فايز بادي العتيبي،استخدام الحاسب في التعليم اشراف الدكتور كرامي بدوي

استعراض تجارب الأمم في إدخال الحاسب في التعليم

مقدمة :

       يعيش العالم اليوم ثورة علمية تكنولوجية ، ويشهد انفجارا معرفياً و معلوماتياً، وأصبحت التغيرات التي يمر بها العالم مرتبطة بالتدفق السريع في المعلومات والإمكانات الهائلة لتخزينها ومعالجتها .

      ويعد الحاسب الآلي ناتجاً من نواتج التقدم العلمي والتقني المعاصر ، كما يعد في الوقت ذاته أحد الدعائم التي تقود هذا التقدم ؛ مما جعله في الآونة الأخيرة محور اهتمام المربين والمهتمين بالعملية التعليمية والتعلمية ، وقد اهتمت النظم التربوية بالحاسب الآلي ، ودعت إلى استخدامه سواء في الإدارة المدرسية أو التدريس .

      ولقد ثبت لمعظم مستخدمي الحواسيب بالتجربة العملية في كثير من الدول المتقدمة أن التعليم بالحاسوب - إذا ما استخدم في المكان المناسب وفي الوقت المناسب - يمكن أن يحقق نتائج ممتازة في غرفة الصف . وهذا بدوره يتضمن تدريب المعلمين على الاستخدام الأمثل لهذه التقنية حتى يمكنهم تقرير الخطة المناسبة والمكان الملائم والزمن المطلوب للوصول بالمعلمين والطلاب على حد سواء إلى إتقان المهارات والحقائق العلمية والمفاهيم المتضمنة بالمقررات الدراسية في وقت أقل وباتجاهات بناءة موجبة .

تجارب لبعض الدول في استخدام الحاسب في التعليم :

التجربة الكندية :

التي تتلخص بأن مجموعةً من الطلبة قاموا بتجميع و ترتيب المصادر التعليمية على الشبكة العنكبوتية فأثارت هذه التجربة اهتمام الدولة التي عملت بالتعاون بين القطاعين العام و الخاص على إنشاء ما يسمى بالشبكة المدرسية"SCHOOL NET" وظل هذا المشروع في تقدم منذ عام 1993 ، و قد رصد له مبلغ 30 ألف دولار .

التجربة الماليزية :  

و هو مشروع شبه متكامل ، يعمل على إعداد جيل المستقبل مشروع المدرسة الذكية: باستخدام أدوات التعليم التقليدية (الآلات الموسيقية و الآلات اليدوية و المكنات الصناعية) و أدوات إلكترونية حديثة و متطورة . و هذا الجانب الإلكتروني في المدرسة يقوم على شبكة محلية مرتبطة بجهاز (مخدّم المدرسة )الذي يعمل على التغيير و التطوير في المناهج الموضوعة على الشبكة ، كما أن تلك الشبكة مرتبطة بالانترنت أيضاً . و هي تحث الفرد على التعلم الذاتي و البحث الطوعي عن المعلومات بدون ضغوط و لكن بدون تسيُّب أيضاً ، فهناك تقاويم و فحوص تقام للطلاب من خلال الشبكة و بعد تصحيح أجوبتهم توضع الدرجات التي نالوها على الشبكة. ليتاح لأولياء الأمور الاطلاع عليها .

التجربة الإماراتية :

التي عملت من خلال مشروع مدرستي الشارقة و العين النموذجيتين على إنشاء صف إلكتروني لتدريس اللغات و التربية الإسلامية و تحفيظ القرآن الكريم و المواد الدراسية المقررة و بعد انتهاء الدرس يطرح الأستاذ الأسئلة على الطلبة فيجيبون عليها لتعود إلى الأستاذ فيصححها و هذا يجعل الدراسة أكثر متعة . كما يحتوي المخبر على كبائن منفصلة عن بعضها البعض لإجراء المسابقات العلمية في جوٍ من المرح و التسلية بعيداً عن الروتين الممل .

التجربة السعودية :

تعد تجربة المملكة من المشاريع الرائدة على مستوى الوطن العربي  وفي هذا الإطار بدأت الوزارة بإدخال الحاسب بوصفه مادة تعليمية في عام 1406 هـ في المدارس الثانوية ، وكان بواقع حصة واحدة في الأسبوع ، وفي عام 1417 هـ تم زيادة حصة إضافية لتكون بواقع حصتين في الأسبوع في جميع صفوف المرحلة الثانوية . 
ولما كان من الضروري لتحقيق أهداف المنهج توفر المعلمين ذوي الكفاءة والمقدرة والمؤهلين تأهيلاً كافياً يمكنهم من تدريس مفردات المنهج نظريّاً وتطبيقاً ؛ سعت الوزارة في خططها على التركيز على إعدادوتأهيل أعداد كافية من المعلمين المؤهلين للتدريس في مرحلة التعليم الثانوي . 
وقد تم تهيئة وتجهيز معامل الحاسب الآلي لكل مدرسة، بحيث يشمل كل معمل على عدد من الأجهزة للطلبة بالإضافة إلى جهاز للمعلم، وترتبط هذه الأجهزة بشبكة حاسب، بها جهاز خادم للاستفادة من هذه التقنية في العملية التعليمية. ويضم كل معمل عدداً كبيراً من البرامج التطبيقية المطلوبة لتحقيق ودعم أهداف المنهج، بالإضافة إلى برامج نظم تشغيل للحاسبات الشخصية ولشبكة الحاسب الآلي بالمعمل .

كما تم إنشاء نوادي للحاسب الآلي في بعض مناطق التعليم في المملكة؛ لتقدم رسالة تربوية وعلمية للطلاب والمعلمين والموظفين على حد سواء، وذلك بإيجاد مركز علمي للتدريب على هذه التقنية ونشر الوعي المعرفي في مجال الحاسب الآلي والعناية بعلومه، ومستجداته ، وتهيئة الفرص والظروف الملائمة للموهوبين، والعمل على تنمية قدراتهم وتطويرها في مجال الحاسب الآلي ، كما تقدم هذه الأندية بتزويد الجهات التعليمية بالبرامج التربوية، والاستشارات الفنية المتعلقة بالحاسب الآلي، وإقامة برامج تدريبية؛ لرفع مستوى العاملين في الحقل التعليمي كما تم تنفيذ العديد من التجارب المتعلقة بالتعاون المشترك بين المؤسسات التعليمية الحكومية والقطاع الخاص؛ لتعليم الحاسب في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة .كما نشأت فكرة تصميم برنامج خاص يخدم مدارس المملكة العربية السعودية في جميع الأعمال الإدارية والفنية، حيث تم عمل دراسة تحليلية لنظام الإدارة المدرسية يشتمل على المعلومات والعمليات اللازمة للتشغيل، والإشراف، والإدارة، واتخاذ القرارات، وذلك فيما يخص المكونات الأساسية لنظم التعليم العام ، ويهدف هذا النظام إلى ربط المدارس بالإدارة التعليمية التابعة لها، ومن ثم ربط الإدارة بالوزارة عن طريق شبكة الوزارة .

 

ويتناول المشروع فكرة استخدام الحاسب الآلي في التعليم وفق ثلاثة محاور هي:

v   تعلم الحاسب الآلي نظريا وعمليا وفنيا ، ويشمل التعرف على مكونات الحاسب وصيانته وأصول البرمجة .

v   التعليم باستخدام الحاسب .

v                                                                                             الحصول على المعلومات باستخدام الحاسب الآلي من مصادر متعددة مثل : مراكز مصادر التعلم المدرسية ، والمواقع التعليمية على شبكة الإنترنت .

ويهدف المشروع إلى : دعم المنهج التعليمي من خلال استخدام تقنيات العصر وجعل الحاسب الآلي أداة مساندة للتعليم ، وتوسيع قاعدة استخدام الحاسب الآلي لتشمل جميع المراحل ، لتأهيل جيل قادر على محاكاة العصر واحتياجاته ، علاوة على اعتماد أسلوب التعلم التفاعلي والذاتي كأسلوب أساس في جميع المراحل الدراسية .

وقد بدأت الوزارة تنفيذ مشروع تطويري ضخم يحتوي كافة الجهود ، ويستهدف توظيف الحاسب الآلي في كافة الأمور المتعلقة بالعملية التعليمية والتربوية ليس في المجال التعليمي فحسب بل تعدى ذلك إلى المهام الإدارية ، والتواصل بين قطاعات الوزارة ، بالإضافة إلى توسيع مدى الاستفادة منه لخدمة المعلمين والطلاب أثناء اليوم الدراسي 00 من خلال مشروع عبدالله بن عبد العزيز وأبنائه الطلبة والطالبات للحاسب الآلي ( وطني ) لتوفير تقنية المعلومات .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 528 مشاهدة
نشرت فى 10 ديسمبر 2014 بواسطة Faizbade

فايز بادي العتيبي

Faizbade
»

البلاك بورد

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

5,246