صاغ كاتز )1959 ,Katz( مصطلح الاستخدامات والإشــباعات للتعبير عن ما  يفعله الجمهور بوسائل الإعلام، وليــس مــا تفعله وسائل الإعلام بالجمهــور؛ فالجمهور لم يعد متلقياً سلبياً لما تبثــه وسائل الإعلام من مضامين مختلفة، بل يختار المضامين   التي تشبع حاجاته.17 

 

يعــود ظهور راديو الإنترنت إلى التسعينيات من القــرن الماضي على يد الأمريكي   Carl Malamud في عام 1993، الذي قام بإنشاء محطة Internet Talk Radio في ولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت عبارة عن محطة إذاعية لخدمة المجتمع تبث برامجها في فترة محدودة من اليوم.

اما ما يخص محطات راديو الانترنت التي تطلقها الجامعة فتعد  محطة Radio KJHL، التي أقامتها جامعة Kansas في الولايات المتحدة الأمريكية أول محطة إذاعية عبر الإنترنت تبث برامجها طوال اليوم من دون توقف.،

وعلى الرغم من محدودية النطاق الترددي Bandwidth للمحطات الإذاعية التي حرصت على تشييد مواقع لها على شبكة الإنترنت، فإن العديد من رجال الأعلام في الولايات المتحدة حرصوا على تطوير محطــات الإذاعة المملوكة لهم للوصول إلى الج ه عبر أنحاء العا ، فقد أشــارت شــبكة BRS Media, Inc الأمريكيــة في عام 2002 إلى وجود 10 آلاف محطة إذاعية على شــبكة الإنترنت.3 وقــد توالى إنشاء العديد من المحطــات الإذاعية عبر الإنترنت، ما أدى إلى ظهور العديد من التقنيات التي لازمتها مثل MP3 players وHD

 radio وsatellite radio، التي ميزت إذاعات الإنترنت عن الإذاعات التقليدية.

 ويوجد نوعان من راديو الإنترنت :-

أولا : المحطات الإذاعية التقليدية التي لها محطات على شبكة الإنترنت radio online، التي تخضع لقوانين  البث الإذاعي من حيث ضرورة حصولها على ترخيص من الجهات المسؤولة عــن البث الإذاعي، ويسمعها الجمهور التقليدي للإذاعات نفسها عــلى موجات الراديو العادية، كما  أنها تتميز  بأنها أكثر تحفظاً في معالجتها للموضوعات والقضايا .

ثانيا ، المحطات الإذاعية التي ليس لها محطات إذاعيــة تقليديــة net-only radio، وتعتمد على الإنترنت في بث موادها الإذاعيــة، ولا تحتاج إلى ترخيص حتى الان من الجهــات المسؤولة عن البث الإذاعي. ويقوم هذا النوع باتباع أسلوب للتواصل مع المستمع من خلال تقليد الإذاعــات التقليدية من حيث المضمون المتعلق بالبرامج الإذاعية والترفيه والمواد الإخبارية، أو محطات تتجاوز المعاي التقليدية والاستفادة من الطبيعة الخاصة بها من حيث الحرية في تداول الأفكار والموضوعات بعيداً عن التعقيدات الإجرائية في المحطات التقليدية، والبعد عن التعليمات الحكومية المنظمة لعمل الإذاعات التقليدية.

،،،،

تشير نتائج الدراسات الحديثة المرتبطة بالاعلام الجديد الى ان محطات الراديو التقليدية العامة و التي تبث برامجها عبر الانترنت ايضا    مثل إذاعة FM 100.0 FM وMonte Carlo و99.00 Alarab  اكثر استماعا في مجتمعاتنا العربية ، في حين ان الجامعات في المجتمعات الغربية حققت قدرا من الارتباط بين طلابها و راديو الانترنت التابع للجامعة ،

و قد اجريت العديد من الدراسات حول علاقة طلبة الجامعة بمحطات راديو الانترنت و منها دراسة  سعـت  إلى التعـرف على خصائـص جمهـور إذاعـات الإنترنـت من الشبـاب الجامعي في جامعتي Monash University في الولايات المتحدة، وجامعة New York Universityو City University of New York في أستراليا، بالتطبيق على عينة عشوائية بسيطة قوامها 53 من الطلاب الأمريكي و156 من الطلاب الأسترالي . وتوصلــت الدراسة إلى العديد من النتائج، من أهمهــا: يستمع نحو 50٪ من المبحوثين من الطلاب   لإذاعات الإنترنت بصفة دائمة، ولا توجد فجوة بين  الطلاب الأمريكي والأسترالي في تبني التكنولوجيا الحديثة من حيث الاستماع  لراديو الإنترنت.

ولكن الدراسة كشفت عن أن الطلاب الأستراليين   يميلون إلى الاستماع  لمحطات المحافظة، بين يفضل الطلاب الأمريكيون الاستماع للإذاعات المتحررة  والراديكالية ، و إذاعات الانترنت التي تبرز وجهات نظر المجتمعات الصغيرة و الأقليات ، و المتخصصة في موضوعات محددة موسيقية او اجتماعية .

،،،،

 حقق  راديو الإنترنــت في المجتمعات الغربية، انتشارا كبيرا وخصوصاً في الولايــات المتحدة الأمريكيــة. وأظهرت الدراسات مدى انتشاره بين أوســاط الشباب الجامعي أيضاً، وقد حرصت العديد من الجامعات الأمريكية على إنشاء إذاعات لها على شــبكة الإنترنت للتواصل مع طلابها وإحاطتهم  بكل ما هو جديد عن سير العملية التعليمية و الموضوعات الاجتماعية و الترفيهية الملائمة لهم ،

وكشفــت الدراسات الغربية   عن وجود دوافع عدة لاستخدام راديو الإنترنت منها : التفاعل مع المحطة، والتفاعل الاجتماعي، والتفاعل مع الصفحة الرئيسية للمحطة، والتسلية، والهروب من مشكلات الحياة اليومية، والبحث عن الرفقة والصداقة. 

. وكشفت الدراسات  ايضا عن أن هناك ثلاثة إشــباعات رئيسية تنتج عن استخدام راديو الإنترنت، هي: زيادة المعلومات والشعور بالراحة والترفيه.

و قد تحددت   دوافع التعرض في فئتين   أساسيتين

 أ. دوافع نفعية Instrumental Motives: بغرض التعرف على الذات واكتساب المعلومات والخبرات وجميع أشكال التعليم بوجه عام.

ب. دوافــع طقوسية RitualizedMotives: بغرض الترفيه و الاسترخاء  والهروب من المشكلات. 

ومن الملاحظ أن الدراسات الأولى لوسائل الاتصال التقليدية، ومنها الراديو التقليدي، قد ركزت على العديد من الإشباعات مثل الترفيه، والحصول على المعلومات، والصحبة أو الرفقة، إلا أن الدراسات الحديثة قد أضافت العديد من الإشــباعات التي تلائم راديو الإنترنت مثل التفاعل مع المضمون، والوظائف الاجتماعية   التي يؤديها داخل بعض المجتمعات مثل الراديو الجامعي الذي يقتصر على التواصل مع الطلاب وجامعاتهم.

،،

الجامعة  مجتمع   تعليمي متنوع  له دوره كشريك اساسي في المسئولية المجتمعية ، يقدم الفرص و التدريب و  المنح الدراسية عالية الجودة والدقة الأكاديمية التي تدافع عن  الانسان و المجتمع ، و تعزز  بناءه الذاتي ، كما تعزز دوره في الحياة الاجتماعية و المهنية ،

و يمكن للجامعة ان تستفيد  من الموارد الثقافية والفكرية والاقتصادية للمنطقة  المحيطة بها 

و تتحدد الرؤية  لراديو الانترنت المنطلق من الجامعة وفق   رؤية الجامعة  نحو مجتمع تعليمي يعبر عن الطالب و يؤهله للحياة اكثر إنسانية و  تأهيلا نحو مهام الحياة ، 

و ترتبط مهمة راديو الانترنت المرتبط بالجامعة  بتعزيز التعليم و التدريب و انخراط الطالب في الاعلام مع مجتمعه و تعبيره عنه بموضوعية و مهنية لاعداد جيل من  الشباب الاعلاميين المحترفين او الهواة افضل في الممارسة المؤثرة محصن بالمعرفة و المهارات الاساسية للنجاح المهني المسئول مع الحفاظ على القيم و الحساسية المجتمعية ، سواء في التعرض للمحتويات الاعلامية و المضامين المتاحة عبر شبكات التواصل الاجتماعي او في انتاج المحتوى اللائق الملتزم ،، ما يتوافق مع  المهمة الأساسية للجامعة  المتمثلة في  تعزيز التعلم  حيث تقدم الجامعة للطلاب الجامعيين والدراسات العليا والمهنية المعرفة والمهارات اللازمة للنجاح كأشخاص ومهنيين، محصنين بالعلم والقيم والتوافق المجتمعي.

 

 

DrNadiaElnashar

المحتوى العربي على الانترنت مسئوليتنا جميعاً د/ نادية النشار

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 95 مشاهدة
نشرت فى 3 سبتمبر 2018 بواسطة DrNadiaElnashar

د.نادية النشار

DrNadiaElnashar
مذيعة و كاتبة ،دكتوراة في علوم الاتصال و الاعلام والتنمية .استاذ الاعلام و علوم الاتصال ، مستويات الاتصال و أهدافه، الوعي بالاتصال، انتاج محتوى الراديو والكتابة الاعلامية ، والكتابة، و الكتابة لوسائل الاعلام الالكترونية ، متخصصة في علوم الاتصال و الاعلام و التنمية، وتدريبات التطوير وتنمية المهارات الذاتية والاعلامية، انتاج »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

619,857