حتى اراك 

،،،،

حلم المعايير للاعلام الاجتماعي

،،،

حين نكتب و نضع كتاباتنا على شبكة الانترنت  مستخدمين وسائل الاعلام الالكترونية ، فنحن نشارك  في صناعة المحتوى العربي على شبكة الانترنت ، و حتى نساهم في ثقله وإثرائه ، ينبغي ان يتسم هذا المحتوى  بوجود  المعلومات النصيّة المكتوبة ، او دمجها مع المواد المرئيّة  سواء كانت صورا  ثابتة أو متحرّكة من خلال مقاطع الفيديو ، او النصوص المتحركة التي تستخدم آليات التقنية الحديثة ،  أو المقاطع الصوتيّة.  هناك  معايير محددة ، في عالم المحترفين والممارسين و بعض المواقع ، وهي محدّثة دائماً نظراً لتعاملها مع مستجدات يومية في تطبيقات مواقع الاعلام الاجتماعي ، وغيرها ، لكن في اغلب الأحيان لا يخضع المحتوى الاعلامي عبر شبكات الاعلام الاجتماعي لأية معايير ، 

لماذا نضع  هذه المعايير ؟

بعد مرور الزمن ستتراكم  لدينا كميات هائلة من الموضوعات ، لابد ان يستطيع المستخدم ان يختار المحتوى الذي سيتعرض له ، ونشر القواعد والمعايير الأولية البسيطة يؤدي   لتحسين نوعية المنتج الاعلامي  ، و  ضمان خضوعه لقواعد اقرب للمهنية ، تحوّل المحتوى الى معارف يستفاد بها ،في تنظيم الافكار ، و تقديم الأبحاث وتطوير المنتجات ، ودراسات السوق والدراسات الاجتماعية والأنثروبولوجيا ، كل مستخدم وفق تخصصه واهتمامه ، 

  فوائد متعددة لنشر المعايير  للمستخدمين لزيادة فرص الاستخدام الجيد في اتجاهات بناءة ، وتوفير الجهد والوقت الذي يضيع في عمليات بحث لا طائل من ورائها غير تشتيت الانتباه والجهد ، و تصبح  لدينا قواعد اساسية  يتبناها المستخدمون الجدد ، ثم بعد ذلك تتطور عمليات التوثيق وحفظ حقوق الملكية الفكرية ، وغيرها من عمليات سوف نكون في أشد الحاجة اليها في المستقبل القريب ،

ان وضع المعايير والاتفاق عليها يحقق  مكاسب مشتركة لكل الأطراف من اجل التنسيق المتبادل للحصول على بيانات ومعلومات واخبار ،

بعض المعايير تفرضها المواقع ، وبعضها تفرضها الاخلاقيات ،  او واقعية الاستخدام وكلها تهدف للحفاظ على المنجزات ، والأخبار ، والعلوم و الابحاث والابداع ، كما انها  ستؤدي الى مصداقية اكبر للاعلام الاجتماعي ، وقد تلزم القنوات التقليدية الاحترافية من صحف و إذاعات وشاشات  لنهج اكثر تطورا في تناول القضايا والاراء والأخبار بتحيزات اقل وموضوعية اكثر ، وذلك بقوة تأثيرها  ، 

تبدو مشاركتنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي   ميدانا واسعا لممارسة الاعلام  لدى كل الناس دون شروط او قواعد ، الامر الذي فتح أبواب الاجتهاد دون خبرات سابقة او دراسة متخصصة  يستطيع المشاركون فيها الالتزام بها في كل  الأوقات...

أن الحاجة ماسة إلى معايير تحدد  الاطار العام الذي يلتزم به الاعلامي المحترف و المواطن الاعلامي أثناء المشاركة في العملية الاعلامية ، تجعل ما يشارك به عبر القنوات الاحترافية او قنوات المواطن الاعلامي سواء على  صفحته او مجموعته او حسابه الشخصي اكثر جدية  وقابلية لعملية التبادل والقياس ، ولنا في العديد من التجارب الناجحة التي استطاع هواة المستخدمين انشاء صفحات شديدة الفائدة  والجاذبية ، ويكفي انه في مناسبة معرض الكتاب القريبة الماضية كانت صفحات الاعلام الاجتماعي تنقل الاحداث بزوايا مختلفة وتشجع على القراءة والاطلاع ، وتفرز بعض المطبوعات في انتقاءاتِ يفرضها مجتمع القراء ، وقد طورت الممارسة للاعلام الاجتماعي عددا كبيرا من المستخدمين بل وتحول الكثير منهم الى الابداع والتأليف ، ومهما اختلفت الاّراء حول ذلك الا انها تجربة ايجابية جدا فالتدوين في حد ذاته يطوّر  صاحبه ذاتياً ، و يشجع على النقاش وتبادل الافكار ، ووضع المعايير يختصر الزمن الذي تستغرقه عمليات التطور ،،،

دور كبير منتظر للمؤسسات الأكاديمية و منظمات المجتمع المدني وأنشطة الافراد و الحكومات الان وفورا علينا القيام به  ،  ان نشارك جميعا في حملات مكثفة لوضع معايير متفق عليها ببساطة من اجل تفعيل دور قنوات التواصل والساعات الطويلة التي نقضيها معها ، من خلال نقاشات المختصين والخبراء ، تبادل الخبرات والاراء والتجارب في عوامل نجاح الكتابة ، و التدوين والتصوير ،   و الرسم ، والافلام ،،  وتشجيع ترجمة النصوص التي تخدم بناء المحتوى الاعلامي الجيد من الدول التي استطاعت ان تستخدم هذا المحتوى  في التشارك المجتمعي والنقاش وإنضاج الرأي العام  ، عبر الصفحات  الخاصة للمحترفين المخلصين   ، ووسائل الاعلام التقليدية ، و الندوات وورش العمل ، هذه الادوات الجديدة جاهزية ضخمة في يد من لا خبرة لهم ، البعض ينجح في تقديم مواد اعلامية تنافس المحترفين بل وتدفعهم للتطور في احيان اخرى ، لكن الكثير منها يقوم بدور خطير في هدم الجهود واثارة البلبلة ، و صناعة رأي عام وهمي ، والدخول في خلافات لحظية ، اذكر ان مستمعا اتصل بي على الهواء ليخبرني انه انشأ صفحة على الفيسبوك لتبادل الخبرات مع اقرانه حول التعامل مع جهة ذات  مكانة  كبيرة    ،  بل  وأضفى  على صفحته صفة الرسمية ،  ناقشت معه ان العنوان خادع ، فاذا كانت صفحة تجارب شخصية فينبغي ان يحمل عنوان الصفحة هذه الصفة الدالة  دون بيع اوهام  تؤكد انها صفحة رسمية ، فمجرد ذكر كلمة رسمية يضفي دلالة بملكية هذه الصفحة لذات الجهة التي تحمل اسمها ، وهكذا نقاشات شديدة البساطة لاستخدام الفاظ وحذف الفاظ ، لإضافة مصادر للموضوعات ، لإرساء قواعد الاقتباس والنقل ، وقواعد بناء المحتوى  المتكامل الذي يشتمل على مقدمة ، و موضوع المحتوى ، ثم خاتمة ، ثم قائمة  واضحة بالمراجع التي استندت اليها لكتابة  الموضوع  من تقارير ، كتب ، كتب الكترونية ،  مواقع الكترونية ، صحف و مجلات  ، مع اهمية ذكر اسم الكاتب  او المحرر ، وعنوان المرجع ، وتاريخ النشر ، ودار النشر   ،  وعنوان الموقع  ،وهكذا ،،

وكما حدث في ذروة عصر  الثورة الصناعية حيث ظهرت الحاجة إلى وضع المعايير  للتصنيع نظرا لزيادة حجم التبادل ، فتم توحيد معايير احجام المسامير و قضبان السكك الحديدية وأحجام المواسير واسلاك الكهرباء ،  ينبغي ان يحدث الان ، لكن بمزيد من المهنية و الموضوعية و احترام الابداع و قواعد الوسائل الجديدة و الأجيال الجديدة ايضا ، فنحن   لا نتبادل اكثر من المحتوى الاعلامي عبر شبكات التواصل الاجتماعي ، فها وضعنا الاستعداد الكافي لذلك ؟. 

 

المصدر: د، نادية النشار
DrNadiaElnashar

المحتوى العربي على الانترنت مسئوليتنا جميعاً د/ نادية النشار

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 356 مشاهدة

د.نادية النشار

DrNadiaElnashar
مذيعة و كاتبة ،دكتوراة في علوم الاتصال و الاعلام والتنمية .استاذ الاعلام و علوم الاتصال ، مستويات الاتصال و أهدافه، الوعي بالاتصال، انتاج محتوى الراديو والكتابة الاعلامية ، والكتابة، و الكتابة لوسائل الاعلام الالكترونية ، متخصصة في علوم الاتصال و الاعلام و التنمية، وتدريبات التطوير وتنمية المهارات الذاتية والاعلامية، انتاج »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

589,190