مصر الى اين-الجزء الثالث
مضى على فترة من الزمن لم اكتب تعليقا عما يحدث فى مصر بعد انقضاء مايزيد عن عام من عمر الثورة المصرية. كنت انتظر فالاحداث باتت متعاقبة وسريعة وجسيمة وسالت فيها كثير من دماء شهداء جدد لتزكى أرض هذا الوطن وربما لتطهره فهل تتطهر بها أم مازالت تحتاج المزيد والمزيد. مررنا بأحداث ماسبيرو ومصطفى محمود واستاد بورسعيد والكل يعرف النتائج ولكن لاأحد منا يعرف السبب الحقيقى ومن هم المحركين لهذه الاحداث. أستبشرت خيرا بتشكيل مجلسى الشعب والشورى بعد انتخابات أرهقتنا فى طول وقتها ولكن مرت بسلام.
تلاها ضجة مفتعلة بسبب قضية التمويل الاجنبى لبعض منظمات المجتمع المدنى وما شابها من شبهات بالسماح لعدد من ممثلى المنظمات الاجنبية بالسفر خارج مصر والتشكك فى نزاهة واستقلالية القضاء المصرى والذى يفترض انه الحصن الحصين للمصرين وخاصة فى هذا التوقيت.
وجاءت اللحظات الحاسمة فى تاريخ مصر والتى سيترتب عليهامصير هذا الوطن وأهمها اختيار اللجنة التأسيسية لوضع الدستور واختيار رئيس الجمهورية.
ولم يتضح حتى اليوم كيف سيتم اختيار أعضاء هذه اللجنة ومازال الجدل يدور والمصالح تتعارض فالاغلبية الاسلامية لها اجندتها الخاصة حتى ولو أدعت غير ذلك وأظهرت انها تمارس الديمقراطية وانها ستسمح بتمثيل كافة طوائف وشرائح المجتمع المصرى فى هذه اللجنة. وسارت الاقوال تتداول فى أجهزة الاعلام بشكل الدولة التى يرغب الاسلاميون فى حكمها وهى دولة الحكم فيها مختلط بين رئيس مقيد السلطات وبرلمان يملك غالبية السلطات ويشكل حزب الاغلبية فيه الحكومة (السلطة التنفيذية) وبالتأكيد سيراقب عمل حكومته فهذا دوره الاصيل ولكم ان تصلوا معى الى ما يعنى ذلك.
لم توضع معايير محددة لاختيار رئيس الجمهورية الامر الذى شجع كل أطياف المجتمع للزحف وأخذ أوراق الترشيح واليوم مايزيد عن خمسمائة طلب تم توزيعها والجميع يشاهد التفاوت الكبير فى المرشحين ولااشك ان هذا الامر كان معلوم للمجلس العسكرى منذ الوهلة الاولى ولكن هل ارادوا ان تكون هذه صورة مصر فى الداخل والخارج وان يسفهوا عن قصد او دون قصد من مكانة هذا المنصب أو هم على يقيين انهم سيتدخلون فى الوقت المناسب للدفع بمرشيحين بعينهم ليوافق عليهم الشعب خلاصا مما يحدث وتجميلا للصورة.
ان مصر تمر فى هذه الايام بفترة عصيبة ويتزامن معها فى هذه الساعة ان تنعى مصر البابا شنودة وهو الرجل السياسى الذى كان له من المواقف المحسوبة له وخاصة فى درأ الفتنة الطائفية ومواقفه من اسرائيل ولست أدرى هل من سيأتى بعده سيحزو حزوه أم ستتغير المواقف فى وقت نحتاج فيه الى التوحد مسلمين ومسيحيين وليس الى التفرقة.
سأتابع معكم ايها المصريون الشرفاء وبصدق فى الاجزاء التالية من مصر الى اين ما قد يحاك فى الغرف المغلقة ونعلق عليه ليعرف الجميع من يؤمن بحق انها ثورة أتت للتغير ممن يظنها حتى اليوم انها انتفاضة أتت بالامس القريب وستنتهى فى الغد القريب.
ا.د. وحيد امام
مؤسس الحزب المصرى للتنمية المستدامة
ساحة النقاش