تكوين طائفة النحل

ذكور النحل :

 يوجد في الخلية عدد من الذكور عند توافر الرحيق، حيث تقوم الشغالات ببناء عيون سداسية واسعة ينتج عنها ذكور، والسبب هو أن الملكة لا تضغط بطنها عند وضع البيض في العيون الواسعة، والبيض غير الملقح ينتج ذكورا، ولا عمل للذكر سوى تلقيح العذارى، وعند انتهاء موسم الرحيق يلاحظ النحال اختفاء الذكور من الخلية؛ لأن الشغالات تقتل جميع الذكور، ولا تبني ذكور؛ لأنها تأكل ولا تفعل أي شيء، وانتهت مهمتها التناسلية، الذكور قصيرة الجسم، ولكنها عريضة، وهي أكبر من الشغالات، وبطونها ليست مدببة، ولا تمتلك آله لسع، وإن كان لها طنين مزعج.

يقوم النحال بهدم بيوت الذكور للحد من استهلاكها للعسل. يمكن تمييز بيوت الذكور بارتفاع غطائها عن بيوت الشغالات، ويكون الغطاء على هيئة قبة

الشغالة :

هي إناث عقيمة تنتج من بيضة ملقحة، ولكنها تتغذى في الطور اليرقي على خبز النحل، وهو عبارة عن خليط من العسل وحبوب اللقاح فتضمر أجهزتها التناسلية. تقوم الشغالات بكل أعمال الخلية؛ فالملكة ليس لها وظيفة سوى وضع البيض، والذكور ليس لها وظيفة سوى تلقيح الملكة

 أما الشغالات فتقوم بكل شيء فهي التي تجلب الرحيق وحبوب اللقاح، وتصنع منه العسل وخبز النحل، وهي التي تغذي يرقات الحضنة، وتغذي الملكة بالغذاء الملكي، وتعنى بها وتنظفها، وتبني الشمع من غدد خاصة، وتنظف الخلية وتحرس الباب حتى تحمي الطائفة من الأعداء الحيوية ومن نحل الطوائف الأخرى، وهي التي تحدد نوع الأجيال القادمة؛ فتبني عيونًا سداسية واسعة عندما ترى أن الموسم مناسب للتطريد الذي يحتاج لذكور تلقح العذارى الجديدة.

كما أنها تبني بيوتًا ملكية، وتجبر الملكة على وضع البيض فيها عندما تجد الملكة قد شاخت، وتريد استبدالها ملكة أخرى بها، وإذا أصرت الملكة العجوز على تدمير البيوت الملكية الجديدة تقوم الشغالات بطردها من الخلية، فمن الخطأ أن نسميها مملكة النحل بل هي جمهورية تحكمها الشغالات، وما الملكة إلا ماكينة تفريخ. الشغالة أصغر أفراد الطائفة، وتحتوي الخلية على حوالي 60000 شغالة أثناء موسم الرحيق، وقد تصل إلى 100000 شغالة، ولكن الخلايا الضعيفة قد تحتوي على عدة مئات فقط، ويقل العدد في الشتاء

أعمال الشغالة

تعيش الشغالة شهرًا واحدًا في موسم الرحيق؛ ربما لإنهاكها في العمل، ولكنها تستطيع اجتياز كل شهور الشتاء. لكل مرحلة من عمر الشغالة عمل خاص:

  1. في الأيام الأولى تقوم بتدفئة الحضنة، وتنظيف العيون السداسية؛ تمهيدا لكي تضع الملكة البيض فيها.
  2. بعد ذلك تقوم بتغذية اليرقات الكبيرة بخبز النحل.
  3. ابتداء من اليوم السادس من عمرها تنشط غدد الغذاء الملكي لديها، فتقوم بتغذية الملكة والعناية بها، كما تغذي اليرقات من عمر 1-3 أيام بالغذاء الملكي.
  4. تضمر غدد الغذاء الملكي لديها، فتقوم برحلات استكشافية قصيرة لمعرفة مكان الخلية، وتقف عند مدخل الخلية لتسلم الرحيق وحبوب اللقاح من الشغالات الجمّاعة، وتقوم بتركيزه وإفراز الإنزيمات عليه، ثم تخزينه في العيون السداسية.
  5. بناء أقراص الشمع، وذلك ابتداء من عمر 12 يوما، حيث تنشط لديها الغدد الشمعية، ويحتاج كيلو الشمع إلى عشرين كيلو عسل.
  6. حراسة مدخل الخلية في عمر 18 يوما، والقيام بأعمال النظافة.
  7. جمع الرحيق وحبوب اللقاح والماء، ويستمر حتى ينتهي عمرها.

وهذا التقسيم مرن، وعند الحاجة تختصر المراحل.. بل عند الحاجة تنشط غدد الغذاء الملكي الضامرة في النحل الجمّاع حتى يستطيع تغذية الملكة، وقد تصبح الشغالة جمّاعة على عمر مبكر عند اللزوم.

جمع الرحيق :

بعض الشغالات تجمع الرحيق فقط، وبعضها يجمع حبوب اللقاح فقط، والبعض الآخر يجمع الاثنين. الرحيق سائل سكري تفرزه غدد خاصة في زهور النبات، يوجد بالرحيق ثلاثة أنواع من السكريات: السكروز والجلوكوز والفركتوز بنسب متفاوتة، علاوة على بعض الفيتامينات والخمائر والإنزيمات والبروتينات والزيوت الطيارة والصموغ والأحماض العضوية والمعادن. يخرج نحل الاستطلاع في الصباح يبحث عن الزهور مستدلا عليها بشكلها ورائحتها، ويجمع منها الرحيق بواسطة خرطومه الماص وتعود هذه النحلات إلى الخلية وتؤدي رقصة النحل التي تدل على مكان الرحيق، تشكل الشغالات حلقة حول النحلة الراقصة، وتعرف مكان الرحيق وتذوق طعمه، وتنطلق خارج الخلية لتعود محملة بالرحيق، وكل منها يؤدي رقصة النحل ليدل المزيد من الشغالات عن مكان الرحيق. عند عودة الشغالة بالرحيق لا تضعه بنفسها في العيون السداسية؛ بل تسلمه للشغالات العاملة داخل الخلية، وتسرع بجمع المزيد، تمتص الشغالة الرحيق من الزهرة إلى حويصلة خاصة في صدرها، وكذلك النحلة التي تتسلمه، وهذه الحويصلة غير متصلة بالجهاز الهضمي، ويتم في الحويصلة تحويل السكريات الثنائية (مثل السكروز) إلى سكريات أحادية (جلوكوز، فركتوز)، ويتم تبخير نسبة كبيرة من الماء، وتفرز عليه بعض الإنزيمات، ثم تضعه في إحدى العيون السداسية

جمع حبوب اللقاح

حبوب اللقاح ضرورية لنمو اليرقات؛ حيث تعد مصدرًا للبروتين، كما أن العسل مصدر للكربوهيدرات تبلل النحلة أرجلها الأمامية بالعسل من فمها، ثم تمسح به رأسها وصدرها، فتعلق بها حبوب اللقاح العالقة على الصدر والبطن بواسطة الأرجل الخلفية، فتعلق كتلة اللقاح اللزجة على الأرجل الخلفية. عندما ترجع النحلة إلى خليتها تضع حمولتها في إحدى العيون السداسية أو على سطح البراويز.

جمع الماء

يجمع النحل الماء في الشتاء لإذابة العسل المتجمد قبل التغذية عليه، ويجمع الماء في الصيف لتلطيف حرارة الخلية، وحتى لا تتعرض اليرقات للجفاف، ويلزم الماء كذلك لإفراز الغذاء الملكي. عندما تدخل الشغالة جامعة الماء إلى الخلية تؤدي رقصة مثل رقصة الرحيق لتدل باقي الشغالات على مصدر الماء، وتقوم بتسليم الماء إلى شغالات الخلية التي تخزن الماء في حويصلاتها، ويسمى هذا النوع بالنحل الخازن، خلال الشهور الحارة قد يخزن الماء في عيون سداسية على ظهر البراويز، أما في الشتاء فلا يخزن إلا في حويصلات النحل الخازن.

جمع البروبوليس

ويسمى العلك أو صمغ النحل أو العكبر، وهو مادة صمغية يجمعها النحل من براعم وجذوع بعض الأشجار، ويستعملها في سد شقوق الخلية حتى لا يتسرب منها البرد أو الأعداء. كما يستعمل في دهان السطح الداخلي وتغطية الأشياء غير المرغوبة (مثل جثة الدبور) التي لا تستطيع النحل إخراجها من الخلية. وهذا الصمغ له فوائد علاجية، ومع ذلك يعد كثرة جمع الصمغ من عيوب بعض السلالات مثل النحل القوقازي.

الملكة

ويتم إنتاج الملكة من بيضة ملقحة مثلها في ذلك مثل الشغالات، ولكن اليرقة الملكية تُغذى منذ فقسها على الغذاء الملكي، وهو مادة تفرز من غدد خاصة في رؤوس الشغالات، والغذاء الملكي غني بالفيتامينات والهرمونات التي تعمل على تطور وخصب مبايض الملكة، تحتاج اليرقة لأربعة عشر يوما منذ الفقس حتى تتحول إلى حشرة كاملة (تسمى العذراء)، بمجرد خروج العذراء من البيت الملكي (الشرنقة) تقوم بمهاجمة البيوت الملكية الأخرى التي لم تفقس بعد لتقضي على المنافسين ولتأكل الغذاء الملكي الموجود في قاع هذه البيوت

الزفاف الملكى

تظل العذراء في الخلية عدة أيام تتغذى خلالها على العسل، ولا تعبأ بها الشغالات؛ بل تزجرها من حين لآخر، ثم تخرج العذراء للتلقيح، وتقف على باب الخلية في الصباح، وتصدر صفيرا من ثغورها التنفسية يسمعه بالكاد النحال على بُعد متر أو اثنين من الخلية، لكن الذكور على بُعد 4 كيلومترات تسمع هذا الصفير وتلبي النداءات في الحال، بمجرد توافر عدد معقول من الذكور، تنطلق العذراء لتطير بسرعة كبيرة ووراءها سرب من الذكور كل منها يحاول تلقيحها، وينجح أقوى عشرة ذكور في تلقيح العذراء التي تصبح عندئذ ملكة، ويموت هؤلاء الفحول؛ لأنهم يتركون آلة السفاد داخل فتحة الأنثى التناسلية، تعود العذراء لخليتها وخلفها بقية سرب الذكور، يسمح حراس الخلية للملكة بالدخول، ولكنهم يقتلون سرب الذكور فيما يعرف بمذبحة الذكور، حيث لم يعد لهم فائدة.

وعلى الفور وبمجرد دخول الملكة تلتف حولها الشغالات في ولاء وإعزاز، وتقوم بلعقها وتنظيفها، وإزالة آلات السفاد، وتغذيتها بالغذاء الملكي الذي ينشط التبويض، لا يتكرر هذا الزفاف؛ لأن الملكة تخزن السائل المنوي في حويصلة خاصة، وتضغط بطنها عند وضع البيضة فيخرج حيوان منوي من الحويصلة ليلقح البيضة الخارجة.

البيوت الملكية

البيت الملكي هو الذي توضع فيه البيضة التي ستصير عذراء، وله شكل مميز؛ ففي البداية يكون على هيئة كأس مقلوبة ضيقة الفتحة، ثم مع فقس البيضة ونمو اليرقة تقوم الشغالات بتطويله حتى يصبح ذا شكل يشبه الفول السوداني، وأخيرا تغلق على اليرقة الملكية حتى تنسلخ لتصبح عذراء

المصدر: مركز تكنولوجيا الصناعات الغذائية
  • Currently 17/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 840 مشاهدة
نشرت فى 19 إبريل 2011 بواسطة FoodTechnologyCenter

ساحة النقاش

تكنولوجيا الصناعات الغذائية

FoodTechnologyCenter
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,195,675