يحتاج الإنسان ان يظهر و ان يراه الاخرون، و يسعد بان المحيطين به تفاعلوا معه و رأوه، و يظهر هذا في مزاحل الطفولة المبكرة، فيستخدم مهارات الاتصال و يطورها وفقا لبيئة الاتصال و دعمها لسلوكياته الاتصالية اللفظية و غير اللفظية،

يسعى الإنسان لاشباع هذه الرغبة، و اذا لم تشبع فانه يواجه سلسلة من الاضطرابات،

و غالبا تؤثر الأسرة على الابناء و ينمو هذا التأثير مع الوقت، حتى ان كثيرا من فرط الحاجة إلى الاتصال و الظهور و الرغبة في التفاعل و مشاكل التفاعل تحدث في حالة عدم الاحساس بالتحقق و الظهور و التفاعل المبكر، من خلال دعم الاب و الام للأبناء و بناء علاقة الامان و الحب، و اشعارهم بانهم مرئيين، 

تتجلى هذه المشكلة بأساليب عديدة حال اختفاء احد الابوين، سواء برحيله او انشغاله،

فاختفاء الاب له تأثيرات، و اختفاء الام له تأثيرات، و من المهم الانتباه المبكر لمعالجة هذه التأثيرات،

اما اذا حدث و لم تتم المعالجة في وقتها، فهنا ينبغي على الإنسان ان يراقب نفسه بوعي و يعيد التعامل مع ذكريات الطفولة المبكرة، للتشافي و تجربة نماذج اتصال افضل مع ذاته و مع العالم المحيط و مع الناس بتنوع درجات القرب و التفاعل، 

الملاحظة هنا ان كثيرا من النساء و الفتيات يظهرن سلوكيات اتصالية مبالغ فيها و  ملفتة حال وجود الطرف الاخر، لدعم التحقق الانثوي عن طريق لفت الانتباه و الاحساس بالرضا و الاعجاب من الطرف الاخر،

و هكذا يحدث عند بعض الرجال و الشباب، 

حيث يعتبر رضا الطرف الآخر و رؤيته اعتراف بالوجود و التحقق، و يكون هو الداعم الاساسي لوجود هذا الإنسان، 

هم او هن يواجهون مشاعر عدم الاستحقاق الداخلي لانهم لم يحصلوا عليه في توقيته المناسب،

أحيانًا نجد ارتفاع صوت الضحكات، او كثرة الكلام، او المبالغة في التزين و استخدام العطور،. الملابس، و هكذا، و قد لا يكتفون بشريك واحد و انما يسعون للتعدد من اجل الدعم و المساندة،. و يخسرون كثيرا من الأصدقاء في سبيل ذلك، فاحيانا يكون اغراء الحصول على التحقق الذاتي من خلال دعم الطرف الاخر male validation او ال  female validation سببا في العديد من مشاكل العلاقات، مع افراد الأسرة او الأصدقاء، خاصة حين تختلط المشاعر بين الحاجة إلى التحقق و الحاجة إلى الحب،

و يفقد الإنسان في هذه الحالة الكثير من مهارات الاتصال، فقد يتجاهل الآخرين، و يبدي اتصالا غير متوازن مع المحيطين حتى يلفت نظر الشخص المستهدف ضاربا عرض الحائط بالقيم الاجتماعية و التقاليد المتبعة، و تظهر منه اشارات سواء لفظية او غير لفظية قد تسبب له و لمن حوله العديد من المشكلات و الانتقادات و الاحكام المسيئة له، اما اذا راقب الإنسان نفسه بوعي استطاع ان يحقق اتصالا افضل بتوازنات و قيم و يعالج النموذج الذي اعتاد عليه باتخاذ قرار حاسم بالتعديل و الصبر على التعديل حتى يدعم ذاته بمهارات اتصال افضل تحفظ له قيمته و انسانيته، ( يمكن مراجعة  موضوعات الاتصال الذاتي على موقعي ) 

هنا هل نساندهم ام نتصارح معهم ام نتصارع؟

الحقيقة انه يمكنك ان تساند في حالة واحدة فقط هي حين تكون  المسئول المباشر عنهم، مثل  الاب، الام، او احد الاخوة او الاصدقاء من اهل الثقة و الخبرة،. اما اذا كنت في اي علاقة أخرى فلا يمكنك المساندة و اذا لم يلاحظ الإنسان  ذلك في نفسه و يطلب المساعدة فلا تعرض عليه لانه غالبا سينكر او يغضب او يعادي، 

المصدر: دكتورة نادية النشار
DrNadiaElnashar

المحتوى العربي على الانترنت مسئوليتنا جميعاً د/ نادية النشار

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 764 مشاهدة

د.نادية النشار

DrNadiaElnashar
مذيعة و كاتبة ،دكتوراة في علوم الاتصال و الاعلام والتنمية .استاذ الاعلام و علوم الاتصال ، مستويات الاتصال و أهدافه، الوعي بالاتصال، انتاج محتوى الراديو والكتابة الاعلامية ، والكتابة، و الكتابة لوسائل الاعلام الالكترونية ، متخصصة في علوم الاتصال و الاعلام و التنمية، وتدريبات التطوير وتنمية المهارات الذاتية والاعلامية، انتاج »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

644,375