الحساسية كما وردت في التعريفات العلمية و الطبية هي رد فعل شديد و قد تصاحبه خطورة نتيجة  ظهور جسم غريب. و قد يعاني الانسان اثار صدمة أو هبوط مفاجىء في ضغط الدم وصعوبة في التنفس.

هذا على المستوى الجسدي المادي و منه يمكن ان نعرف الاشخاص اصحاب  الحساسية العالية بأنهم اصحاب  الاستجابات البدنية والعقلية و النفسية الكبيرة  للمؤثرات الخارجية البيئية والاجتماعية أو من داخل الشخصية نفسها.

مرهفو  الحس ، اصحاب  "الحساسية المفرطة" (Highly Sensitive Person) ويرمز إليهم  اختصارا (HSP). انهم  يواجهون العالم بشكل مختلف ،  

اذا كنت كذلك فأنت  مميز جدا ، لكنك ستدفع الثمن ، و معك  20% من سكان العالم تقريبا بنفس هذا التميز المرهق ، 

هل تريد ان تستمر في هذا الإجهاد المتواصل ام  تقرر شيئا اخر لتقليل الإجهاد النفسي و الإرهاق الذي يستغرق وقتك ؟ 

يقول بريستون ني، وهو أستاذ في دراسات العلاقات الانسانية ،  و ألف كتابا  يركز على سمات   الاشخاص  مفرطي  الحساسية، و التي تؤثر سلبا على صحتهم وسعادتهم   ، بعنوان  "Are You Highly Sensitive? How to Gain Immunity, Peace, and Self-Mastery" 

وعلى الرغم من وجود إيجابيات  كثيرة عند اصحاب الحساسية المفرطة ، مثل مقدرتهم على الاستماع و التفاعل مع الاخرين ، بشكل مريح للاخرين لانهم يفهمون احتياجات الناس ، و يلبونها غالبا و قد يشعرون بمسئولية تجاه ذلك  ، لديهم القدرة على الاستمتاع والتأكيد، والتعاطف والحدس، وفهم أفضل للآخرين وتقدير الاحتياجات،  

الا انهم من اكثر الناس معاناة خاصة في مرحلة الطفولة و الشباب و قد يستمر هذا الإجهاد اذا لم تتطور خبراتهم الحياتية للتعامل مع انفسهم بشكل افضل ،

في بعض الأحيان تصبح  الحساسية المفرطة  مصدرا للتوتر الشديد  على صحتهم الجسدية و النفسية  وعلاقاتهم  مع الآخرين  وسعادتهم  ، وفعليا 

وتم تصنيف مفرطي الحساسية  في ثلاث فئات، وهي حساسية الفرد تجاه نفسه، وحساسية الفرد تجاه الآخرين، وحساسية الفرد تجاه بيئته.

 الأولى: و هي تصنف وفقا  لحساسية الانسان  تجاه نفسه، حيث يتميز هؤلاء ب

 تراكم الخبرات السلبية و صعوبة نسيانها او تجاوزها على الاقل 

 معاناة في عاداته اليومية خاصة المتعلقة بالأكل و النوم فنجدها سريعا ما تتأثر 

معاناة من صداع و ضغط عصبي و توتر 

يثيره و يغضبه المواقف غير العادلة او عدم ادراك العلاقة بين الاسباب و النتائج 

يخشى رفض افكاره او رفضه في ذاته

يحمل نفسه مسئولية النتائج و يلوم نفسه ، و قد يصل الى جلد الذات و يقضي في ذلك وقتا ثمينا

 

 توقعاته سلبية غالبا تجاه نفسه  “لن يحبني أحد”، 

الفئة الثانية: تقاس وفقا لحساسية الانسان  تجاه الآخرين ، و يتسم هؤلاء بعدة صفات اهمها

فرط التفكير في انطباع الناس و ارائهم بشأنه 

يتألم بسهولة و يشعر بالأذى النفسي و الجروح 

يفسر المواقف بمركزية شخصية دون النظرة العامة لوجهات نظر أطراف اخرى في مواقف الحياة 

لا يتقبل النقد من الاخرين بل يعتقد انهم متسرعون في اصدار الأحكام 

يمكن استفزازه بسهولة

لديه حالة من يقظة الذهن الدائم و الوعي في كل علاقاته 

لا يفضل الشكوى و لا يعبر عن مشاعره السلبية ، و لا يناقش مواقفه و خبراته السلبية مع الاخرين اعتقادا انها ضعف 

لا يتكيف اجتماعيا بسهولة مع الاخرين خاصة الجماعات 

يواجه مواقفه بعواطف سلبية مثل القلق والتوتر عند التفاعل مع الآخرين.

يقارن نفسه بالآخرين شكلا و مضمونا، و يمر بأحاسيس مؤلمة نتيجة ذلك 

الفئة الثالثة: وفق حساسية الانسان  تجاه بيئته

يرتبك اذا صادف أحداثا كثيرة في وقت واحد 

لا يحتمل الضوضاء الكثيرة و لا الأصوات العالية و لا الاضواء الكثيفة او حركة مرور سريعة المهم انه يرتبك بتعرض بيئته المحيطة الى متغيرات مفاجئة مزعجة له 

لا يحب التعرض لاخبار سلبية او عروض مخيفة او دخول الملاهي 

لا تسعده متابعة اخبار الناس لكنه يتابعها و يستاء

،،

هذه الشخصيات في كل الفئات تحتاج الى  إدارة الحساسية المفرطة  و التزود  بالحصانة العاطفية والتفكير باسترخاء و سلام

التدرب على تخفيف الاستسلام للتوقعات  وتخفيف الحماس المفرط أو الخوف الزائد،

تفيد ورش عمل و تدريبات مهارات التواصل  و علوم الاتصال في اكتساب تقنيات أفضل للتعامل مع الذات و مع الاخرين ،

عدم التسويف و مراعاة عنصر  الوقت، و لا تنتظر حتى يأتي الوقت المثالي لانه لن يأتي ابدا ، اذهب في الوقت المناسب او الأقرب للواقعية و ليس للمثالية ، حتى تنجز 

فكر جيدا قبل المواقف حتى تكون مطمئنا انك في وضع الاستعداد و بعد ذلك اقبل على حياتك ، لا تتردد 

فكر قبل الرد لا تخسر بسبب الاستفزاز الناتج عن فرط الحساسية 

ابتعد عن كلمات دائما ، ابدا ، لا يمكن، مستحيل ، انها مبالغات غير واقعية

ضبط النفس و الهدوء ، يمكنك اتباع قانون ست ثوان من الصمت قبل الرد

المراقبة للذات تزيد من الوعي ، و في وعيك كن واعيا بذاتك و بكل عناصر المواقف ، لتكن موضوعيا

لا تتسرع بإطلاق الاحكام ، بل ان مستوى تطوير و نضحك يقاس بقدرتك على عدم اطلاق الاحكام ، انها ليست مسألة سهلة ، اعتن بمن حولك و لا تحكم عليهم 

غبر ببساطة ، و تقبل كلام الاخرين ، و امتلك زمام الرد ، المبادرة ، المغادرة ، ببساطة جدا 

المرح حل ساحر لحياة افضل 

تقبل ان هناك الكثير من وجهات النظر و اننا نختار 

 

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

مصادر و مراجع

سيكولوجي توداي 

مايو كلينك

بعض تقارير منظمة الصحة العالمية 

كتابي الاعلمة 

مجموعة مقالات  لي حول موضوع السيكو اعلام 

المصدر: د نادية النشار
DrNadiaElnashar

المحتوى العربي على الانترنت مسئوليتنا جميعاً د/ نادية النشار

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1080 مشاهدة

د.نادية النشار

DrNadiaElnashar
مذيعة و كاتبة ،دكتوراة في علوم الاتصال و الاعلام والتنمية .استاذ الاعلام و علوم الاتصال ، مستويات الاتصال و أهدافه، الوعي بالاتصال، انتاج محتوى الراديو والكتابة الاعلامية ، والكتابة، و الكتابة لوسائل الاعلام الالكترونية ، متخصصة في علوم الاتصال و الاعلام و التنمية، وتدريبات التطوير وتنمية المهارات الذاتية والاعلامية، انتاج »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

644,107