من أخيكم / عصام الدفراوى

بسم الله الرحمن الرحيم

 لقد أعزَّكم اللهُ بعد عناءٍ ، ووسّعَ عليكم بعد ضيقٍ ، ويسّرَ لكم بعد عسرٍ ...... فماذا أنت فاعلون ؟ . قال تعالى : ( وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} من الآية 140 سورة أل عمران .

 إخوانى :

اعتقد أنكم الآن تمتلكون فرصة جوهرية فى إرساء مبادىء نظامية عادلة ، ترسون عرفًا مشروعًا ، تنفِّذون ما كنتم تتمنون عندما كنتم لا تملكون ، ومن يعلم فقد تكون حجتكم غدًا . لقد انتقدتم - فيما سبق - غيركم  وأخذتم عليه العديد من العيوب ، وتمنيّتم لو أنكم مكانه لفعلتم كذا وكذا ، وها أنتم اليوم - كأنكم مكانه - فأخشى من أن تُنتقدوا وتُعابوا . هل نسيتم أنكم كنتم تعيبون على من كان قبلكم بأنه كان يسخّر الأماكن العامة ومرافق الدولة دعاية لسياساته ، هل نسيتم أنكم كنتم تعيبون التعصب والحماسة المفرطة وتوجيه الناخبين فى اللجان وأمامها .

 إخوانى :

أخشى عليكم الآن أن تُعابوا بما كنتم تَعيبوا . نعم لقد عاب عليكم بعض من إخواننا ورصد لكم العديد من المآخذ السلبية ، وأرى أنهم على حق فى بعضها ، مثل :

1- استخدامكم – وإخواننا السلفيون - للمساجد فى الدعوة لتوجهاتكم السياسية ، رغم أن المسجد مكان عام لكل المسلمين وليس لجماعة أو لحزب حتى لو كان ذا مرجعية دينية ، اللهم إلا فى الإرشاد والتوجيه العام.

2- لقد مارس بعضكم وبعض الإخوان السلفيون سياسة توجيه الناخبين أمام اللجان الانتخابية ، وهذا مما لا يجوز فى الحيز المكانى للمقر الإنتخابى . 

3-   لقد سيطرت على بعض منكم مشاعر الحماس المفرط الذى بلغ مبلغ التعصب ، وهذا مما لا أرضاه لكم .

 إخوانى إننى على المستوى الشخصى أنادى بوضع قانون عقابى حاسم ومنظم لهذه الممارسات لتطبيقه على الجميع ، ولكن : أتمنى أن يتم إرساء هذه المبادىء وغيرها من السلوكيات الحقوقية العادلة بمعرفتكم أنتم قبل أن تُفرض علينا بقانون . أتمنى أن تهتموا بملاحظات الآخرين عليكم وتضعونها موضع اعتبار وإلا سوف نقول : ( ذهب الوطنى وجاء الإخوان ) .

 هذا ما أردت والله من وراء القصد