الكفيف والأصم بين الاضطهاد والعظمة   المؤلف / الباحث  أ.د. حسنى الجبالى

إن هناك اختلافا متميزا وعادة ما يكون مريرا فى إضراره بالمعوقين ، فالطفل الزنجى وان لفظه مجتمع البيض من الأطفال فانه يستطيع الائتلاف مع من يحبهم أكثر ممن عداهم وأعنى بذلك أسرته ، ولكن الطفل المعوق إذ يلفظه المجتمع فغالبا ما تكون أسرته من العاديين ومن ثم فهى جزء من المجتمع الذى يلفظه او يرثى له أو يلقبه بأسماء تطارده أينما يكون . وفى مثل هذه الظروف فان الجماعة التى يشترك معها فى شئ اللهم إلا مثل إعاقته وهى جماعة تدفعه ابعد عن أن يأتلف مع جماعته و أقرانه . وان واحدة من المشكلات الرئيسية فى حياة الصم والمكفوفين هى مشكلة الاتصال اللغوى الشفوية والكتابية ، فقد تمثلت حلول تلك المشكلة بالنسبة للمكفوفين فى طريقة برايل وآلات العمليات الحسابية وآلة الأبكس وتيلر ، بينما تمثلت حلول تلك المشكلة بالنسبة للصم فى طريقة لغة الشفاة ، ولغة الإشارة ولغة الأصابع . أما المشكلة الرئيسية الأخرى التى أزاحت الستار عنها الدراسة الكلينيكية المتعمقة للحالات الطرفية فقد أكدت على أن الاندماج المدرسى ( على عكس العزل ) يساهم فى تكوين اتجاهات ايجابية للأطفال ( معوقين وعاديين ) كل نحو الآخر ، وان مدارس ذوى الاحتياجات الخاصة تفرض رؤية تشاؤمية لقدرات التلاميذ مما يعرض حظوظ نجاحهم للخطر ، وخلق حواجز نفسية تؤدى بدورها إلى غرس اتجاهات سلبية من قبل المعوقين تجاه العاديين ، فقد تلاحظ إبان الدراسة الكلينيكية المتعمقة ( للحالة الأولى ) أن الاندماج المدرسى ساهم فى تكوين اتجاهات ايجابية إزاء الطفل الكفيف ، فالأطفال المبصرون الذين تعلم بينهم يطلعون بصفة مباشرة على قدرات ومؤهلات زميلهم الكفيف ويتعلمون حبه واحترامه منذ الصغر . وان النظام الاندماجى حيث يبقى التلميذ مع أسرته ومجتمعه يؤدى إلى توافق أفضل ويوفر على المعوق انحرافات سلوكية وانفعالية .


FAD

لاتحاد النوعى لهيئات رعاية اللفئات الخاصة والمعاقين

ساحة النقاش

FAD
الاتحاد النوعى لهيئات رعاية اللفئات الخاصة والمعاقين هيئة ذات نفع عام لا تهدف لتحقيق ربح تأسس الاتحاد عام 1969 العنوان 32 شارع صبرى أبو علم – القاهرة الرمز البريدى 11121 ت: 3930300 ف: 3933077 »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,516,802

مشاهير رغم الإعاقة