اتذكر  صدمة الاستماع لصوتي للمرة الاولى  مسجلا ، كم كانت تشبه الصدمة التي صادفتني وانا ارى اول صورة رسمية يلتقطها مصور محترف في ستوديو !!

حين تستمع لصوتك مسجلاً  للمرة الأولى ستتفاجأ تماماً ، يبدو الامر غير مبهج ، ويبدو انك كنت تعتقد صوتاً غير الذي سمعته  ، قد يبدو صوتك  شاذاً وغريباً ،  و تتهم جهاز التسجيل بالتشويش ، طبعاً قد يبالغ الميكروفون في إبراز سمات الصوت لكنه في النهاية صوتك لا أحد غيرك ،

والحقيقة انك لم تركز في الاستماع لصوتك من قبل  ، فالآخرون يسمعونك  اكثر وادق ، لا تنزعج ، انتقل سريعاً من المفاجاة الى التدريب من اجل الاحتراف ،

كل صوت مسموع ينتج بالضرورة عن وجود جسم يهتز وأن الاهتزازات تنتقل خلال الهواء إلى الأذن  ، والصوت البشري مثل كل الأصوات ينشأ من ذبذبات ،  

- كل انسان  يستطيع  أن يتدرب  على الأداء وفق  المقاييس المتعارف عليها لفن الاداء والإلقاء ، ، حتى وإن لم يكن صوته جميلاً ،  

- القدرة على التخيل والتقمص الوجداني مدخل للاداء الجيد و كلما  كان الإعلامي صاحب خيال عميق كلما كانت علاقته بعملية الاتصال  قوية ، فهو يحقق الاندماج في الموقف الاتصالي الذي يؤديه ،

- يتأثر الصوت وطريقة الاداء بالحالة العقلية والنفسية لدى المذيع ، إلي جانب طبيعة الجهاز العصبي  ، والحالة الصحية للمؤدي. وعلي هذا يمكن القول بأن الصوت البشري ليس شيئاً منفصلاً أو مستقلاً أو قائماً بذاته وإنما يمثل الحالة الكلية للشخص بما فيها حالة الجهاز الصوتي وأعضاء النطق المختلفة، ولذلك يمكن أن نتجنب الكثير من العيوب الصوتية إذا راعينا الاهتمام بالنواحي الصحية، والعضوية، والذهنية، والعاطفية.

- افهم صوتك ، واذا اردت النجاح والتميز فاختر الطريقة والاداء المناسبتين لك ، ولطبيعة صوتك ، و قم بتقطيع الجملة وفق تدريب تنفسك ، ومع استمرار التدريب ستتحسن الأمور كثيرا ،،

- ان فن الالقاء يعتمد على الاسلوب والوسائل الصوتية غير اللفظية مثل المد والتنغيم  والوقفات ، والسكتات ، والسرعة والبطء في الكلام ، ودرجة الصوت ، والانفعال ، والثقافة التي تظهر في الصوت وشخصيته  

- التدريب على التعامل مع عنصر الزمن  مهم جدا ، لاختيار  السرعة المناسبة للكلام  ،  لتأكيد المعاني  ،  و   الضغط على المقطع اللفظي المناسب مع مراعاة قوة الصوت وسرعته ، ما يؤدي إلى نطق الكلمة نطقاً سليماً. ، والزمن عنصر  أساسي  لاحتراف فن التقديم والإلقاء، وهو كذلك يتعلق بسرعة الأداء أو بطئه.

لاحظ المختصون  أن   حديثنا  قد يستغرق  من   60 – 120 كلمة في الدقيقة تقريباً. ولكن  سرعة الإنسان تختلف من شخص لآخر، فسرعة الكلام  و زمن الكلام ، و الصمت والوقفات أثناء الحديث تؤثر تأثيراً مباشراً في التحدث ، و ايضاً في الفهم. و استمرار الحديث أو الكلام على  اسلوب واحد يؤدي  إلى الرتابة والملل، أما تنويع السرعة فإنه يؤدي للتشويق ، ويوحي في نفس الوقت بقيمة الموضوع المطروح وأهميته . 

 

-  الوقفات  أشبه بالفواصل والنقاط في الكتابة التي تيسر للمتلقي إمكانية الفصل بين الأفكار أو تجزئتها أو متابعة الكلام ،  و تعطي فرصة للمذيع  لالتقاط أنفاسه بشكل طبيعي يساعده على المواصلة أو الاسترسال .  

-  تنويع مقدار قوة الصوت وشدته يضفي على الصوت أبعاداً أخرى يمكن توظيفها لخدمة عملية إخراج الكلمات بالشكل المطلوب. فالصوت الأعلى والأكثر شدة يوحي بأهمية أكثر من الصوت الضعيف.  والافضل استخدام كليهما  لابراز التنوع وجذب الانتباه ،

 - التأكيد بالضغط على المقطع اللفظي المناسب مع مراعاة قوة الصوت وسرعته يؤدي إلى نطق الكلمة نطقاً سليماً. و يتضح المعنى المقصود في الجملة أو العبارك من خلال إبراز كلمات معينة وتمييزها صوتياً للتأكيد عليها أو ترسيخها في ذهن المتلقي .

اهم العيوب في الاداء واخطرها :

-  استمرار الحديث أو الكلام على  اسلوب واحد  ، مما يؤدي  إلى الرتابة والملل، أما تنويع  السرعة فإنه يحفز المستمع للاستمرار في التلقي  ، ويعطي احساساً  بقيمة الموضوع  وأهميته ،  

- العمل  بقاعدة سكّن تسلم التي لا يسلم منها الا القليل من المذيعين ، 

حيث يردد الكثير من المذيعين عبارة: " سكن تسلم " و هذه الفكرة خاطئة ، لأن التسكين طوال الوقت لا يؤدى إلى السلامة في المعنى  ،  فقد يبدو المذيع وهو يسكّن كل الكلام ، وكأنه ينطق كلمات منفردة وليست  جملاً متصلة  ، فتزداد  احتمالات تشويه المعنى ، .وقد  يسكن  المذيع آخر الكلمة ثم يواجه بسكون الحرف الأول فى الكلمة التالية ، فيتخلص من التقاء الساكنين  ، وهنا قد يكسر المضموم ، بدلاً من استخدام الحركة الإعرابية ، فيظهر بمظهر المخطئ فى الإلقاء ، مثل: " أكد الرئيس المصري  " فإذا كان المذيع قد سكن حرف " السين " فى كلمة الرئيس ، ثم فوجئ بالحرف الساكن (حرف الألف فى كلمة المصري ) ، فإنه سينطق كلمة الرئيس بالكسرة فى حين أن النطق الصحيح لها بالضمة.

- عدم اختيار مواضع السكتات والوقفات ، ​ويقصد بالسكتات مواضع الوقوف أثناء الحديث عندما ينتهى الكلام بنهاية كاملة أو ناقصة ، والنهاية الكاملة هى الوصول إلى المعنى التام ، سواء كان ذلك بخصوص الموضوع ككل أو بجانب معين من جوانبه ، أما النهاية الناقصة هى الوصول إلى المعنى الجزئى الذى لا يزال بحاجة إلى استئناف الكلام واستمراره ، والسكتة عند النهاية الكاملة تسمى السكتة القاطعة او التامة ، لأنها تقطع الكلام فى نهايته الطبيعية التى لا يشعر السامع أو المتحدث عندها بالحاجة إلى كلام جديد لإتمام المعنى ، أما السكتة عند النهاية الناقصة ، فإن المتحدث هو الذى يحدد مواضعها ، بحيث يحرص على أن تكون مساعدة على إظهار ما يريد ، من المعانى وعلى أن تكون أداة فعالة فى التأثير فى السامعين ، وتدل على أن الكلام لم ينته بعد.

- الحذف ،،  و الحذف  يكون بحذف حرف من الكلمة وعدم نطقه، ، فلا يليق بإعلامي ان ينطق عشرة بحذف الراء فيقول عشة او عشين  او ينادي على اشرف أشف ، وهكذا  ،

- الاضافة ، والإضافة ، تكون بإضافة حرف غير موجود في الكلمة ، كأن  ينطق احدنا كلمة سشوار ، استشوار ، او يضيف ظلال حرف  بإضافته على حرف ، أختشي ، بدلا من اختي ، وهكذا .

- الاقلاب  ، والإقلاب : يكون بقلب مواقع حرفين متقاربين في الكلمة ، كأن ننطق كلمة جنزبيل بدلا ( زنجبيل) ،  ، او بطرمان بدلا من (برطمان)  ، فالنة بدلا من (فانلة )، معلقة بدلا من (ملعقة) ،  وهكذا . 

- الابدال ، والإبدال: يكون بالتبديل بين حرف في الكلمة وحرف آخر 

، فكلمة بنطلون ، قد ينطقها البعض منطلون ، 

 

- الخلط بين اللام الشمسية والقمرية ، فاللام فى كلمة الشمس نجدها غير ظاهرة فى النطق ، أما اللام فى كلمة القمر فإنها ظاهرة فى النطق ، فاللام الشمسية تتحول إلى صوت مماثل لما بعدها ، ويدغم الصوتان ، أما اللام  القمرية فتحتفظ بشخصيتها ولا تتحول إلى صوت آخر ، وتكون ال شمسية أى لا تنطق إذا جاء بعد أحد الحروف الآتية: ذ – ث – د – ت – ط – ز – س – ص – ض – ن – ر – ش. ففى الكلمات الآتية لا يتم نطق اللام: الذهب – الثلاثى – الدرهم – التطبيق –الطبقة – الزميل – السائح – الصباح – الضباب – النابه – الرجل –الشمس  ، وهكذا يتضح أنه إذا أتى بعد( ال )أحد الحروف المشار إليها ، فإن اللام لا تظهر فى النطق ،

بينما تكون ( ال )قمرية ، بمعنى أنها تظهر فى النطق إذا جاء بعدها أحد الحروف الآتية: ب – م – ف – ك – خ – ق – ع –ح – هـ - همزة – ج – و – ى. مثال ذلك: البوادى – المناسك – الفاروق –الكلام – الخالى – الغائب – القدير – العام – الحليم – الإنسان – الجامع – الوليد – اليابسة. أما اللام إذا جاءت بعد اللام (فى كلمة مثل: الليمون) ، فإن اللام  لا تظهر ، أى أنها تكون فى حكم " الشمسية ".

- خلط العامية بالفصحى ، مثل نطق الثاء (س ) ، وكذلك حرف ذ  ، ز ، ونطق حرف ظ  (ذ )، وهكذا ،

 - عدم تنغيم  الجملة وفقاً للمعنى ، فطريقة الكلام للتعبير عن الاستفهام  غير طريقة الكلام للتعبير عن التعجب غير طريقة التقرير ،

- عدم الالتزام بالتفخيم والترقيق ، كأن تنطق السين صاد أو العكس  ، او الخلط في نطق حرف الراء ، و الراء تفخم بعد السواكن المفخمة وكذلك فى جوار الفتحة والألف ، وترقق فى جوار الكسرة أو ياء المد مثل (رجل وبريد) أما اللام فأصلها الترقيق إلا إذا جاوزها صوت مفخم أو كانت اللام نفسها مفتوحة ، ويختص لفظ الجلالة (الله) بحكم خاص ، إذ تفخم لامه إلا إذا سبقتها كسرة فإنها ترقق.​ ، والحروف المفخمة  دائماً  هي سبعة أحرف تم جمعها في ثلاث كلمات  خص ضغط قظ ، وتُعرف بأنها حروف الاستعلاء ،،

-الخلط بين حروف الهمس والجهر ، فى النطق وخصوصاً تحت تأثير عامل المماثلة الصوتية. ،  كما  فى التاء والطاء ، الكاف والقاف. وحروف الهمس تم جمعها في ثلاث كلمات ( سكت فحثه شخص ) بالاضافة الى الراء والظاء  ، وغير ذلك جهر ،

- الخلط في النطق بين همزة الوصل وهمزة القطع ، فهمزة الوصل هى الهمزة التى تظهر فى الكتابة فى صورة ألف بدون همزة وتسقط فى النطق عند وصل الكلمة بما قبلها ، كما أنها تضبط بالفتحة أو الكسرة أو الضمة حسب الأحوال عند البدء بها ، أما همزة القطع فإنها ثابتة فى كل الأحوال ، وتظهر فى الكتابة فى صورة ألف تحتها أو فوقها همزة (حسب الأحوال) ، كما تظهر فى النطق وهناك مواضع محددة لهمزة الوصل هى:

​-  " الـ " التي تقال بهدف التعريف ، مثل اشتريت  القلم  ، فلا يصح القول اشتريت ألقلم  ، وإنما الصحيح عدم النطق بالهمزة  ، فالهمزة الموجودة فى (الـ)  توصل بالكلمة التي قبلها وهي هنا اشتريت .

- أمر الخماسى والسداسى ، ومصدرهما ، وماضيهما سواء كان هذا الماضى مبيناً للمعلوم ، أو  مبنياً للمجهول ،  فالفعل الخماسي مثل  الخماسي : أمره (اجتمعْ)،  وماضيه (اجتمعَ)، ومصدره (اجتماع)؛ 

والفعل السداسي  أمره  (استخرجْ)، وماضيه (استخرجَ)،  ومصدره (استخراج). 

- أمر الثلاثى الساكن ثانى مضارعه ،  - في أمر الفعل الثلاثي، كما في: (اقرأ)، (اكتب)، (اجلس)، (انظر) ، اعدل  فكلها افعال امر لفعل مضارع   الحرف الثانى فيه  حرف ساكن).

- كلمات محددة ، من  أشهرها: اسم – ابنة – ابن – امرأة  –امرؤ -- اثنان – اثنتان ،

هذه هى حالات همزة الوصل ، فلا تظهر الهمزة فى النطق أثناء الإلقاء ، و باقي حالات الهمزة في غير السابق ذكره في مواضع همزة الوصل، فإنه يبدأ بهمزة القطع. 

وقد يتمادى الانسان في الشائع ، وتستمر هذه الأخطاء  ،  لا ينتبه إليها بسبب العادة. يمكننا الاستماع إلى كلامنا  المسجل  ، يمكنك استخدام التسجيل على الموبايل للتدريب طوال الوقت ، ، لتحدد مواقع الأخطاء والعمل على تصحيح  النطق .

 

DrNadiaElnashar

المحتوى العربي على الانترنت مسئوليتنا جميعاً د/ نادية النشار

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 240 مشاهدة
نشرت فى 18 مارس 2016 بواسطة DrNadiaElnashar

د.نادية النشار

DrNadiaElnashar
مذيعة و كاتبة ،دكتوراة في علوم الاتصال و الاعلام والتنمية .استاذ الاعلام و علوم الاتصال ، مستويات الاتصال و أهدافه، الوعي بالاتصال، انتاج محتوى الراديو والكتابة الاعلامية ، والكتابة، و الكتابة لوسائل الاعلام الالكترونية ، متخصصة في علوم الاتصال و الاعلام و التنمية، وتدريبات التطوير وتنمية المهارات الذاتية والاعلامية، انتاج »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

650,822