لا يحمل الانسان منزله ليسير به ، بل يحمل مفتاحا ، هذا المفتاح قد تستخرج منه نسخا لباقي شركاء المنزل ، كل منكم يملك نفس المفتاح لنفس المكان ، وهكذا كان الاعلام ، قبل ان يحمل كل منا إعلامه ليسير به في كل مكان وكل وقت ، مُحاصِراً  و مُحٓاصٓرٓاً  ،، بعد تداخل الاعلام مع الكنولوجيا مع الانترنت لنصبح عبر مواقع التواصل الاجتماعي معاً طوال الوقت ودون فواصل ، 

اختفت رسائل التهاني ، والتعازي وجوابات الغرام ، استغنينا عن ساعي البريد الا فيما ندر  ، ربما فقط في بعض المكاتبات الرسمية ،  اختفى التليفون عند البقال ، بل اختفى هذا البقال البسيط وترك مكانه في العديد من المناطق ،  اختفى جهاز الكاسيت والفيديو ، وبعض اجهزة العرض ،  ، التكنولوجيا غيرت حياتنا ، سرعة ، سهولة ، حرية ، انفتاح ، 

وعلى الجانب الاخر ، مشكلة ، عزلة ، رهبة ،غربة ،  عدم انتظام الحياة رغم اتاحة فرص الحياة ٢٤ ساعة يوميا ،

 حققنا معرفة التكنولوجيا فعرفنا الوسيلة في حين أن العلم هو معرفة العلة. السبب  ، و الهدف ، فهل وصلنا للمعادلة الصحيحة لنضمن مزيد من الراحة والاستقرار النفسي ؟ 

مسرحيات من بدايات القرن العشرين ألقت الضوء على الأثر الرهيب للتكنولوجيا ،  الآلة الحاسبة للكاتب الامريكي المر رايس ١٩٢٣ ، الانسان الآلي كارل تشايبك ١٩٢٠  ، العديد من الاعمال الدرامية ، والابداع كله ، تناول الأثر الذي تركته التكنولوجيا على الانسان ، بعدما تأكدوا ان التكنولوجيا ضيقت مساحة العلاقة بين الإنسان  والطبيعة ،  و كذلك بين الانسان والإنسان   ،،

الغرور اصبح سمة مميزة لانسان العصر ، تغيرت التركيبة النفسية لنا ولمن حولنا ، الاندفاع وقلة الصبر ، وانقسام الناس في الجدال الطويل في الاراء ، والأفكار ،  اتاحة الأشياء ، السلع ،  والمعلومات ، والفرص ،  و انتشار كافة وسائل التعلم الذاتي ،، 

كلها أدت الى   سرعة التطور ، والتدهور  في ذات الوقت ، التكنولوجيا وتحديثاتها امور غير مستقرة ، تتغير باستمرار ، حتى اننا لو غفلنا عن المتابعة عدة اشهر ، نتفاجأ  بتغييرات مربكة ، لذا فمناهج الكمبيوتر والعلوم ، كلها في تطور مستمر ، او هكذا ينبغي ان يكون ، حتى مناهج التاريخ والجغرافيا قد تتغير بفعل المتغيرات التكنولوجية ، خرائط جوجل ومحركات البحث التي تقدم لنا الرؤى التاريخية والجغرافية  ،  و تتيح امورا كانت تبدو محسومة لاستفتاء الجماهير ، الامر الذي يعتبره المحللون  مؤثراعلى عملية تدفق المعلومات التي لم تعد في اتجاه واحد ،  ، صحيح ان القوي في كل العصور يتمكن من السيطرة حتى على تدفق المعلومات ، وهي امور موروثة لكن مع التكنولوجيا  اصبح التعبير ،ممكنا والبحث عن وجهات نظر متنوعة اكثر إمكانا ،  

فهل يمكن ان نستثمر هذا التطور التكنولوجي  الذكي ، لنكون اذكياء كما يقتضي الوضع الجديد ،،   ؟هل يمكن ان تنتقل من هذا الحمل الذي نضعه على أكتافنا وأذاننا و بين أيدينا الى استخدامات افضل ؟ 

 

فهل   يمكن ان نستثمر شبكة الانترنت، في  العمل والتعلم الجماعي وكذلك في الاتصال السريع بالعلم والمعرفة وبأقل تكلفة في مشاركة الناس مع المسئولين للخروج بخطط عملية قابلة للتنفيذ بشأن تطوير المناهج الدراسية ,

 

؟

هل نأمل ان تؤدي مناهج التكنولوجيا ، وعلوم الكمبيوتر ، و سهولة التواصل بين الاسرة والطالب والإدارة والوزارة الى تغييرات حقيقية ،،

 

 


(والتكنولوجيا هي التطبيقات العملية  للاكتشافات والاختراعات العلمية المختلفة التي يتم التوصل إليها من خلال البحث العلمي) . 

 

هل مع هذه التغيرات في حياتنا وشخصياتنا   وسيطرتنا  على الطبيعة ، 

وغرورنا  واندفاعنا وقلة صبرنا ، هل ما زلنا نستطيع ان نتدرب ، ونتعلم ، وعدم القدرة على احتمال الشرح والمذاكرة بطرق تقليدية ،،؟  

شاركونا 

المصدر: د نادية النشار
DrNadiaElnashar

المحتوى العربي على الانترنت مسئوليتنا جميعاً د/ نادية النشار

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 99 مشاهدة
نشرت فى 4 سبتمبر 2015 بواسطة DrNadiaElnashar

د.نادية النشار

DrNadiaElnashar
مذيعة و كاتبة ،دكتوراة في علوم الاتصال و الاعلام والتنمية .استاذ الاعلام و علوم الاتصال ، مستويات الاتصال و أهدافه، الوعي بالاتصال، انتاج محتوى الراديو والكتابة الاعلامية ، والكتابة، و الكتابة لوسائل الاعلام الالكترونية ، متخصصة في علوم الاتصال و الاعلام و التنمية، وتدريبات التطوير وتنمية المهارات الذاتية والاعلامية، انتاج »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

626,505