فقدان التوازن في عمليات الاتصال يؤدي في النهاية إلى خلل و الثمن لابد ان يدفعه احدهم! و تظهر مشاكل التعلق و ما يتبعه من افكار و مشاعر و سلوكيات مؤذية للمتعلق و لمن حوله،

و الاخطر ان تتعلق بمن لا يتشبث بك ، و تتعلق بما لا يناسبك او يضرك ، و هذا يحدث كثيرا 

اذا كان في بعض التعلق ضرورة و منطق ، لكنه حتى في الضرورة خطر اذا تمادى الانسان فيه ، و الفطام يحدث مع اقرب المقربين ، و اذا تأخر الفطام او لم يحدث نجد التدخلات الصحية العقلية البديلة حتى مع الأطفال  لعلاج اضطرابات التعلق. 

التعلق ، علاقات ، الصداقات  ، العواطف ،  العلاقات الرومانسية عن بعد او من طرف واحد ، وأحيانا التعلق في العلاقة بالجماد  و الاماكن و العطور و الاغاني ، التعلق بالتكنولوجيا ، بشبكات التواصل بل اننا احيانا نستمد تقدير الذات من عدد الاعجابات بما نضع ، فينجرف الكثيرون وراء ذلك دون نظر في هدف محدد وراء ما أضعه على صفحاتي ،

العلاقات جميلة فرق كبير بين الشجن و الحنين و الحزن ،

،،

في بعض الأحيان كما قال عمر المختار في موقف مختلف ( من الأشجع الا نموت )

(عمر المختار : من الأشجع أحيانا ألا يموت المرء، ما ضاع قد ضاع.. نحن نعلم أن عائلتك هناك ولكن الوقوف  امام العدو يعنى الموت هناك) 

و كان متعلقا بوطن لكن تعلقه الايجابي حافظ على حياته من اجله ، فما بالك حين ندخل في علاقات مؤلمة ، من الأشجع احيانا الا نموت

،،،،

في بريدك ترفق Attachment   بعض الرسائل لا معنى لها دون متعلقاتها ، و بعض الرسائل بها كلمة لها اهمية خاصة ،

، و أعراض التعلق المرضي  لا استطيع الاستغناء مهما حاولت ، تحدث لي اضطرابات نفسية لو فكرت في فُض التعلق ، تقدير الذات ضعيف و احيانا يظهر في صورة ان أبدو انني الافضل ،  القاء اللوم الدائم على الشريك او الطرف الاخر في العلاقة  ، فقدان الدور الاسري و المجتمعي ،  

(نموذج الاضطراب النرجسي الذي كثر الحديث عنه يتعلق و لا يستمد تعاليه و احساسه بذاته من احتياج الناس له بل ان  الحقيقة انه يحتاج خضوعهم و يتعلق به اكثر مما يتخيل ( اضطراب الشخصية النرجسية)) 

و الشخص الاعتمادي يتعلق باشخاص يقودونه حتى لو كان تعلقا تاما سلبيا مزعجا يفقده تقديره لذاته ،

 

في حلقة سابقة تكلمنا عن حرف T هذه العصا الأفقية تقف على الرأسية لو تحركت العصا الرأسية انهارت الأفقية

بينما العلاقات الطبيعية احتياجات متبادلة حرف H

علاقة تربط بين طرفين  يستمد كل منهما طاقة من الاخر، و يتحقق التوازن في عمليات الاتصال  بكل مستوياته، 

فرط التعلق يفقدك تركيزك الدراسي و نجاحك العملي ، و الاسري ، يفقدك البهجة ، جريا وراء بهجة طارئة تحدث كومضة مؤقتة و تنطفيء ، لا تنجرف ، ،،،

كانت بداية دراسات التعلق و نظرياته في ستينيات القرن الماضي لدراسة تعلق الاطفال بمن يقدمون لهم الرعاية الاب الام الجد الخالة ، عاملات الحضانة  ، إلى أن توسعت هذه الدراسات  لتشمل علاقات الكبار البالغين، منذ  الثمانينات ، ووجدوا تقاربا كبيرا في انماط التعلق بين كافة الاعمار ، و تم  تعريف  أربعة أنماط رئيسية من التعلق  تؤثر على مسار العلاقات في الكبار البالغين و هذه الأنماط حين تعرفها تستطيع وضع نفسك فيما ينطبق عليك :

  • نمط التعلق الآمن ، ينتج هذا النمط  من خبرات شعورية جيدة من التفاعلات الدافئة و العلاقات الطيبة .  تدعم تقدير الذات و التكيف مع الاخرين ، و حتى مع انفسهم ، يشعرون بالراحة مع المقربين في علاقات عميقة و يشعرون بالراحة في الاستقلال ، توازن دائم بين علاقتهم بأنفسهم و علاقاتهم  مع الاخرين ، اصحاب أنماط التعلق الآمنة ملتزمون تجاه علاقاتهم ، و يكون لديهم علاقات طويلة الأمد، 

     

  • نمط التعلق القلق/المشغول ، مشغول بغيره و بمن تعلق به ،  يريد الاقتراب من الاخر لكنه حساس جدا تجاه هذا الاخر اذا اعتقد انه متردد في التقرب منه بنفس الدرجة ، اذا لم يدخل في علاقات وثيقة لكنه يقلق اذا الاخر لا يقدره بنفس الدرجة او لم يعبر عن ذلك ، يوافق يستجيب لكل ما يشعر انه يقربه من الاخر يختفي قلقه اذا اقترب من كل ما تعلق به ،، و هؤلاء  الذين يعانون من نمط التعلق القلق/المشغول غالبا ما يجدون أنفسهم في علاقات طويلة الأمد  ايضا ولكنها علاقات مجهدة و غير سعيدة، وغالبا ما ينطوي نمط التعلق القلق على الخوف و الشكوك  لذلك يبقى في علاقات طويلة الامد لانه خائف لكنها علاقات لا تمنحه السعادة   .
  • نمط التعلق الرافض/المتجنب ، يقاوم  العلاقات أساسا يراها تفقده الاستقلال ، يقدر الاخرين بدرجات اقل و احيانا غير موضوعية ، يدخل في علاقات سطحية و يراها افضل كثيرا له ، لإنكار و تجنب العلاقات الوثيقة ، يخفون مشاعرهم و يتجنبون كل ما يعتقدون انه من الممكن التعلق به ، ينكرون احتياجهم لاحد ، لا احد يعتمد علي و لا اعتمد انا على احد ، شيل ده من ده يرتاح عن ده ،
  • نمط التعلق الخائف/المتجنب ، غالبا ما يتجنب هذا الانسان التعلق لتعرضه لصدمات في خبراته السابقة ، يتمنى أن يدخل في  علاقات  وثيقة. لكنه يشعر  بعدم الارتياح في التقارب قليل الثقة بذاته و قدراته على التصرف في حالة ما اذا تخلى عنه  الذي تعلق  به و كذلك لا يثق بالآخرين ، مشاعر مختلطة ، مرتبكة ، اريد و اخاف ، 

كلما كانت الافكار التي بداخلنا عن انفسنا و عن الاخرين ايجابية كلما دخلنا في علاقات آمنة

لا ندعو لتفكيك العلاقات ، و فقدان الاتصال بين الناس بل الدعوة لتحقيق جودة الاتصال، حتى حين يحدث  عكس ما نريد ،  فماذا بعد تفكك العلاقات ،  القلق و الالم و الحزن ، حتى يصل الانسان  إلى قبول هذا التفكيك ، و هذه الخسارة  ، و يمضي في الحياة بخبرات جديدة تؤثر على مسارات مستقبلية ، و كل يتصرف وفق نمطه ، فأصحاب   النمط الآمن يميلون للبحث عن الدعم،  و يحاولون تصحيح مسار العلاقة و التفكير الايجابي لأنفسهم و للاخرين و اصحاب  النمط التجنبي يميلون إلى التقليل من قيمة العلاقة، و يسعون للانسحاب. أما الأشخاص ذوو النمط القلق فهم  يسعون الى التكيف مع توترهم بعد انتهاء العلاقات،  و في كل الحالات يميل الأفراد ذوي النمط الآمن إلي تقييم التجربة بشكل أقل سلبية من الأفراد ذوي الأنماط الأخري. 

مفاتيح اساسية : 

الفعالية في اسرتك و مجتمعك و عملك و دراستك ،

الهوايات ، الاعمال التطوعية ، الاصدقاء ،

القراءة ، التعلم ، التعرض لمحتويات عبر الوسائط الاعلامية الايجابية ، المرونة ، الحدود التي تضعها لنفسك و من حولك و ما حولك ، ابق فترات محددة مع نفسك من اجل المراجعة ، سنحاسب فرادى فلا تبالغ في علاقات تؤلمك 

 

المصدر: د / نادية النشار
DrNadiaElnashar

المحتوى العربي على الانترنت مسئوليتنا جميعاً د/ نادية النشار

د.نادية النشار

DrNadiaElnashar
مذيعة و كاتبة ،دكتوراة في علوم الاتصال و الاعلام والتنمية .استاذ الاعلام و علوم الاتصال ، مستويات الاتصال و أهدافه، الوعي بالاتصال، انتاج محتوى الراديو والكتابة الاعلامية ، والكتابة، و الكتابة لوسائل الاعلام الالكترونية ، متخصصة في علوم الاتصال و الاعلام و التنمية، وتدريبات التطوير وتنمية المهارات الذاتية والاعلامية، انتاج »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

591,696