،،،،إيناس جوهر ،، صوتها القمر ،،ضحكتها الفرح ،،  حواراتها البهجة  ،، أداؤها التمثيلي متعة الخيال ،، لم تجمعني  بها سوى مرات محدودة بعد سنوات طويلة من عملي بالاذاعة المصرية ،، في عام ٢٠٠٨ رأت السيدة إيناس ان تقدم اذاعة الشباب والرياضة جرعة ثقافة سياسية للشباب ورشحتني السيدة سهير الباشا رئيسة الشباب والرياضة وقتها لبرنامج سياسي طلبت مني ان أضع له تصورا مناسبا ،، مع سلطان العزيزي وهو صحفي شاب متميز ،  وبعد اجتماعات ولقاءات ،، ظهر بعيدا عن السياسة،، أوراق ومواد،، فنية تيترات وبروموهات ،،عملية انتاج  حقيقية تليق ببرنامج جديد ،، وبدأنا اذاعة البرنامج صباح السبت من كل أسبوع ،، بعد شهور ترك الصحفي الشاب البرنامج لانشغاله الشديد ، بينما استمر البرنامج بجهود كبيرة لأهمية الهدف ،،  كنت اقرا الأخبار الواردة في نشرات الأخبار و التعليقات السياسية ،، اقرأها مهما بلغت درجة تناقضها مع الواقع ،، ثم أناقش كل ما يدعو للنقاش في البرنامج لأفض اشتباك داخلي يؤرقنا ،، ، كنت أقف مع الزملاء في طابور طويل تتخلله بعض المشاجرات التي تصل للسب والتشابك بالأيدي ،،طابور صرف المستحقات المالية ،، اترك الطابور قبل صرف مستحقاتي فمازال طويلا و قد حان موعد نشرة الأخبار اتجه  الى الاستوديو لأقرأ ( ، أكد وزير التجارة والصناعة المهندس رشيد محمد رشيد فى كلمته أمام أعضاء غرفة التجارة الأمريكية  أن الحكومة وضعت كافة الاحتياطيات اللازمة لمواجهة الأزمة المالية العالمية التي تضرب كافة دول العالم .. مشيرا إلى أن النظام المصرفي المصري قادر على امتصاص الأزمة بشكل كامل بدون أية آثار سلبية ) نعم اقرأه هكذا ،،ثم  تنتهي النشرة لأنزل سريعا لاطمئن هل استطاع العامل الذي كلفته بالوقوف مكاني ان يصل للصراف ،، القاعدة تقول ان الخبر مقدس والرأي حر ،، اي خبر وأي رأي ؟؟!!انتظر يوم السبت لأناقش مع المتخصصين وغيرهم ، مع الشباب ،، الباحثين ،،البسطاء ، كيف نقول اننا بخير. ،،هل نحن حقاً بخير ،، ؟؟ هل اقتصادنا قادر على الصمود مع المرتبات التي تتأخر والمستحقات المالية التي يستطيع صرفها من يقف في الطابور اولا ،،، هل وكيف وماذا ومن ولماذا ومتى ،، كل ما تعلمته من فنون الاعلام ،،، ياااااه ،، ما أحوجنا للكلام حين يعبر عن الواقع ويبحث عن مخرج آمن وأمين ،، ما أحوجنا ،، عام ٢٠٠٩ ،، توقف البرنامج بقرار اداري لعدم الحاجة  لجرعة سياسية ( وليتهم ما فعلوا)  ،، السياسة خطر ولابد ان تعود لتكون خطا احمر ،،  بعد ثورة يناير ٢٠١١ عاد برنامج بعيدا عن السياسة لخريطة برامج الشباب والرياضة ، بقرار من رئيس الشبكة الجديد عمر عبد الخالق ، الذي تأكد مع الوقت ان شباب مصر لابد لهم من  التحدث  والفهم  والنقاش في كل المجالات ،، فقد رأينا ما فعلته الآراء المكبوتة ،، والآراء المعلنة دون استعداد ،، واستمر البرنامج  لمدة اربع سنوات مواكبا كل الأحداث التي تمر بها بلادنا مع إعلاء قواعد الاعلام المهنية ،،  في رمضان توقف البرنامج لإخلاء الساحة الاذاعية للمسابقات والإعلانات و الفنانين ،  والرياضيين وبعض البرامج الاخرى التي تناسب رمضان ( إعلاميا ) ،، وكصائم ينتظر أذان المغرب أعددت الحلقة الاولى في اول سبت بعد العيد مباشرة   لاتفاجأ ان أذان المغرب الذي انتظر لم يحن ،، وتخبرني الادارة ليلة العيد بإلغاء برنامجي في مخالفة  لكل الأعراف الاذاعية  التي تضع لفريق العمل فرصة لإنهاء خطتهم ووضع خطة وبرنامج جديد ،، و تكليفي ببرنامج اخر ،، مصر اللي جاية ، نعم عنوانه مصر اللي جاية ،، حاولت إقناع ادارة شبكة الشباب والرياضة باستمرار البرنامج   ،، لم افلح ،، فعبرت عن اعتراضي المهني والإداري ،، وذهبت بالتزام وظيفي في اول سبت بعد العيد لأنفذ برنامجا لم أضع له خطة ولا عنوانا  ،،،،في الاستوديو ،، فرحت جدا  بمستمعين يسألون عن برنامجي  ،،نعم برنامجي ،، كلفت بالتفكير فيه ووضع عنوانه و خطته  مع فريق عمل متكامل ،، جهد سنوات مع الاعزاء   هبة الشرقاوي  وعايدة طه و محمد نور ،،   ،، لكنني غضبت جدا حين تم توجيه الاتهام لإذاعتي انها منحازة او تسعى للفرقة ،، باختيار عنوان  هو شعار لحملة انتخابية للسيد حمدين صباحي المرشح الرئاسي السابق ،، خاصة وان اذاعة البرنامج العام تقدم برنامجا بعنوان تحيا مصر ،، فبدا الامر وكأننا نلهث في سباق شقاق جديد ،،   حتى ان احد المستمعين اقترح ان نفض التشابك المفتعل ببرنامج ( تحيا مصر اللي جاية ) لإرضاء المستمعين ،، فلا الوقت يسمح بسوء الظن وإثارة الشكوك حول من تدعم الاذاعة المصرية ،، ولا الأحداث ينقصها البنزين او النار ،، ،،، عملت تحت ضغوط حقيقية  ،، لاحداث التوازن بين هدف عام وبين انخراط المستمعين في تأويلات اخرى ،، تذكرت القاعدة الإدارية ان كل عمل ناجح بحاجة إلى ثلاثة عناصر من البشر :1. المديرون.2. العاملون.3. المبدعون.والتوافق بينهم ضرورة نجاح ،،  فالنوع الاول والثاني لا يقوم عمل بغيرهما ،، والثالث لا يتميز عمل الا به ،، ادارة الفرد الواحد  لم تعد تصلح ، كذلك ادارة ذبح القطط لم تعد تخيف بعد ما شاهدنا يوميا ذبح البشر  ، والسكوت الاعلامي عن  اهمية خطط التغيير لم يعد لائقا ،، وسكوت الاعلامي عن ما يتعرض له من ضغوط لم يعد يٌحتمل خاصة مع تراكم مشكلات ماسبيرو ،، أعان الله المسئولين المخلصين فيه على المواجهة  والتصدي ،،، فلو تطرح الافكار للنقاش والإعداد واختيار الفريق ،،لتحقق التناغم بين كل العناصر ، لكنا وجدنا أنفسنا امام برنامج أعده أصحابه كم واختاروا له عنوانا ووضعوا له أهدافا وخطة عمل ،،  قبل  ست سنوات  تشاركنا كما تشارك غيرنا في وضع خطة البرامج  ،، فهل أتعجل النتائج حين أطالب بأبسط القواعد ،، موجتان ثوريتان وثمن ضخم ما زال يدفعه الجميع ، وماسبيرو كغيره من المؤسسات ،، ماكيت ثلاثي الأبعاد بالنسب والتفاصيل ، نموذج مصغر لمصر الكبيرة ،، 
المصدر: د نادية النشار
DrNadiaElnashar

المحتوى العربي على الانترنت مسئوليتنا جميعاً د/ نادية النشار

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 56 مشاهدة
نشرت فى 8 مايو 2015 بواسطة DrNadiaElnashar

د.نادية النشار

DrNadiaElnashar
مذيعة و كاتبة ،دكتوراة في علوم الاتصال و الاعلام والتنمية .استاذ الاعلام و علوم الاتصال ، مستويات الاتصال و أهدافه، الوعي بالاتصال، انتاج محتوى الراديو والكتابة الاعلامية ، والكتابة، و الكتابة لوسائل الاعلام الالكترونية ، متخصصة في علوم الاتصال و الاعلام و التنمية، وتدريبات التطوير وتنمية المهارات الذاتية والاعلامية، انتاج »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

612,116