليه. ربما "حسدا من عند أنفسهم"، ولو أنه فى الخفاء "ربما يود الذين كفروا لو كانوا مؤمنين".فى هيكل تصنيف نفسى للطباع عند النفسانى (رونيه هوبير) عن (رينيه لوسن) الوجودى المؤمن ، الطباع ثلاث طبقات رئيسة: 1) طباع غير متكونة (ملامى- مشتت- قلق- أبله- بليد- خلى) . 2) الطباع المتكونة عن طريق التركيب (مدرك- فعغل- مستقيم- كريم...). 3) الطباع الناشئة عن رفض التركيب (رفض للرفض) : أ- رفض للحقيقة (غير المستقيم) ب- رفض للطيبة والخير (الأنانى) ج- رفض للمقدس (كافر) / جدولنا فى كتابنا/ نحو فلسفة للحياة والتربية العربية 1993، ص44.
والإباضية (من أفاضل متحرزة أهل السنة (بخلافى لمن يعدهم خوارج) بسبب تديينهم الأخلاق والسياسة) / الكفر عندهم كفر نعمة (انكار حجب وستر وتغطية) فكأنه أو كأن منه اللفظ الإنجليزى cover ، ثم كفر الشريعة وهو الشرك المذكور والعياذ بالله .وعندهم (عن الإمام أبى الحسن البسيوى فى جامعه) مصفوفة الكبائر تتسع وتمتد من (عدم الإيمان ..... إلى الإصرار على صغائر المعاصى إلى مجرد الكذب والسرقة والخمر ؛ فضلا عن القتل والزنا والربا الخ (27) كبيرة. لهم نظرية فى الإمامة باعتبارهم إياها كما عند التميمى البغدادى من الشيعة من (أصول الدين)، أو بمعنى آخر الإسلام منظومة متكاملة (تدين وأخلاق وسياسة) تشمل الطيببة والخير والقداسة .
ما يعنينا هنا لمصيبتنا فى العالمين الغربى والإسلامى وجود أعداد من رافضى الطيببة والخير والقداسة. هل تعرفون محمضون عندنا يتكسب بهم الإعلام التجارى والسياسى السائد دأبوا على التخبيط فى رموز الإسلام (جابر والبحيرى زيدان نوال وخالد منتصر وفلانة الفلانية والمضنون به على هذا الجحود الكنود ابراهيم عيسى ؟. مِن هؤلاء المسكين الغلبان ماكرون هذه الأيام . يدور يخطب ويمضغ فى الإسلام بلا داع أو بتمحل لجريمة فردية هنا أو هناك . كتلك المأساة التى وقعت لمدرس فرنسى (قطع رأسه) إثر غباء ولاتربوية منه بعرضه فى الفصل صور إبدو المستهترة بالجلال المحمدى. (البعض يفسر سلوكه هذا بأنه خلاف سياسته المقدرة والمعتممدة على مسلمى فرنسا قلبا بصرف النظر عن القالب ، تفشيلا لزعيمة التطرف مارى لوبان le pan ) (بتاعة العيش) .
ولفقهاء القانون مجلدات تفيض فى ربط الجرائم بدوافعها عند الجناة (هل ثم سبق إصرار وترصد.؟) وبواعثها عند المجنى عليهم أنفسم ، مثل حال المدرس الذى استفز تلميذه فدفعه لما فعل.
نحن فى زمن الكورونا أو فى زمن الكوليرا نتوخى للصحة الوقاية قبل العلاج وكذلك لصحة المجتمع فلماذا يطلق السياسيون (اللى ميش مذاكرين) لأنفسهم عنان الكلام فى أمراض المجتمع وفى أمراض الأبدان (العلاج بالكفتة للنطاسى عبد العاطى والحقن بالفنيك والديتول للجهبذ ترمب) على سبيل المثال لا الحصر.
للدكتور سيف الدين عبد الفتاح فى (نجاشية الأناضول) مقولة فى نخبتنا (نخبة محنطة ؛ بل نخبة منحطة). وكم لمنفيينا والهاربين بآرائهم من نجاشيات فى أمريكا وروسيا وأوروبا ووراء الشمس !!. فاكرين حسام عيسى و وأبو الغار والأسوانى وحتى نجم والأبنودى . لقد أيدوا وجهة النظر الجاحدة للطيبة والديموقراطية وحقوق الإنسان وردوا المخلوق فى "أحسن تقويم" إلى "أسفل سافلين". الغريب هو هذا التواطؤ شرقا وغربا على تغليب الطباع الرافضة للإجلال على طباع الفِطَر السليمة وحب السلم والحق والخير والجمال . تكونش القيامة قربت يا ناس؟ أما من شخص رشيد فى هذا العالم (المكرون) رجل أو امرأة؟!
المصدر: مؤلفات د. عبد الحكيم العبد
نشرت فى 17 أكتوبر 2020
بواسطة HAKIM
عدد زيارات الموقع
372,892
ابحث
تسجيل الدخول
الدكتور عبد الحكيم عبد السلام العبد
◘ خريج قسم اللغة العربية واللغات الشرقية ، جامعة الإسكندرية 1964م. ◘ أستاذ مشارك متفرغ بمركز اللغات والترجمة، أكاديمية الفنون، الجيزة، مصر. ◘ خبير للغة العربية ، وخلال الإنجليزية. ◘ استشارى ثقافى. ◘ الخبرات: ▪ أستاذ وخبير أبحاث ومحاضر ومعلم فى مستويات التعليم : العالى والمتوسط والعام. ▪ مؤلف للعديد »
ساحة النقاش