أولاً  عوامل خلقية Disorders  / Congenital
وهي عوامل ذات أهمية يمكن تقسيمها إلى عوامل وراثية جينية ، أو عوامل غير وراثية ، والأخيرة تتضمن النتائج المترتبة على الأمراض أو الإضطرابات الوظيفية التي تصيب الجنين أثناء الحمل أو الولادة .
أ‌)عوامل وراثية جينية
وهي تصيب ما يقرب من 3% من الولادات في العالم ، وتتعرض نسبة كبيرة منها إلى وفاة مبكرة ، وهي تظهر في الأطفال بعد الولادة وحتى سن البلوغ بشكل تخلف عقلي ، أو قصور ، أو فقد كامل للبصر أو السمع ، وتشمل حالات القصور العضلي الحركي ، وإضطرابات القلب والجهاز الدوري ، وإنحناء العمود الفقري ، وصعوبة النطق والكلام ، وتشوه الأقدام والشفة ( سقف الحلق المشقوق ) والأورام الليفية أو خلل في الجهاز البولي أو الهضمي .
ب‌)عوامل غير وراثية Non-Genetic Disorders
يولد في العالم سنويا ما يقرب من 110 مليون طفل ، وتعتبر العوامل غير الجينية أو الوراثية من العوامل المهمة التي تقود إلى الإعاقة في الدول الصناعية والدول النامية على السواء . ولما كانت النسبة الأكبر من الولادات ( 75% ) تحدث في الدول النامية ، حيث تنتشر الأمراض وسوء التغذية ، ولا تتوفر الخدمات الصحية وتسوء صحة البيئة ، تتضاعف نسبة الأخطار التي يمكن أن تؤثر على جنين الحامل عنها في الدول الصـناعية " على سبيل المثال 35% من الأطفال التي تولد سنويا في الهند ، وسيريلانكا تكون ناقصة الوزن بدرجة كبيرة ( أقل من 2.5 كيلو جرام ) يسبب سوء التغذية مقابل 6 – 8 % في أوربا ، ولهذا فإنه من الطبيعي أن نتوقع أن نسبة حالات الإعاقة نتيجة هذه العوامل في الدول النامية تكون أكبر بكثير منها في الدول الصناعية .
وفيما يلي عرض لبعض هذه العوامل
1)سوء التغذية والأنيميا الشديدة أثناء فترة الحمل
حيث تعرقل النمو الجسمي للجنين وتطور نموه العقلي . ومن المعروف أن نقص البروتين والفيتامينات والسعرات الغذائية المتوفرة للحامل في الدول النامية التي تعاني من ظروف إقتصادية سيئة حيث تولد النسبة الكبرى من بين أطفال العالم شائع الإنتشار ، ولهذا فإن نقص وزن الوليد المترتب على ذلك يعتبر عاملا مهما يفسر ارتفاع نسبة الوفيات والأمراض بين أطفال هذه الدول ، مما يشكل العامل الأساسي في زيادة نسبة حالات الإعاقة في مجتمعات هذه الدول ، ويزيد من حدة هذا العامل قصور الوعي الغذائي والزواج المبكر للمرأة وكثرة الإنجاب .
2)الأمراض التي تصيب الأم الحامل
والأمراض المعدية تؤثر تأثيرا شديدا على الجنين ، ففي الولايات المتحدة وحدها تكشف الإحصاءات على أنه في عام 1964 ( 30.000 طفل ) على الأقل من المعاقين ترجع أسباب إعاقتهم إلى وباء الحصبة الألمانية “ Rubella “ التي انتشرت في ذلك العام ، وكانت إصابات الأمهات الحوامل بها هي السبب المباشر لهذه الإعاقة . ومن الأمراض المعدية الأخرى التي تؤثر على الجنين في فترة الحمل الأنفلونزا والزهري وفيروس Cytomegalo – Coxsackie – Texopplasosis .
ومما يؤثر على الجنين أيضاً إصابات الأم الحامل بالسكر وإلتهاب الغدة الدرقية ، وتعاطيها بعض العقاقير الطبية بدون إذن الطبيب وإدمان المسكرات والمخدرات وعقاقير الهلوسة Isoimmunizetion والتسمم الدموي Toxameia وغيرها .
كذلك هناك أثر مباشر على الجنين نتيجة لتكرار تعرض الأم أثناء فترة الحمل لأشعة (X) أو المواد أو النظائر المشعة .
التعقيدات والمضاعفات التي تحدث أثناء " الولادة العسرة بالجفت ، أوالشفط ، أو إعطاء مخدر أثناء الولادة ، أو الولادة القيصرية ، أو الجافة " ، وإصابات المخ أو كسر العظام ، التي قد تحدث للطفل أثناءها تؤدي إلى العديد من حالات الإعاقة ، كذلك حالات إلتفاف الحبل السري ، وقلة أو منع وصول الأكسجين إلى الجنين أو إضطرابات الجهاز الدوري كلها تسهم في زيادة نسبة الإعاقة .
وهذا ولا شك أن للزواج المغلق " زواج الأقارب في القبيلة أو الأسرة الواحدة " ، وللزواج المبكر والمتأخر للمرأة علاقة بكثير من حالات الإعاقة لأطفالهن .
وقد يكون من العسير الوصول إلى تقدير دقيق لنسبة الذين يعـاقون نتيجة لهذه العوامل بسبب تباين الظروف ومستوى الرعاية ، وتوفر الخدمات الطبية والأوضاع الإقتصـادية والإجتماعية من دولة إلى أخرى ، ولكن منظمة الصحة العالمية تقدر الذين يصابون بإعاقة تقيمها في حدود 5% من سكان العالم .

ثانياً الأمراض المعدية السارية Cammunicahll Diseases
تسهم هذه الأمراض في زيادة نسبة المعاقين في العالم بأساليب متعددة منها :
1.الضرر الذي يحدث للجنين عند إصابة الأم بالمرض المعدي أثناء الحمل  ( راجع ب 3 سابقاً ) .
2.الإضطرابات أو الخلل في التغذية والتمثيل الغذائي المترتب على الإصابة بالأمراض المعدية ، كما يحدث في حالة النزلات المعوية والإسهال عند الأطفال Gastro-enteric ، وما يترتب عليها من إضعاف القدرة على إمتصاص الغذاء ، وبالتالي نقص – المناعة – ثم الإصابة من جديد ، فهي حلقة مفرغة من نوبات الإسهال وسوء التغذية ، حيث تؤدي كل منها للآخر ، وكثيراً ما تؤدي إلى حالة جفاف تنتهي بالموت أو الإعاقة إذا لم تسعف فوراً .
3.الحالات المزمنة من هذه الأمراض أو تكرار حدوثها تؤدي إلى العجز   أو فقد القدرة على العمل ، كما في حالات السل المزمن أو الملاريا .
4.قصور القدرة على ممارسة العلاقات والأنشطة الإجتماعية أو نبذ المجتمع للمريض خشية العدوى كما في حالات الجذام والسل .
5.تؤدي الإصابة ببعض الأمراض المكروبية أو الفيروسية المعدية إلى حالات إعاقة دائمة حتى ، ولو كانت فترة الإصابة بالمرض قصيرة وشفى منها المريض ، كما في حالات شلل الأطفال أو الإلتهاب السحائي “ Meningitis “  أو التراكوما .
6.هنا أيضا يتعذر الوصول إلى إحصاءات دقيقة عن حالات الإعاقة المترتبة على الأمراض المعدية ، وخاصة وأن الغالبية العظمى منها يحدث في الدول النامية ، حيث لا تتوفر نظم التسجيل والإحصاء الطبي .

المصدر: بحث مقدم من الأستاذ الدكتور عثمان لبيب فراج أستاذ الصحة النفسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة
FAD

لاتحاد النوعى لهيئات رعاية اللفئات الخاصة والمعاقين

ساحة النقاش

FAD
الاتحاد النوعى لهيئات رعاية اللفئات الخاصة والمعاقين هيئة ذات نفع عام لا تهدف لتحقيق ربح تأسس الاتحاد عام 1969 العنوان 32 شارع صبرى أبو علم – القاهرة الرمز البريدى 11121 ت: 3930300 ف: 3933077 »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,421,471

مشاهير رغم الإعاقة