<!--
<!--<!--<!--
مقدمة
تعتبر الحرائق العامل الرئيسي المدمر للغابات في أنحاء عديدة من العالم كما تتسبب بأضرار اقتصادية وبيئية فادحة، وتؤدي في بعض الحالات إلى موت العديد من السكان المحليين ورجال الإطفاء والحيوانات الأليفة والبرية.
ماهو حريق الغابة؟
هناك عدد من التعاريف لحريق الغابة منها:
حريق الغابة عبارة عن أي حريق ضمن الغابة من دون خطة محددة من قبل المعنيين بإدارة الغابة.
حريق الغابة عبارة عن احتراق غير مسيطر عليه، يستجيب بحرية للبيئة ويستهلك الوقود الطبيعي ( الأوراق ، الثمار ، اللحاء ، الأعشاب...) .
تظهر الحرائق بشكل طبيعي في النظم البيئية ، وخلال فترة من دقائق إلى ساعات يمكن أن تحول النيران غابة خضراء إلى رماد، قد تكون الخسائر الاقتصادية والبيئية الناجمة عن الخسائر النباتية والحيوانية كبيرة جداً
من جهة أخرى ، قد تلعب الحرائق دوراً إيجابياً في ديناميكية النظم البيئية ، فالمواد العضوية المتراكمة خلال فترات طويلة الزمن تحترق محررة العناصر الغذائية .
يتحقق التوازن بين الإنتاج والتحلل في ظرف دقائق إلى ساعات. قد تبقى العناصر الغذائية المحررة في النظام البيئي أو تتطاير مع الدخان والغازات الناتجة عن الاحتراق ، أو تغسل خارج التربة، تكون العناصر الغذائية التي تبقى ضمن النظام البيئي المحروق عالية القابلية نسبياً للامتصاص من قبل النباتات قد توجد الكاتوينات في الرماد بكميات كافية لزيادة خصوبة التربة بشكل ملحوظ تزداد كمية الضوء الواصلة للنباتات الباقية أو إلى البادرات الجديدة بعد الحريق أيضاً . كل هذا قد يؤدي إلى تحسين ظروف نمو النبات.
أنواع الحرائق:
هناك تصانيف متعددة للحرائق كحرائق المراعي ، حرائق الغابات، ولكن التصنيف الذي سنتبعه هنا مبني على كمية الوقود الطبيعي المستهلكة بواسطة النيران من التربة وحتى قمم الأشجار وذلك على النحو التالي:
1 - الحرائق السطحية:
عبارة عن الحرائق التي تحدث على سطح الأرض فقط، وتلتهم الأجزاء النباتية المتراكمة في أرض الغابة وجزء من المادة العضوية المتراكمة، وتقتل النار عادة الشجيرات والنباتات العشبية في أرض الغابة كما أنها تقتل البادرات وحتى الأشجار الصغيرة من الأنواع السائدة
تكون حرارة الحرائق السطحية عادة منخفضة نسبياً ولاتسبب تغيرات جوهرية في بيئة أو تركيب الغابة. يعتبر هذا النوع من الحرائق أكثر الأنواع انتشاراً ويمكن أن تكون خفيفة الحرارة نسبياً عندما تحدث في الأعشاب والمواد العضوية الميتة على السطح، وقد تكون عالية الحرارة والنار سريعة الانتشار عندما تحدث الحرائق في مخلفات الاستثمار وفي طبقة تحت الغابة الكثيفة، وفي كثير من الأحيان يصل الحريق إلى تيجان الأشجار ويتحول إلى حريق تاجي.
2 - الحرائق التاجية :
على عكس الحرائق السطحية، تحرق الحرائق التاجية أوراق وأفرع وأغصان الأشجار السائدة، كما أنها تحرق السوق وتنزل إلى أرض الغابة في كثير من الأحيان. الحرارة المرافقة للحرائق التاجية أعلى بكثير من تلك المرافقة للحرائق السطحية ، وقد تدمر قسماً كبيراً من الأشجار السائدة في النظام البيئي المنكوب. يتقدم الحريق التاجي من قمم الأشجار أو الشجيرات إلى قمم أشجار أو شجيرات أخرى بشكل مستقل نوعاً ما عن الحريق السطحي الذي يرافق الحريق التاجي عادة. قد يسبق الحريق التاجي الحريق السطحي، لايمكن السيطرة عادة على هذا النوع من الحرائق إلى بعد أن ينزل إلى الأرض.
بسبب سرعة انتشار هذا النوع من الحرائق فإنه يشكل خطراً على رجال الإطفاء و السكان المحليين وعلى الحياة البرية التي تصادف في طريقه.
وغالباً مايتسبب هذا النوع من الحرائق في احتجاز رجال الإطفاء وبعض االسكان في بقع معينة من الغابة.
3 - الحرائق الأرضية:
تظهر عادة في الغابات التي يتراكم في أرضها كميات كبيرة من المواد العضوية، وخاصة في الأماكن الرطبة ( المستنقعات) وذلك عندما تتعرض للجفاف ، تشتعل هذا النوع من الحرائق عادة بشكل بطيء جداً خلال فترات زمنية طويلة وقد يستهلك جميع المواد العضوية المتراكمة على سطح الأرض.
تداخل أنواع الحرائق:
في الحياة العملية غالباً مانجد الأنواع الثلاثة من الحرائق في نفس الوقت، أو نجد نوعان على الأقل كحريق سطحي مترافق بآخر أرضي، الحرائق السطحية عادةً هي الأكثر شيوعاً ،
وتقريباً جميع الحرائق تبدأ سطحية وقد ينتشر الحريق السطحي إلى تيجان الأشجار والشجيرات ويتحول إلى حريق تاجي مدمر .
وقد ينزل الحريق التاجي أيضاً إلى الأرض ويصبح حريق سطحي ، بشكل مماثل ، يمكن أن للحريق السطحي أن يتطور إلى حريق أرضي.
في الأراضي العشبية أو المراعي لايمكن التمييز بين الحرائق السطحية والتاجية كون النيران السطحية أيضاً تستهلك النباتات بالكامل ، حيث لايوجد فاصل بين سطح التربة والمجموع الخضري. أراضي الجنيبات وأراضي الأدغال تحترق بالكامل أيضاً في أي نوع من أنواع الحرائق.
1 -الآثار الاجتماعية والاقتصادية والبيئية المترتبة على حرائق الغابات:
يمكن أن تتسبب الحرائق بموت بعض الأشخاص:
كثيراً ماتتسبب حرائق الغابات بفقدان الأرواح سواء لعمال الإخماد أو للسكان المحليي
2 - تأثير الحرائق على البيئة الموضعية:
للغابة تأثير ملطف على المناخ، فالحرارة ضمن الغابة تكون أخفض في الأشهر الحارة من خارج الغابة ، كما أنها تكون أدفأ في الفصول الباردة ، لذلك ستؤدي الإزالة الجزئية أو الكلية للأشجار إلى انخفاض الحرارة في الفصول الباردة ، وارتفاعها في الفصول الحارة، تتأثر أيضاً حركة الهواء، وكمية الإشعاع الشمس، والرطوبة الجوية ضمن الغابة بإزالة الغابة كلياً أو جزئياً ، مما يقود إلى تأثيرات جانبية على طبقة تحت الغابة وعلى التربة ومافيها، كل هذا يقود إلى تغييرات جوهرية في كمية التبخر ، النتح، واعتراض التيجان للأمطار، وتسرب الماء ضمن التربة وتمعدن العناصر الغذائية..الخ.
تتأثر حركة الهواء كثيراً بالغطاء الحراجي، نادراً ما تتجاوز سرعة الرياح تحت غطاء الظلة لغابة ناضجة 8-10كم /سا على ارتفاع حتى الـ65 سم من سطح الأرض، وذلك بغض النظر عن سرعة الرياح فوق غطاء الظلة، تزداد سرعة الهواء مع الارتفاع عن سطح الأرض وهذا يتوقف على كثافة الأشجار وارتفاعها.
تتأثر حركة الهواء كثيراً بالغطاء الحراجي، نادراً ما تتجاوز سرعة الرياح تحت غطاء الظلة لغابة ناضجة 8-10كم /سا على ارتفاع حتى الـ65 سم من سطح الأرض، وذلك بغض النظر عن سرعة الرياح فوق غطاء الظلة، تزداد سرعة الهواء مع الارتفاع عن سطح الأرض وهذا يتوقف على كثافة الأشجار وارتفاعها.
تكون الرطوبة الجوية تقريباً أعلى تحت الغطاء الحراجي منها خارج الغطاء الحراجي، بشكل عام، كلما زادت كثافة الغابة وتغطيتها للتربة، كلما زاد فرق الرطوبة الجوية مابين ضمن الغابة وخارجها، ينجم هذا الانخفاض عن التأثر المشترك لانخفاض حرارة الهواء وتناقص سرعته وانخفاض كمية النتح ، لذلك فإن حرق الغابة يتسبب بانخفاض الرطوبة الجوية.
تكون الرطوبة الجوية تقريباً أعلى تحت الغطاء الحراجي منها خارج الغطاء الحراجي، بشكل عام، كلما زادت كثافة الغابة وتغطيتها للتربة، كلما زاد فرق الرطوبة الجوية مابين ضمن الغابة وخارجها، ينجم هذا الانخفاض عن التأثر المشترك لانخفاض حرارة الهواء وتناقص سرعته وانخفاض كمية النتح ، لذلك فإن حرق الغابة يتسبب بانخفاض الرطوبة الجوية.
تؤدي الإزالة الكلية أو الجزئية للغطاء النباتي إلى زوال الغطاء العضوي الميت بسرعة بسبب تزايد نشاط البكتريا والفطور وكائنات حية أخرى، وذلك يعود إلى ارتفاع درجات الحرارة عند سطح الأرض. يتأثر التجدد الطبيعي للأشجار والنباتات الأخرى المرافقة بشكل كبير بكل من الضوء والحرارة ورطوبة التربة وجميع هذه العوامل ترتبط بشكل وثيق مع الغطاء النباتي قد تصل الحرارة على المواقع المعرض للشمس إلى مستوى مميت للبادرات مما يمنع نموها.
3 - تأثير الحرائق على التنوع الحيوي:
يؤثر تعديل البيئة الموضعية بسبب الحريق بشكل شديد على الفلور (نباتات) أو الفونا ( حيوانات التربة) المحلية، وبالتالي على دورات العناصر الغذائية ومن ثم على مستقبل النبات كما تقود الحرائق إلى انجراف في التربة وتصبح بالتالي عملية نمو النباتات الحراجية في المنطقة المحروقة أصعب. ومن نتائج هذه التغيرات أيضاً التأثير على الحياة البرية، قد تقتل النار بعض الطيور والحيوانات وتدمر مسكنها، لكن تؤدي النار بالمقابل إلى زيادة في إنتاج المواد الخضرية المستساغة من قبل الحيوانات العاشبة.
هكذا تؤدي الحرائق لاحقاً إلى تزايد في أعداد الحيوانات العاشبة في البداية، ومن ثم الحيوانات اللاحمة إذا توفر المسكن الملائم لها، مثل هذه العلاقات معقدة وتحتاج إلى دراسات دقيقة من أجل تحديد دقيق لطبيعة العلاقات بين النار والحيوانات البرية.
- تأثير الحرائق على التربة:
تتشكل الترب تحت التأثير المشترك لكل من المناخ ، الكائنات الحية ، الصخرة الأم ، والعوامل الطبوغرافية، وذلك عبر فترة طويلة من الزمن، يؤدي الحريق إلى زوال الغطاء النباتي كما يؤثر سلباً على المناخ الطبيعي الأمر الذي سينعكس سلباً على تشكل التربة
تعمل الأشجار الحراجية على تثبيت التربة والمحافظة على خصوبتها لذلك سيؤدي زوال الغابة تحت تأثير النار إلى انجراف التربة وانخفاض خصوبتها يظهر هذا التأثير بشكل جلي في المناطق الجبلية المنحدرة وتزداد الخطورة مع زيادة الانحدار وكمية الهطول السنوية.
وفى مناخ البحر الابيض المتوسط الذي يتصف بحدوث هطول على شكل زخات قوية متفرقة في حال كان سطح الأرض غير مغطى بالنبات الحراجي فإن الهطول الغزير سيقود إلى انجراف التربة وتقلها إلى المناطق المنخفضة وتراكمها على الطرقات وخلف السدود. وقد تؤثر سلباً على الممتلكات الخاصة، إذا يمكن أن تتحول التربة في هذه الحالة من نعمة إلى نقمة حقيقية ومن هنا وجب الحفاظ على الغطاء.
5 - تأثير الحرائق على المياه الجوفية:
يتضح مما سبق أن غياب الغابة يؤدي إلى انخفاض كمية المياه التي تمر ضمن التربة وتغذي المياه الجوفية، أي عوضاً عن مرور ماء المطر ضمن التربة وصولاً إلى الخزانات الجوفية، فإن ماء المطر يسيل على السطح جارفاً معه التربة ومتسبباً بكوارث على المستوى المحلي، ويمتد الأثر أحياناً إلى أبعد من ذلك.
تعمل الأشجار الحراجية على تثبيت التربة والمحافظة على خصوبتها لذلك سيؤدي زوال الغابة تحت تأثير النار إلى انجراف التربة وانخفاض خصوبتها يظهر هذا التأثير بشكل جلي في المناطق الجبلية المنحدرة وتزداد الخطورة مع زيادة الانحدار وكمية الهطول السنوية.
الآثار الاقتصادية والاجتماعية لحرائق الغابات:
تؤدي الحرائق إلى موت الأشجار واستهلاك جزء من الخشب كما تؤدي إلى تخفيض القيمة الاقتصادية للخشب المتبقي بعد الحريق ، يمكن للحرائق أن تدمر جزء من النباتات الطبية التي يستفيد منها بعض السكان المحليين اقتصادياً. كما يمكن أن تدمر بعض ممتلكات السكان المجاورين للغابة التي تتعرض للحريق. أضف إلى ذلك فإن تجهيز وتدريب عمال مكافحة الحرائق يقابله كلفة اقتصادية، إذاً يمكن أن ينجم عن الحرائق خسائر اقتصادية تتحملها الدولة ، كما يمكن أن يتكبد السكان المحليين بعض الخسائر أيضاً.
تزيد الأضرار الفيزيائية للحرائق على الأشجار من حساسية الأخيرة لمهاجمة الحشرات والأمراض الأمر الذي قد يخفض من العائد الاقتصادي للغابة.
يتضح من كل ماتقدم أن للحرائق انعكاسات اقتصادية واجتماعية كبيرة على المجتمعات المحلية وعلى الدولة أيضاً.
حماية الغابات من الحرائق
لابد لتقليل أعداد الحرائق والحد من أضرارها في الغابات السورية من التأكيد على التنفيذ الدقيق للإجراءات التالية:
- إجراءات وقائية ( إنسانية)
بما أن الإنسان هو المسبب الرئيسي للحرائق الحراجية ، فلابد من ضبط سلوكه بما يضمن سلامة الغابة، ويمكن تحقيق ذلك من خلال طرق ثلاث هي
1 - التثقيف و التربية البيئية ،
2 - تنظيم استعمال الموارد الطبيعية
3 - تطبيق القوانين
وتهدف هذه الطرق الثلاث إلى خلق الوعي لدى الناس بأهمية الغابات، وفوائدها المباشرة وغير المباشرة، والأضرار التي قد تنجم عن حرائق الغابات كما تهدف إلى تعليم جميع مستخدمي الغابات على اتخاذ التدابير الوقائية والاحتياطات اللازمة لمنع حدوث الحرائق والتعامل معها عندما تحدث.
أ- طرق التثقيف والتربية البيئية: تهدف طرق التثقيف والتربية البيئية إلى خلق الوعي لدى عامة الناس بأهمية الغابات وفوائدها المباشرة وغير المابشرة، والأضرار التي قد تنجم عن الحرائق
كما تهدف إلى تعليم جميع مستخدمي الغابات على اتخاذ التدابير الوقائية والاحتياطات اللازمة لمنع حدوث الحرائق والتعامل معها إذا حدثت . باستخدام طرق عديدة ( تلفزيون راديو، كتب، مجلات، صحف، منشورات، صور متحركة ، محاضرات..الخ). وجميعها فعالة عند اختيار الزمان والمكان والأهداف المناسبة وتؤدي إلى تخفيض أعداد الحرائق الناجمة عن الإهمال، التدخين ، خدمة الغابات، الآليات ، السواح ، التحريق الزراعي، وغير ذلك من النشاطات البشرية.
ب- تنظيم استخدام الموارد الطبيعية واستدامتها: توجه برامج خاصة حول تنظيم استخدام الموارد الطبيعية واستدامتها للمتسببين بالحرائق المصنفة تحت : تحريق زراعي، خدمة الغابات، تدخين، سواح ، وآليات يجمع هذا الإجراء بين أسلوبي التثقيف وتطبيق القوانين فمن جهة يجب أن نوضح بشكل جيد أسباب تحديد الاستعمال أو منعه أو تنظيمه ومن جهة أخرى لابد من تطبيق بعض القوانين حتى نضمن اتباع تعليمات الاستعمال
من الأمثلة على تنظيم استخدام الموارد الطبيعية التي نذكر:
1 - إغلاق الغابات الحساسة للحرائق (غابات الصنوبر البروتي الكثيفة في وادي سرجان في الغاب، وفي بعض المواقع شمال غرب اللاذقية) بشكل مؤقت في أوقات الخطورة العالية (ارتفاع درجة الحرارة وانخفاض الرطوبة الجوية وسيطرة رياح جافة).
2 - منع التدخين في الغابات السياحية في أوقات الخطورة العالية.
3 - إغلاق بعض الغابات السياحية في أوقات الخطورة العالية.
4- إغلاق بعض الغابات أمام الرعي والصيد بشكل مؤقت في مواسم معينة ( أوقات الخطورة العالية).
5 - منع إشعال النار خارج مواقع المخيمات المجهزة لاستقبال الزوار أو منع التخييم في الغابات خارج المناطق المحددة من قبل مصالح الحراج.
6 - منع إشعال النيران في المزارع المجاورة للغابات بقصد التخلص من بقايا المحاصيل و النباتات الشوكية .
7 - ممارسة الحذر الشديد أثناء استعمال المناشر الآلية التي تعمل بالبنزين وخاصة عند تعبئة خزان الوقود.
8- منع رمي النفايات وحرقها ضمن الغابة أو بالقرب منها.
9 - منع التفحيم ضمن الغابات
حيث يشكل التفحيم سبب رئيسي من أسباب الحرائق في مناطق الغابات
ج- تطبيق القوانين: تطبيق القوانين والتعليمات التنفيذية لقانون الحراج وقرارات منع الصيد والرعي .. الخ.
- إجراءات وقائية طبيعية أو بيئية:
تهدف هذه المجموعة من الإجراءات إلى منع الاشتعال عن طريق إزالة الوقود عالي الخطورة، وتحديد المساحة التي يمكن أن تنتشر فيها النار في حال حدوثها. ومن الأمثلة على ذلك نذكر : تنظيف جوانب الطرقات والسكك الحديدية ، التقليم والتفريد، إزالة الأشجار الميتة ومخلفات الاستثمار ومخلفات الحرائق وإنشاء مصدات نار firebreaks.
- إجراءات الكشف والإنذار المبكر:
- يتم ذلك بطرق عدة منها أبراج المراقبة، الدوريات المحمولة أو الراجلة، حراس الغابات ، والمتطوعون من سكان الغابات، الطيران، وبعض الأجهزة الألكترونية الحديثة ، إن الكشف عن الحريق هو الخطوة الأولى في السيطرة عليه، ولذلك كلما تم ذلك بسرعة كانت النتائج أفضل، في هذا السياق لابد من تشجيع جميع المواطنين على الاتصال بالرقم المجاني من أي جهاز هاتف للإبلاغ عن أي حريق أو دخان يشاهده أي شخص.
- التصدي للنيران وإخمادها :
- هناك طرق عديدة لإخماد الحرائق تهدف جميعها إلى كسر مثلث الحريق أي:
- 1- إزالة الوقود لوقف تقدم النار
- 2- منع وصول الأكسجين للحريق
- حتى يتم الإخماد بسرعة بعد الإبلاغ عن الحريق، وقبل أن ينتشر الحريق على مساحة واسعة، يجب أن يتوفر عدد كاف من فرق المكافحة في مواقع قريبة للغابات ومجهزة بأعداد كافية من معدات مكافحة الحرائق ( آليات ثقيلة ، صهاريج، مضخات محمولة على الظهر، مناشر آلية ، أمشاط ، طباشات..الخ.
- تلائم الأنــواع
- توجد عدة صفات تجعل الأنواع مقاومة أو ملائمة للحرائق بالإضافة إلى صفات الموقع وأهم الصفات تتعلق إما بالأنواع ذات الثمار المغلقة أو ذات القلف السميك المقاوم أو التي لها قدرة على إنتاج خلفات بعد الحريق أو السريعة النمو في المرحلة الشابة والتي تزهر مبكراً، ويمكن تقسيم الأنواع تبعاً لقدرتها على مقاومة الحرائق إلى
- 1 - أنواع تمنع حدوث ضرر من الحرائق.
- 2 - أنواع تتكشف مرة أخرى بعد الحريق.
- 3 - أنواع تحتل الموقع بعد الحريق.
- 4 - أنواع تشجع حدوث الحرائق بأماكن تواجدها.
o وفيما يلي وصف لصفات كل مجموعة:
- اولا :الصفات التي تمنع حدوث ضرر من الحرائق
- 1 - وجود قلف سميك كما في الصنوبريات والبلوط وكثير من المخروطيات.
- 2 - وجود مرحلة تشبه البادرات فيها الحشائش كما هو الحال في بعض من انواع الصنوبر حيث تظهر البادرات عبي هيئة خصل من الحشائش والتي يطلق عليها مرحلة الحشائش وهذه تستمر عادة 6 سنوات وقد تستمر 12 سنة وهي تتميز بوجود جذر وتدي للبادرات عميق وتقوم الأوراق الكثيفة الموجودة حول البرعم الطرفي بحمايته من الحريق وكلما احترقت الأوراق تكونت أوراق جديدة بدلاً منها وفجأة ينمو الساق بحيث يرتفع بسرعة فوق مستوى الحرائق السطحية.
3 - وجود جذور عميقة أو وتدية في الأشجار الصغيرة كما في بعض أنواع البلوط.
4 -النمو السريع في المرحلة الشابة حيث ترتفع التيجان بسرعة في المنطقة السطحية التي تحدث بها الحرائق.
5 - وجود انحناءات بقاعدة الساق يمكن للبراعم الساكنة على الجزء السفلي منه أن تحتمي بها من خطر الحرائق كما هو الحال في معظم أنواع الصنوبر الجامدة
6 - طبيعة التفريع ومدى حدوث التقليم الطبيعي فالأنواع التي يحدث بها تقليم طبيعي بسرعة أكثر مقاومة للحرائق عن الأنواع البطيئة التقليم الطبيعي مثل الـ وكذلك فالأنواع التي بها أفرع متدلية أكثر عرضة للحرائق.
7 - طبيعة الموقع فالمواقع المفتوحة تقلل من احتمال الحرائق كما تعطي مادة جافة أقل على الأرض.
8 - أن تكون الأوراق الحية مقاومة للاشتعال فمعظم ذوات الورق العريض أقل في اشتعالها عن المخروطيات كما نجد أيضاً في المخروطيات أن بها مواد قابلة للاشتعال بالأوراق أقل من الصنوبريات والدوجلاس فير.
9 -سرعة تحلل الأوراق حيث تقلل من تجمع المادة العضوية وفرصة اشتعالها وانتقال الحرائق بواسطتها
ثانيا :التكشف بعد حدوث الحرائق
وهذا يتم عن طريق الفروع الجديدة التي تنشأ من المناطق المختلفة بعد حدوث الحرائق مثل قواعد السيقان وهذا يحدث في معظم مغطاة البذور بينما يكون نادراً بالمخروطيات باستثناء الصنوبريات الجامدة مثل الـ Pitch & Shortleaf pine حيث تنشأ الأفرع من البراعم الساكنة الموجودة في آباط الأوراق الموجودة أسفل الساق كما تنشأ من الجذور كما هو الحال في بعض أنواع الحور أو الريزومات كما في الأنواع العشبية
- ويساعد على حدوث التكشف الاتى :
1- الإنتاج المبكر للبذور حيث تساعد على تكاثر النوع بالموقع خاصة المواقع التي تحدث بها الحرائق على فترات متقاربة
2- إنتاج بذور خفيفة سهلة الحمل بواسطة الرياح حيث يمكن للبذور أن تنتقل مسافة كبيرة من المناطق الغير محترقة إلى المناطق المحترقة ومثال لذلك الـ الحور حيث أن إنتاجه للبذور الخفيفة الزغبية يمكن من الانتقال لمسافات بعيدة واحتلال المواقع المحترقة.
3- عدم تفتح المخاريط حيث توجد المخاريط مغلقة ومحتوية على البذور الحية كما في كثير من الصنوبريات وهذا قد تستمر 10-25 سنة على الشجرة ومحتفظة بحيويتها وتتفتح نتيجة الجفاف الشديد لها حيث تكون حراشيفها مرتبطة مع بعضها بواسطة الراتنجات والصموغ والتي تذوب عند درجة الحرارة المرتفعة بالإضافة إلى جفافها وانتشار البذور
4 - عدم وجود دور سكون بالبذور حيث تنبت بعد سقوط أي أمطار عقب الحريق ومثال لذلك بذور نفس الأنواع المذكورة سابقاً.
5 - الإنبات نتيجة الحرارة وبعض الأنواع ذات القصرة الصلدة قبل أجناس تظل ساكنة بالتربة ومثال لذلك بذور تظل حتى 150 سنة ساكنة بالأرض وتنبت هذه الأنواع نتيجة الحرائق التي تؤدي إلى تشقق أغطية البذور كما تنتج الحرارة اللازمة لتشجيع الإنبات.
- الصفات التى تؤدى الى تشجيع حدوث الحرائق
الصفات التي تزيد احتمال الحرائق هي:
1 - وجود مواد قابلة للاشتعال بالأوراق والقلف. فأوراق الصنوبريات وكثير من المخروطيات بها مواد سهلة لاشتعال بطيئة التحلل مما يؤدي إلى تكوين مادة قابلة للاشتعال وحدوث الحرائق السطحية أيضاً الأنواع التي بها قلف سهل الاشتعال مثل بعض أنواع الكافور
2 - بقاء الأوراق الجافة على التاج يشجع الحرائق التاجية كما هو الحال في وأشجار البلوط الصغيرة العمر.
3 - قصر الأنواع: حيث يكون التاج على مسافة بسيطة من الأرض مما يمكن من انتقال الحرائق السطحية إلى التيجان وهذا يشمل كل الأنواع الصغيرة العمر والبطيئة النمو ذات الأوراق القابلة للاشتعال مثل.
والحرائق لها تأثير مباشر وغير مباشر على الموقع،
والتأثير المباشر :
يشمل احتراق المادة العضوية على سطح التربة وتسخين الطبقة السطحية من التربة.
ويؤدي احتراق المادة العضوية إلى انطلاق ثاني أكسيد الكربون والغازات النتروجينية إلى الجو وترسب العناصر المعدنية في صورة رماد وهذا أكثر قابلية للذوبان عن المادة العضوية الناتج منها
ساحة النقاش