قد تكون صادقا و لا يصدقك الناس

و قد ترى من يكذب باحتراف و يبدو للناس كملاك بجناحين ،

وهنا يأتي المعنى الذي يشير الى الصدق  بأنك  تقول الحقيقة ، و المصداقية ان يصدقك الناس فيما تقول ،

و   الصدق مع المصداقية  يبنيان  سمعة الانسان و هي اكبر رأسمال ينفعه ،،

و تبنى ثقة الناس في  الناس بكنز المصداقية ،،

الكمال لله ،

لا احد يعرف كل شيء 

لا احد يدرك كل شيء ،

لكن الحدود المسموح بها للتجاوز تتطلب مهارات خاصة حتى تظل الصورة في أنقى حالاتها ،، او لا تفقد بريقها كله ،

هل عانيت  عمدا ام عن غير قصد أزمة فقدان من تحب وتحترم ، ثقتهم فيك ، هل تسببت بعض الأخطاء او المواقف في تشويه صورتك ، 

هل أشعرك  شريكك او مديرك او احد أبويك ان انتهى امرك لديه ، 

هل قال لك احد ما  ، لن اطلب منك شيئا بعد الان ، لن اعتمد مرة اخرى عليك ، لن أصارحك بشيء ، لن اكلفك بأمر ، باختصار  ( رميت طوبتك ) ، 

اذا كان ما حدث طبعا أصيلا فيك ولا تشعر بأية مشكلة ، فلا تشاركنا هذا النقاش ، 

اما اذا كنت تفكر ، وتتألم ، و تلوم نفسك ، كيف وصل الامر لهذه النقطة ، 

فهناك دائماً حل !!

المصداقية الشخصية والثقة التي يمنحها لك المحيطون ليست أمرا سهلا لكنها كنز ثمين ، فهي تأخذ الوقت والجهد للبناء ، واذا فقدتها فقد فقدت الكثير جدا ، اذا حدث خطأ ما بعد هذا الجهد لبناء الثقة لا يمكن  ان تترك كل شيء ينتهي ، بل افعل شيئا لاسترداد ما يمكن استرداده ، والحفاظ على ما يمكن اصلاحه بجرأة وشجاعة ،

اعترف بأنك تسببت في ان تصل الصورة لهذا الحد ، واجه الموقف وتحمل اخطاءك  ، هل تدافع عن نفسك وتجد تبريرات مقنعة وشماعات تعلق عليها الأخطاء ، هل تنسحب ولا تفعل شيئا، ام تتخذ خطوات ،،؟ 

اذا قررت الانسحاب او اللجوء الى الشماعات فستظل مصداقيتك المفقودة على حالها ،

اما اذا قررت اتخاذ خطوات مسئولة لتحمل الخطأ فهنا بداية الخيط ، 

اول خطوة هي الاعتراف امام من اخطأت بحقهم بذلك دون ان تهين نفسك بل عبر عن ذلك بشجاعة الصادقين الحريصين على انفسهم وعلى من يحبون ، 

لا تبالغ في انتظار نتائج سريعة لإعادة  بناء الثقة ، فالنتائج قد تبدو بطيئة لكن لا تيأس ما دمت صادقا ، فنحن نحاول بناء الثقة والمصداقية ، وانت اخترت ما الذي ستفعله وجزء من جودة هذه العملية ان تمنح من أمامك حرية اختيار موقفه ، انت الان تبني او تعيد بناء ثقتك الشخصية ،،

يمكنك ان تعيد انت ثقتك بنفسك ، وتستمر في خطوات اعادة بناء الثقة حتى لو تأخرت النتائج ، لا تيأس ، 

سامح نفسك حين تجدها تستحق ذلك ، و أمنحها ثقة الدافعين للاستمرار ، لا تخجل من التجربة ، الأقوياء يفعلون ذلك ،،

 ان كسب ثقة الناس يحتاج دائماً الى خطوات اهمها

-ان تتحرى الدقة في القول والفعل والرأي ،،

- أن  تهتم بمصالح الاخرين كما تهتم لمصالحك وان يكون لديك ميزانا حساسا لإدراك ان زوايا النظر والتركيز تحتاج توزيعا عادلا ، .

-اختيار الوقت المناسب  للموضوع الذي تتحدث فيه هو مدخل مهم لكسب ثقة الناس ،

-لا تفرط في الوعود ، وقدم المشيئة واجتهد في تنفيذ الوعد خطوة خطوة  .

-مصداقيتك وثقة الاخرين تمنح الانسان الاحترام والتقدير ، كلما زاد صدقك ، زادت مصداقيتك وثقة  من حولك فيك ،

،يتحدث احد الآباء عن المصداقية التي استطاع غرسها في ابنائه ، حين قطع على نفسه أمامهم وعدأ  بالا يتعرض احدهم لمشكلة معه اذا أخبروه بالحقيقة ، التزم الأب بوعده مهما كانت الأفعال  ،  و  مهما كانت الأخطاء ، كان يطرح سؤالا بعد نهاية كل خطأ مستفز ماذا تعلمت من ذلك ،  وطوال الوقت لم يكذب احدهم عليه و صارحوه حين كبروا انهم حين كان يسألهم هذا السؤال كان كل منهم يعلم حجم الخطأ الذي ارتكبه ويسعى للتفكير في تقليل الخسائر، و يقطع على نفسه عهدا الاطفال ذلك ابدا مجددا ، دون ان يصرحوا أمامه بذلك ،

،،.

الكلام عن بناء الثقة والمصداقية يبدو سهلا وله خطوات عملية للتحقيق ، لكنها على مستوى الفعل تحتاج وقتا وجهد واستمرارا ، فاذا تعلق الامر بالاعلام فان الامر يزداد صعوبة وتعقيدا ، توازنات بين ما يذاع وما ينشر ، بين الحقيقة ووجهة النظر ، بين الخبر والرأي والمعلومة ، توازنات بين ما ورد من أنباء ، وما سيذاع منها وكيف ، هذا الكم الكبير من الرسايل التي تحاصرنا ، احيانا توازنات حارس البوابة ، واحيانا توازنات الحكومات ومصالح من يملكون قنوات الرأي  سواء في الداخل او الخارج  ،  خاصة انه لم تعد هناك حدود بين اعلام الداخل والخارج ،

هرب الناس من وسائل لا يثقون بها الى وسائل  يشاركون فيها ويتفاعلون معها ، وحتى قبل انتشار استخدام الانترنت والاعلام الاجتماعي ، ظهرت  وسائل للاعلام البديل منها التليفزيون الكابلي  ، والفيديو تكست ، والتلي تكست ، وإذاعات الهواة ، ومنشورات بعض منظمات ومؤسسات المجتمع المدني ، حتى ان الدراسات كانت تشير الى تفتت الجمهور ، وان العالم لن يعود قرية صغيرة ، حتى ظهرت شبكة الانترنت و انتشرت بين الناس في استخدامات اعلامية ، و لم نعد قرية صغيرة بل حجرة صغيرة ، وهذا الاعلام لم يكن بديلا 

المصداقية لفظ ارتبط بالاعلام ، ونظرًا لكثرة الرسائل التي يرسلها الاعلام عبر وسائله ، ولذلك فقد ارتبطت المصداقية ككلمة بوسائل الاعلام ، واحيانا نجد  أزمة المصداقية الاعلامية  Credibility Crisis، أو فجوة المصداقية الإعلامية، نتيجة  لزيادة عدد الرسائل الإعلامية، مع عدم تحري الدقة لتفضيل السرعة ، والافراط في عرض الاّراء وخلط الاّراء بالمعلومات ، وغيرها  ما أدى لزيادة الفجوة ، و تجددت طرق التعبير عن رفض الناس لما يكذبونه من اعلام ، الآن وسائل  انتاج الاعلام متاحة في أيدي الناس ، و تجميع الناس اصبح امرا بسيطا جدا ، وحين يجتمعون تتفشى عدوى جرأة التعبير والرفض ، في اجتماعهم قوة وضغوطا ، وهم ادركوا ذلك تماماً ، وصارت الكلمات المفتاحية و أساليب النشر على أوسع نطاق و عوامل رفع معدلات المشاهدة كلها يعرفها مستخدمو الاعلام الجديد ، وينافسون فيه المحترفين ، فاختلطت عوامل بناء المصداقية الشخصية ببناء مصداقية المؤسسات ، وبعد فترة طويلة من استقرار حال الاعلام دراسة ومهنة ، علماً وعملاً واحترافاً ، تسارعت خطى التغيير ولم يعد أمامنا الا التفكير بطرق أخرى لمراجعة ما استقرت عليه احوال الاعلام لعقود 

،،،،،

بناء الثقة مع جمهور الميديا الان 

استخدم الانترنت بكفاءة

اصنع روابط بين موضوعاتك وإنسانيتك ، اظهر الانسان مع الاعلام

اعمل بمفهوم المالتي ميديا وأظهر عبر الصور والكتابات والفيديوهات 

شارك الجمهور افكارك الاعلامية وعبر عن ذلك في كتاباتك او صورك وتسجيلاتك 

عبر عن القضايا التي يثيرها جمهورك عبر الاعلام الاجتماعي و قم بالاشارة الى ذلك  ، crowdsourced ، فالاعتماد على موضوعات الجماهير يشكل جاذبية لدى الجماهير الجديدة ، لكن المشكلة هل البساطة في العلاقة والاشارة الى دور الجماهير يفقد الاعلامي قدرا من مصداقيته الرسمية ، انه خيط رفيع بين الظهور الإنساني والظهور الرسمي مع التجربة والتطور سنصل الى علاقات متوازنة اكثر مع الجماهير ، وسيفهم الجمهور ذلك ويزداد ثقة في الاعلامي الذي يحافظ على ثقته ومصداقيته ، 

المصدر: د نادية النشار
DrNadiaElnashar

المحتوى العربي على الانترنت مسئوليتنا جميعاً د/ نادية النشار

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 943 مشاهدة
نشرت فى 11 يناير 2016 بواسطة DrNadiaElnashar

د.نادية النشار

DrNadiaElnashar
مذيعة و كاتبة ،دكتوراة في علوم الاتصال و الاعلام والتنمية .استاذ الاعلام و علوم الاتصال ، مستويات الاتصال و أهدافه، الوعي بالاتصال، انتاج محتوى الراديو والكتابة الاعلامية ، والكتابة، و الكتابة لوسائل الاعلام الالكترونية ، متخصصة في علوم الاتصال و الاعلام و التنمية، وتدريبات التطوير وتنمية المهارات الذاتية والاعلامية، انتاج »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

592,313