دولة الثوار ودولة البلطجية
د. عصام عبد الشاف
الحديث الجاري الآن عن مخططات تقسيم مصر، فزاعات لا محل لها من الإعراب في مثل هذا التوقيت، وفي اعتقادي أنه وسيلة من وسائل القائمين على الحكم في المجلس العسكري، لشغل الرأي العم الداخلي بقضايا خارجية.
وهي إستراتيجية قديمة تتبعها النظم الفاسدة أطلق عليها نعوم تشومسكي "إستراتيجية الإلهاء"، مصر لن تنقسم إلا ثلاث دول أو أربعة دول أو خمسة دول، وفق المخططات التي تنهمر علينا بين الحين والآخر.
فمصر التي لم تنقسم وهي ضعيفة ومحتلة، ومرت عليها عشرات القوى الاستعمارية، ليس من المعقول أن تنقسم الآن وهي في عز قوتها.
مصر الآن تنقسم إلى دولتين:
الأولي: دولة الثائرين الساعين إلى عزتها ونهضتها، ويقف خلفهم كل الشرفاء من أبناء هذا الوطن، الحريصين على وحدته وقوته.
والثانية: دولة البلطجية، التي يقف خلفها أنصار النظام السابق، والمتنفذين في الأجهزة الأمنية والمجلس الأعلي للقوات المسلحة.
فإلى أنصار دولة البلطجية، دعكم من تراهات المؤامرات الخارجية، وتقسيم مصر، والإدارة بالشائعات، فقد سقطت كل أوراق التوت التي تستر عوراتكم، وستكون مزبلة التاريخ مصيركم، وستبقي بمصر، محفوظة بوعد ربها، وروح أبنائها، ودماء شهدائها.
ساحة النقاش