الأسس البيولوجية للسلوك والإعاقة     

الأستاذ الدكتور عثمان لبيب فراج

أستاذ الصحه النفسية وصحة البيئة بالجامعة الأمريكيه 

ورئيس مجلس إدارة إتحاد هيئات رعاية الفئات الخاصة والمعوقين

مقدمة : 

    بينما أنت تقرأ هذه الصفحات أو تشاهد برنامج للتليفزيون – أو تستمع إلى لحن موسيقى جميل ... أو تغمض عينيك عند تعرضها لضوء شديد – أو وأنت تستذكر دروسك أو تناقش زميل فى موضوع يهمكما .... أو عندما يخفق قلبك وتشعر بدقاته عندما تلتقى بعزيز عليك طال غيابه – أو عندما تشعر بإنفعال الخوف أو الغضب ... أو عندما تسمع جرس الحريق فتجرى ملتمساً طريق النجاة أو عندما تشترك بنشاط فى سباق أو مباراة – أو عندما يتصبب جسمك عرقاً بعد مشوار جرى طويل ... أو عندما تستدعى من الذاكرة إسم صديق قابلته بعد غياب طويل أو لحظات ممتعة عشتها مع حبيب أو عندما تشعر بالجوع فتسارع إلى تناول بعض الطعام أو عندما تسحب ذراعك لاشعورياً فجأة عندما تشعر بوخزة دبوس أو لسعة جسم ساخن ، ....... 

هذه وآلاف غيرها مشاعر وسلوكيات إرادية أو غير إرادية أو منعكسة تعتبر مجرد نماذج من المشاعر والسلوكيات ذات الجذور البيولوجية والتى يسيطر عليها ويحركها وينسق بينها أكثر أجهزة جسمك تعقيداً وقدرة وهو الجهاز العصبى Nervous System وما يدعمه من إفرازات وهرمونات الغدد الصماء التى تمكنه من التحكم فى بعض الحركات اللإرادية كنبضات القلب وضغط الدم وهضم الغذاء وعمليات الإخراج والتنفس والخصائص والسلوكيات الجسمية النفسية والعقلية من تفكير وإدراك وحل المشاكل وتعلم وذاكرة وتصور وتخيل وغيرها. 

ولعلنا كثيراً ما نتساءل ما الذى يدور ويحدث فى الجسم أثناء كل هذه السلوكيات وما الذى يجرى داخلنا فى كل حالة من حالات الإعاقة ... هذا هو الموضوع الذى سنتناوله بالتحليل والعرض والمناقشة والإجابة على تلك الأسئلة من خلال سلسلة من المقالات بدءاً من هذا العدد . 

العلاقة بين وظائف الجهاز العصبى والسلوك الإنسانى

-علاقة وثيقة فالجهاز العصبى هو أهم الأجهزة التى تسيطر على حركة ووظائف الجسم وسلوكياته وعملياته العقلية (من إدراك حسى وتفكير وتخيل وتصور وحل المشكلات وتعلم وتخطيط وبناء مخزون الذاكرة، وعواطف وإنفعالات). 

-وعلى هذا فإن أى تلف فى أنسجةالجهاز العصبى أو قصور فى وظائفه الحيويةنتيجةعامل وراثى أو بيئى مكتسب يمكن أن ينعكس على وظائفه وبالتالى على سلوكيات الإنسان وعملياته العقلية العليا.   

أمثلــــه : 

    أى قصور أو تغير فى نمو الجهاز العصبى يترتب عليه تأخر أو توقف نمو القدرة على المشى أو الكلام أو التعلم أو نمو القدرات العقلية والذكاء . 

-أى تلف بالمراكز العصبية الواقعة على لحاء المخ ممكن أن يؤدى إلى إضطراب أو فشل فى أداء الوظائف التى تسيطر عليها تلك المراكز بعد أن كانت تؤديها بكفاءة قبل حدوث التلف، ومن أمثلة ذلك التوقف عن الفهم والكلام أو التعبير اللغوى أو الإصابة بإعاقات مثل التخلف العقلى أو التوحد أو الشلل الرباعى أو شلل الأطفال أو أمراض مثل باركنسون (الشلل الرعاش) أو الزهايمر (خرف الشيخوخة أو فقد الذاكرة) . 

-تلف خلايا الشبكية (وهى خلايا عصبية) أو العصب البصرى ممكن أن تؤدى إلى كف البصر. 

-تلف المستقبلات العصبية فى قوقعة الأذن الداخلية يمكن أن يؤدى إلى فقد كلى أو جزئى فى السمع . 

-تلف أو كسر فى النخاع الشوكى ممكن أن تؤدى إلى شلل عضلات الأرجل والجزء السفلى من الجسم .

-خدش أو تلف بعض أنسجة عضو معين من المخ (هايبوتالاماس) ممكن أن تؤدى إلى أحد أمراض التغذية (اليوليميا أو الشره فى تناول الطعام رغم القئ المستمر) أو الانوروكسيانرفوزا وهى الإمتناع القسرى عن تناول الطعام مع إكتئاب شديد وخشية زيادة الوزن وربما حتى الموت .

-إذا أصيبت بعض أجزاء المخ بخدش أو جرح أو أستثيرت كهربائياً أو كيميائياً يمكن أن يجعل الشخص عدوانياً أو ربما قاتلاً . 

-إصابة المخ بورم خبيث (أو حميد) قد يؤدى إلى إضطراب سلوكى تختلف صورته حسب المكان المصاب من المخ . 

-قصور أو نقص إفراز الغدة الدرقية ممكن أن يؤدى إلى تخلف عقلى . 

وكما أن أى تلف أو إصابة أو قصور فى وظائف الجهاز العصبى تؤثر على سلوك الإنسان أو يسبب له إعاقة فإن العكس صحيح حيث أن سلوك الإنسان ممكن أن يؤدى إلى قصور أو توقف لوظائف الجهاز العصبى ، ويدل على ذلك أمثلة كثيرة منها تناوله أو إدمانه المخدرات والمسكرات أو التدخين الذى يمكن أن يتلف الأجهزة العصبية المعنية أو تؤدى إلى خلل فى وظائفها كما أن التلوث الكيميائى للبيئة الناتج عن السلوك غير المسئول للإنسان ممكن أن يؤدى إلى خلل فى أداء المخ مما يترتب عليه تخلف عقلى أو إعاقة تعلم ، كما أن تعرض الإنسان لأصوات فائقة الإرتفاع لمدة طويلة قد يتلف شعيرات خلايا الإستقبال السمعى فى الأذن الداخلية مما يؤدى إلى نـوع آخـر من الإعاقات السمعية . 

وهكذا كانت تلك أمثلة تؤكد العلاقة المتبادلة بين الجهاز العصبى والسلوك الإنسانى وهو ما سنركز على معالجته فى سلسلة من المقالات بدءاً من هذا العدد من نشرتنا الدورية حيث نستعرض التركيب العضوى والوظيفى للجهاز العصبى وأجهزة الحس المختلفة ثم نبدأ بعد ذلك فى تناول كل من الإعاقات الحسية المختلفة . 

الجهاز العصبى للإنسان

الخلية : الوحدة البنائية للجسم 

يتكون أى مبنى من وحدات بنائية هى قوالب الطوب أو الحجارة ومن مجموعة من تلك الوحدات يتكون الحائط ومن عدد من الحوائط تتكون الغرفة ومن مجموعة من الغرف تتكون الشقة ومن مجموعة من الشقق يتكون الطابق ومن مجموعة من الطوابق تتكون البناية أو العمارة . 

وبنفس هذه المنظومة يتكون جسم الإنسان حيث أن وحداته البنائية وهى الخلية عندما تتجمع تكون نسيجاً (النسيج المخاطى والنسيج العضلى والنسيج الغدى للمعدة) بما يعنى مجموعة من الأنسجة تكون عضواً (المعدة) ومجموعة من الأعضاء تكون جهاز (الجهاز الهضمى وأعضاؤه الفم والبلعوم والمرئ والمعدة والأمعاء الدقاق والغلاظ والشرج) ومجموعة من الأجهزة (الجهاز الهضمى والتناسلى والتنفسى والبولى والعصبى ... إلخ ) يكون جسم الإنسان بما يعنى أن جسم الإنسان يتكون من ملايين من الخلايا التى منها تتكون الأنسجة والأعضاء والأجهزة، هذه الخلايا هى الوحدات البنائية التى- سبحان الله- على دقتها المتناهية فى الصغر هى التى تقوم بكافة الوظائف الحيوية التى يتطلبها النمو والنضج والتوافق والتكيف مع متطلبات الحياة ومع الإختلاف المتعدد لوظائف تلك الخلاياحسب موقعها فى الجسم والعضو والجهاز فإنها تتشابه من حيث التركيب العضوى، وتتجلى مقدرتها الفائقة على أداء تلك الوظائف بالغة التعقيد رغم أنها متناهية فى الصغر والدقة بحيث يكاد يستحيل رؤيتها بالعين المجردة فهى تقاس بوحدة خاصة هى الميكرون (الذى يساوى واحد على المليون من المتر). 

كما تقاس بعض المكونات الداخلة فى تركيبها (كالكروموزوم) بوحدة أصغر هى الأنتستيروم (وتساوى واحد على المليار من المتر) ومن قدرة الخالق تعالى- أنه وضع فى هذه الوحدة البنائية الدقيقة كل ما تحمل من أسرار الحياة والتكوين والوراثة . 

وتوجد فى كل خلية من خلايا الجسم نواة تحتوى على مواد حيوية هامة لعمليات التكاثر والنمو والوراثة تعرف بإسم الكروموزومات Chromosomes أو الصبغيات ذات عدد ثابت فى كل جنس من أجناس الكائنات الحية فعددها فى خلية الإنسان 46 أو 23 زوجاً من الكروموزومات ويختلف هذا بين الإنسان وغيره من أجناس الحيوان أو النبات وهى المسئولة فى الخلية عن أنشطتها وأداء وظائفها المختلفة وهى بهذا تعتبر القائد والعقل المدبر المنظم لأداء وظائفها ومنها إفراز هرمون الإنسولين فى البنكرياس والمسئول عن تنظيم السكر فى الدم وإحتراقه لتوليد الطاقة فى عضلات وأعضاء الجسم وهى المنظمة لإفراز الهرمونات الجنسية الذكرية والأنثوية وغيرها . 

وتلعب هذه الكروموزومات الدور الأساسى فى عمليات إنقسام الخلية خلال مراحل النمو المختلفة بتكوين خلايا جديدة تحوى كل منها 46 كروموزوم أيضاً كما وأنها أثناء عملية الإنقسام لتكوين الخلايا التناسلية (البويضة عند المرأة والحيوان المنوى عند الرجل) يحدث إختزال فى عدد الكروموزومات بحيث تحتوى البويضة الأنثوية على 23 كروموزوم ويحتوى الحيوان المنوى على 23 كروموزوم لحكمة إلهية تستهدف جمع 23 كروموزوم الحيوان المنوى من الرجل مع 23 كروموزوم من بويضة المرأة أثناء عملية الإخصاب فى رحم الأم ليصبح العدد 46 كروموزوم فى الخلية الملقحة التى تبدأ إنقساماً متتالياًُ مستمراً ينتهى بتكوين الجنين الذى ينمو بملايين الخلايا التى تتكون منها أعضاؤه المختلفة ويظل عدد كروموزومات خلاياه 46 فقط عدداً ثابتاً فى كل إنسان .

ولا يقتصر عمل الخلايا وكروموزوماتها على هذه الوظائف الحيوية بل أنها تلعب الدور الأساسى فى نقل الصفات والسمات الشخصية المتعددة التى تحملها المورثات أو الجينات التى يصل عددها إلى ما يقرب من مائة ألف جين على كل كروموزوم (والتى تعرف بمجموعها بإسم الجينوم البشرى) . 

ولكل جين تأثير وعلاقة محددة بصفة أو سمة معينة أو أكثر من صفات الإنسان الجسمية كالطول ولون البشرة ولون العيون والتركيب العظمى أو العضلى أو السمات العقلية كالذكاء والذاكرة والإدراك والإبداع وحل المشكلات أو السمات الإنفعالية والعاطفية كالغضـب والسرور والحزن والخوف والإنفعال ... إلخ . 

ومن أهم مسئوليات كروموزومات الخلية تحديد الجنس (ذكر أو أنثى) حيث يوجد من بين كروموزومات بويضة الأنثى كروموزوم واحد هو "×" (بينما يوجد فى الخلايا الجسيمة غير التناسلية عدد أثنين من كروموزوم ××) ولهذا عند حدوث الإنقسام الإختزالى لتكوين البويضة (الخلية التناسلية المؤنثة) تكون جميع بويضات المرأة متشابهة يحوى كل منها كروموزوم "×" . 

أما فى الرجل الذى تتميز خلايا جسمه عن خلايا جسم المرأة بأن كل خلية من جسم الرجل تحتوى كروموزومات الجنس منه على كروموزومين مختلفين "×" ، "y" ولهذا أثناء الإنقسام الإختزالى لتكوين حيواناته المنوية ينتج عنه حيوانات منوية مختلفة من حيث أن بعضها يحمل كروموزوم "×" وأخرى تحمل كروموزوم "y" ويترتب على ذلك الإختلاف بين المرأة والرجل أنه عند حالات إخصاب بويضة الزوجة (أى تلقيح بويضتها بحيوان منوى) أنه إذا كان الحيوان المنوى للرجل حاملاً لكروموزوم "×" هو الذى إخترق البويضة فإن البويضة الملقحة تكون حاملة لكروموزومى "× ، ×" وهو ما يعنى أن الجنين سيصبح أنثى، أما إذا إخترق البويضة أثناء الإخصاب حيوان منوى يحمل "y" كروموزوم تصبح الخلية الملقحة حاملة لكروموزومات "× ، y" وهو ما يعنى أن الجنين سيكون ذكراً . 

وبشرح تفصيلى مكرر هذا يعنى أنه مع كل حمل للمرأة يكون إحتمال تلقيح بويضتها (التى تحمل دائماً كروموزوم ×) بحيوان منوى يحمل كروموزوم "y" فإن إنجابها يكون ذكراً أما إذا لقحها حيوان منوى يحمل كروموزوم "×" فإنها سنتجب طفلاً أنثى ، وفى الحالتين الإحتمال غالباً 50% أى إحتمالاً متساوياً... ومعنى هذا أيضاً أن الرجل هو الذى يحدد جنس الجنين لا إرادياً 

أما العوامل التى تحدد أى من الحيوانين المنويين "×" أو "y" هو الذى سيلقح البويضة ولم تكن معروفة بدقة حتى الآن، ولكن التطور الذى كان مستمراً فى البحوث الرامية إلى تحديد تلك العوامل فقد أفادت بأن هذه العوامل أصبحت معروفة على المستوى التجريبى البحثى بل وأمكن إستخدامها فى تحديد إختبار أى منهما لتلقيح البويضة ممكناً بما يؤدى عند تطبيق تلك النتائج فى الحياة العملية يستطيع الزوجان تحديد جنس الجنين المطلوب ذكراً أو أنثى . 

وكان هذا التحديد قائماً بإرادة الخالق وقدرته تعالى بصورة كاملة تحقق التوازن العددى حتى تكون الأجيال القادمة موزعة بتوازن عددى بين الجنسين بالتساوى دون زيادة فى جنس على آخر، أما الآن فأصبح تحديد جنس الجنين بيد الزوجين فإن المتوقع أن تزداد نسبة الذكور على الإناث فى الأجيال القادمة وهو واقع مدمر لا يعلم نتائجه إلا الله ... ولهذا نجد سؤالاً يدور حالياً بين الدوائر الدينية المختلفة والدوائر البحثية العلمية لدراسة نتائج أو منع إستخدام ما وصل إليه العلم من تدخل الأسرة فى تحديد إنجاب جنس معين من الأجنة – أى التدخل فى المشيئة الإلهية إلى الحد الذى يخل بالتوازن الديموجرافى المتوقع وفقنا الله إلى ما فيه خير البشرية والأجيال القادمة . 

وينطبق ما ذكرناه عن سلبيات التدخل البشرى فى تحديد جنس الجنين على ما أجرى من بحوث فى مجال الإستنساخ الذى هو أيضاً يعتبر – عن طريق معالجة الخلايا التناسلية – تدخلاً فى مشيئة الخالق بإستبدال التكاثر بغير الطريق السليم عن طريق زواج الذكر والأنثى . 

كان هذا توضيحاً مختصراً للتركيب العضوى للوحدة البنائية (الخلية التى يتكون منها أنسجة جسم الإنسان موضحاً لقدرة الخالق جل جلاله التى تتمثل فى هذه الوحدة المتناهية الصغر حيث أزحنا الستار عن أحد أسرار وظائفها التى كشف عنها العلم الحديث والتى أصبحت الآن قضية معروفة ومسلم بها رغم أننا أشرنا فقط إلى وظيفة كروموزوم واحد (هو الزوج رقم 21) المسئول عن تحديد الجنس من بين 23 زوج أصبحنا نعرف العديد من وظائفها فى نقل الصفات الوراثية من جيل إلى آخر من الآباء إلى الأبناء وهو عالم هائل (عالم الجينوم البشرى) الذى مع إكتشاف بعض أسراره لازال أكثر من هذا بكثير يحيط به الغموض كامناً فى باطن كل خلية ولكل خلية من خلايا أى نسيج من أنسجة الجسم وظائف لا يشاركها فيه وظائف خلايا أى نسيج آخر لا يتسع المجال هنا للخوض فى تفاصيله وسنقتصر على توضيح وظائف خلايا الجهاز العصبى وعلاقتها بالسلوك الإنسانى من جانب وعلاقاتها السببية بالإعاقات الحسية من جانب آخر . 

ويكفى أن نشير هنا إلى ما ترتب على التقدم العلمى فى بحوث الجينوم البشرى والتكنولوجيا البيولوجية من نتائج مذهلة حيث أمكن تحديد بعض الجينات المسئولة والمسببة لبعض الأمراض الوراثية أو الإعاقات الذهنية حيث تؤدى معرفة جين مرض معين أو إعاقة معينة إلى نجاح وتقدم كبير فى : 

عملية تشخيص هذا المرض أو الإعاقة حتى أثناء فترة الحمل قبل ولادة الجنين بدرجة دقة فائقة. 

-العلاج الجينى Genotherapy بإستبدال الجين المسبب بجين آخر سليم. 

-الوقاية من الإصابة بهذا المرض أو الإعاقة عند إكتشاف وجود الجين المسبب خلال عملية الفحص قبل الزواج فى دم الرجل والمرأة. 

 

 

المصدر: نشره الاتحاد رقم 92
FAD

لاتحاد النوعى لهيئات رعاية اللفئات الخاصة والمعاقين

ساحة النقاش

FAD
الاتحاد النوعى لهيئات رعاية اللفئات الخاصة والمعاقين هيئة ذات نفع عام لا تهدف لتحقيق ربح تأسس الاتحاد عام 1969 العنوان 32 شارع صبرى أبو علم – القاهرة الرمز البريدى 11121 ت: 3930300 ف: 3933077 »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,420,977

مشاهير رغم الإعاقة