كلية الاعلام جامعة القاهرة ، الكلية البيت ،، والاصدقاء الأهل ، الأساتذة الخبرات ، هكذا بالفعل كانت كلية الاعلام جامعة القاهرة بقاعاتها الحافلة بالافكار ، ومدرجاتها المليئة بمحاضراتها ، وسلالمها بنقاشاتها وبهجتها ، ، وحوائطها ، بمجلاتها وإعلاناتها ، لم تكن مجرد مكان ، ولا دراسة ، وكتب واوراق ، ان الأثر العميق الذي تركته هذه الكلية التي كانت وقت التحاقي بها ، في النصف الثاني من الثمانينات ، كلية متفردة متميزة لا نظير لها ، لا في مصر ولا في عالمنا العربي ،،
كان مجتمع الكلية حافلا بالتنوع ، حتى انك تجد فيه كل الناس ، الثقافات ، الإبداعات ، الرحلات ، الأبحاث ، التدريبات ،الانشطة ، حتما ستجد لنفسك مكانا مهما كنت وكان اختلافك ، وتميزك،،
وجدت في النشاط الطلابي ، واتحاد الطلبة ، عالما تلتقي فيه كل الدفعات ، على اختلاف سنوات الدراسة ، يتبادلون الخبرات والاهتمامات ،، و منذ التحاقي بالكلية انخرطت في المشاركة في الانشطة الطلابية واتحاد الطلبة ،،واول وجه قابلته في النشاط الثقافي والندوات والمهرجانات الأدبية ، هو هذا الراقي الرائع ، الخلوق ، السيد حسن ، التقيته قبل شهور من تخرجه ، لكنّ هذه الشهور كانت بحجم السنوات ،
مررت بظروف صحية في الفرقة الاولى بالكلية ، وحين كنت اضطر للذهاب للكلية لتسليم بحث ، او ورقة عمل ، كان اخي يقوم بتوصيلي للكلية ، لأجد اخي الجديد الذي أهداه الله لي يقدم كل ما بوسعه للعون والمساعدة ، وهكذا كان طوال الوقت ،،
وكما سبقني بسنوات الدراسة ، سبقني الى الاذاعة المصرية ، لأجد لي سندا ودعما قويا داخل هذا المكان الحلم ( الاذاعة المصرية العظيمة ) ، قدم البرامج ، وكتب العديد من الافكار والحلقات ، قدم في عالم الصحافة جهودا متميزة ، وفي عالم الشعر والأدب كتب نفسه ، وقدم غيره بحب كبير وتقدير ، قدم البرامج والأمسيات ، الصالونات الادبية ، الكتب ، المجلات ، راجع وصحح اللغة العربية (وهو واحد من عشاقها الذين منحتهم الكثير من اسرارها ) في الاعمال المكتوبة وعدد من الاعمال الدرامية ،، يحيا عالمه الخاص بكل تفاصيله ، المزعجة والطيبة ،، المبهجة والمؤلمة ، لا أراه مذيعا ولا شاعرا ، لكنني أراه مفكرا عميقا مرتبا ، منطقيا ، تظلمه طباعه ، وتنصفه في ذات الوقت ، ، فبين بساطته ، وعمق افكاره ، وبين ترفعه ، و تواضعه ، في ذات اللحظة ، قد تفلت الفرص المتاحة وهي كثيرة لكنه لا يغتنمها غالبا ، يجود بالمشورة الصادقة والتعاون المثمر ،، كريم الخلق والعطاء ،، حين يتصدى لاي عمل فثق انه لم يفعل ذلك الا بعد تفكير ودراسة ، وعلم انه يتقنه ، يحترم تاريخه وحاضره منذ ان خط فيه السطر الاول ،،
الكبير ، الأهل ،، هكذا تستشعر وجوده ،، ولولاه ربما لم أكن لأتم بحثا او خطة عمل ،، كان اول قاريء وناقد لاذع ، ومصحح ،، هو مستشار امين ، يخلص للآخرين قبل نفسه ،، يؤثرهم ،،،،، وعند الاحتياج تجده فورا ودون تردد ،،
نلتقي ونتباعد ،، نتفق ونختلف ،، و ربما تمر الشهور و السنوات ولا يجمعنا لقاء ، لكن يكفي انه هنا ،، حاضر في المكان والزمان ،
،،
لم اتعلَّم منه خطه المنمق ، و توكيد نطقه للكلمات ، وطريقته في الالقاء ، وما عدا ذلك فقد تعلمت منه ما لا استطيع عده ،، السيد حسن ،، ان أعرفك هذا شيء عظيم .