الاستعداد لدخول عام دراسي جديد لا يتمثل فقط في توفير متطلبات الدراسة من زي مدرسي أو دفاتر أو اقلام ومواصلات وغيرها، بل هو استعداد بمعناه الأشمل يفوق حدود الاستعدادت المادية ليغطي الجانب النفسي والمعنوي والاجتماعي . الاستعداد للعام الجديد وشعار العودة للمدارس الذي لا نكاد نمر في شارع تجاري الا ورأيناه معلقاً يحمل في طياته معاني وجوانب لابد من تغطيتها. فكيفية التعامل مع المشاكل المدرسية وكيفية التغلب على العادات السلبية واستبدالها بالايجابية والاهتمام ببعض القيم الحياتية التي تعود بالنفع على كل من الطفل والاسرة معا قبيل الدخول الفعلي في الدوام المدرسي ، ، وحول أهمية فتح صفحة جديدة وما يمارسه الأهل من استعداد فعلي للدراسة تفتح اليوم هذا الملف مع العودة للمدرسة.
تعتبر وجبة الإفطار من أهم الوجبات اليومية التي تساعد الطالب على الاستيعاب والفهم والتحصيل الدراسي، وقد لا يستطيع الطلبة تناول وجبة الإفطار لاستيقاظهم متأخرين وتعد وجبة الإفطار أهم وجبة غذائية لأنها تعقب فترة طويلة من الانقطاع عن الأكل أثناء نوم الطلاب ليلا ما ينفد الجسم الطاقة المخزنة فيه ويؤدي إلى تعرض الطالب في الصباح لأعراض انخفاض مستوى السكر في الدم والتي مما يؤدي إلى انخفاض حيوية الطالب ونشاطه وإصابته بالخمول وهبوط قدرات الفهم والتحصيل والاستيعاب نتيجة عدم وجود كميات كافية من السكر لتغذية خلايا المخ والشعور بالصداع .

أهم وجبة :
وقال حسن الخاتم : إن تناول وجبة الإفطار للطالب من الضروريات وذات أهمية بسبب أن الطالب أثناء الدرس يستطيع أن يركز ويستوعب مشيرا إلى أن وجبات الإفطار تساعد على بناء الجسم ونموه بالشكل الصحيح والسليم

غثيان ودوران :
وبين سعود ثواب أن تناول وجبات الإفطار ينقسم إلى جزءين أولهما أن يتناول الطالب وجبة إفطار خفيفة في المنزل تساعده على البقاء بحيوية وتكون الوجبة كوبا من الحليب تنشط العقل في الفترة الأولى من الدراسة منوها أن الجزء الثاني بعد العملية التعليمية أثناء الفسحة يستطيع الطالب تناول وجبة إفطار رئيسية تساعده على استمرار وتواصل الدراسة مشيرا إلى أن من سلبيات عدم التغذية حصول دوران وغثيان ولوعة للطالب وعدم استيعابه للدرس وفقده التركيز في الحصة مبينا إن الطالب الذي لا يتناول وجبة الإفطار قد تصدر منه رائحة كريهة مما يسبب نفور الطلاب من حوله كذلك خلق حاجز بينه وبين المعلم وزملائه مبينا إن تناول الإفطار يعطى ثقة بالنفس داخل الفصل الدراسي ويجعل الطالب في أحسن نشاطه .

لعب ومرح :
وأشار هاني الباشا الى أن الطالب لا يستطيع تحمل اليوم الدراسي الطويل بدون وجبة تساعده على فهم دروسه والصبر والتحمل في المدرسة لحين العودة إلى المنزل مبينا أن الطالب دائما عنده نشاط داخل المدرسة وإبراز طاقاته وقدراته منوها إلى إن الطالب دائما ما يجنح الى اللعب والمرح وبسبب ذلك فانه يحتاج إلى تغذية سليمة خلال اليوم الدراسي .

تجديد النشاط :
وأضاف علي ليف :إن التغذية في فترة الصباح قبل الذهاب إلى المدرسة لها أهمية كبيرة على طلاب المدارس مشيرا إلى إن تناول الإفطار يجدد نشاط الطالب على استمرار مبينا إن عدم تناول الإفطار يسبب الخمول والضعف في التفكير وعدم الإدراك عند الطلاب مضيفا : إن وجبة الإفطار يجب أن تكون صحية كتناول إفطار طبيعي كالأجبان وغير ذلك ، وبين الطفل حيدر اليوسف انه يحرص على تناول وجبة الإفطار في المنزل والمدرسة حتى يساعده الإفطار على الإدراك.

وجبة العشاء :
وأشار الطفل سجاد أطفيف إلى أن الإفطار يساعده على المشاركة في الفصل وحل الواجبات على أكمل وجه ،وقال فؤاد سنبل إن الإفطار ضروري للطالب بسبب إن عدم الغذاء الصحيح يسبب الجوع والألم في البطن والرأس مشيرا الى أن الغذاء الصحيح ينشط العقل والجسم وان أداء الطالب يكون متميزا ويؤدي الإفطار السليم إلى تأدية اليوم الدراسي بكل نشاط وحيوية ، وقال حبيب سليس إن على الطالب الاهتمام أولا بتناول وجبة العشاء بشكل صحيح حتى لا تسبب عسر هضم ومشاكل صحية مشيرا الى أن تناول وجبة العشاء في وقت معين وعند ساعة محددة وبشكل منتظم وان تكون مبكرا قبل النوم بفترة مناسبة تمكن من تنظيم الجهاز الهضمي في الصباح مما يساعد الطالب على تناول وجبة الإفطار بكل سهولة وبشهية بسبب انه منتظم في تناول الوجبات الرئيسية .

وجبات المقاصف :
وقال موسى آل ضيف : إن اهتمام البيت بإعداد وجبات إفطار للطالب ينظم تناول التلاميذ وجباتهم اليومية مشيرا انه يجب الاهتمام بالوجبات المنزلية والابتعاد عن تناول وجبات إفطار في المقاصف المدرسية بسبب أن المنزل يهتم بالوجبات الصحية بعكس المقاصف التي همها الأول البيع والكسب التجاري بعيدا عن صحة الطلاب التي هي من الضروريات مما يشل عقل وإدراك الطالب بسبب أنواع التغذية غير الصحية .

البيت والمدرسة :
وقال فؤاد مهنا يجب تصميم لوحات إرشادية في المدارس وداخل الفصول وفي الفناء توضح أهمية وضرورة تناول الإفطار في المنزل،موضحا ان إمداد الجسم باحتياجاته أثناء اليوم المدرسي تساعد الطالب على رفع مقدرة
الاستيعاب والفهم والتحصيل الدراسي، مبينا إن التشجيع على إحضار وجبة إفطار من المنزل بدلا من شرائها من مقصف المدرسة ضمان النظافة الصحية مبينا أن دور التغذية خلال المراحل الدراسية مهم ففيها يتم بناء الجسم وتأقلمه مع الوضع وهي من مبدأ الوقاية مشيرا الى أن انتظام الطلاب في يومهم الدراسي يسبب انتظام وقت تناولهم الطعام وفقا للظروف الجديدة، وتأثير الزملاء والمعلمين عليهم . وأوضح أن التعاون بين المنزل والمدرسة في تقويم الحالة الغذائية والصحية للطالب عن طريق التواصل المستمر بين المعلم وأولياء الأمور و الحرص على توضيح أهمية تناول وجبة الفطور في المنزل قبل ذهاب الطالب إلى المدرسة ضرورة .

نمو سريع :
من جانبه قال أخصائي التغذية العلاجية رضي منصور العسيف لابد من معرفة أن الطلاب في هذه المرحلة يمرون بمرحلة نمو سريع جداً، وهذا يتطلب إمدادهم بغذاء صحي ومتوازن، وكما أن النمو والنشاط يحتاجان إلى غذاء صحي لإتمام هذه العملية، فإن التحصيل الدراسي يتطلب ذلك الغذاء أيضاً، ويمكن القول : أن ما تأكله سيحدد مدى نشاطك الذهني، وقوة ذاكرتك، ونوع طاقاتك الإبداعية والعاطفية، وأن نقص أحد العناصر الغذائية سبب لا يستهان به في الإصابة باضطرابات الذاكرة، وقلة النشاط العقلي، وتدني مستوى الاستيعاب ، وأضاف إنه ولكي يكون التحصيل الدراسي ناجحاً لابد من البحث عن المغذيات التي تمد العقل بالعناصر المهمة. فهناك أطعمة تزيد معدل الذكاء لدى التلاميذ ومن أمثلتها :الفيتامينات وتتوفر في الفواكه والخضار,واليود ويتوفر في الأسماك ، والملح المدعم باليود.إضافة إلى أغذية تسهم في تنبيه الذكاء مثل: الثوم ، البصل ، الطماطم.العسل الأسود ، النعناع، الجوز.وبين أن هناك بعض الأطعمة تزيد مستوى الفهم والحفظ مثل: الحديد حيث كشف باحثون أن التلاميذ الذين يعانون من نقص في نسبة الحديد في الجسم يتعرضون نتيجة لذلك لنقص الفهم والاستيعاب عند المذاكرة مقارنة بزملائهم الذين يحصلون على قدر كاف من عنصر الحديد. وهو يتوفر في الورقيات الخضراء والفواكه المجففة. وذكر أنه بلا شك أن التغذية قبل الذهاب إلى المدرسة هي الخطوة الأولى للاستيعاب والفهم والتحصيل الدراسي، إذ إن الطلاب يقضون أكثر من ثلث يومهم في المدرسة، لذا يجب أن يحصلوا على ثلث احتياجاتهم الغذائية اليومية في هذه الفترة، وهذا يتحقق بتعزيز عادة تناول الإفطار قبل الذهاب إلى المدرسة، حيث أن عدم تناول هذه الوجبة المهمة يؤدي إلى اعتماد المخ على الجلوكوز ( سكر الدم ) من مخازن الجسم كمصدر للطاقة مما يؤخر فترة الانتباه والتركيز.

عادات صحية :
وبين أن دور الأسرة يأتي في تعزيز هذه العادة عبر الطرق التالية: الاستيقاظ مبكراً وإعداد مائدة الفطور , وتناول جميع أفراد الأسرة وجبة الفطور في المنزل,والتنوع في الأطعمة المقدمة في وجبة الفطور.
بحيث يكون لكل يوم طبق مميز: بيض مقلي ، توست مع الجبن ، رقائق الذرة مع الحليب البارد، بيض مسلوق، ...وأشار إلى أنه توجد علاقة وثيقة بين التغذية والتحصيل المدرسي للتلاميذ، حيث يؤثر نقص التغذية على التركيز والانتباه للدروس ويكون الاستيعاب ضعيفاً مما يؤثر على درجاتهم وتفوقهم.
وليس هذا وحسب بل يؤثر تناول الغذاء الصحي على : اعتدال المزاج,والمحافظة على نسب السكر الطبيعية في الدم,وزيادة قوة التحمل,والإمداد بالطاقة.

إقناع لا إكراه :
وشدد على أهمية تعويد الطالب على كيفية التعرف على الطعام الصحي ومكوناته بصورة يستطيع أن يستوعبها. وهنا يأتي دور الأسرة والمدرسة في تثقيف وتوعية الطلاب على الطعام الصحي. ونوه إلى أهمية عدم استخدام أسلوب الإكراه في تناول الطعام، بل دع الطالب يختار ما يحب بعد أن يتعرف على الطعام الصحي,والشرح لطالب أضرار الغذاء غير الصحي كالمشروبات الغازية والسكرية والحلويات. ولفت إلى فوائد التنويع في الوجبات: سندوتش لذيذ، فاكهة، أو خضراوات. وعدم الاقتصار على نوع واحد,بالإضافة إلى استخدام أنواع مختلفة من الخبز، فهذا يعطي الإحساس بالتجديد، مع التنويع في تقطيع أشكاله التي توحي بالمرح,والإكثار من تقديم أنواع مختلفة من الفاكهة,وتناول الخضراوات ذات الألوان الجذابة,وتناول كوب حليب قبل الذهاب إلى المدرسة. وقال العسيف :إن من المهم تعويد الطالب على تناول الطعام بانتظام و الحرص على عدم ترك أو تفويت أي من الوجبات الثلاث,وعدم تناول أي من الحلويات قبل الوجبة الرئيسية ، حيث إن الحلويات ستؤثر على الشهية.

وأضاف لاتنس الوجبات الخفيفة الصحية، ويمكن تعليم الطالب كيفية إعدادها بطريقة صحية كعمل سندويتش بالجبن أو تناول حبة فاكهة بدلاً من الحلويات.
وقال :للمقصف دور مهم في رفع الوعي لدى الطلاب لذلك يجب توفير كل ما هو صحي.
كما يجب على القائمين على المقاصف الحرص على توفير الأغذية المناسبة للطلاب وأهمها الحليب والعصير أو الساندويتش، والابتعاد عن المشروبات الغازية والحلويات والشيبسي.

ممارسة الرياضة :
وتوصي خبيرة في التغذية بضرورة ممارسة الرياضة خاصة وإننا نعاني من مشكلة السمنة عند طلبة المدارس بنسبة كبيرة عند البنين والبنات وتعد نسبة عالية بمقارنتها بالنسب العالمية ، هذا الى جانب وجود عدد من طلبة المدارس الذين تتراوح أعمارهم بين6 الى 18سنة يعانون من ارتفاع ضغط الدم والكولسترول الامر الذي يعد مؤشراً يدق ناقوس الخطر بأهمية التوجه الجاد لمكافحة السمنة ومن ثم التقليل من خطر هذه الامراض وتشدد على أهمية تشجيع الابناء على ممارسة الرياضة سواء كان داخل المدرسة او خارجها ومحاولة مساندة الجهود الوطنية في مكافحة السمنة،وحسب منظمة الصحة العالمية فان انتشار السمنة وتغيير العادات الغذائية وعدم ممارسة الرياضة والتدخين تعد من أهم الاسباب المؤدية للاصابة بالامراض .

المصدر: موقع شبكة الناصرة الثقافية
Education-Learning

Asmaa Alnahrawy

  • Currently 105/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
33 تصويتات / 3463 مشاهدة
نشرت فى 29 سبتمبر 2010 بواسطة Education-Learning

ساحة النقاش

Asmaa Alnahrawy

Education-Learning
Instructor »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,585,799