وفي ظل إنتشار العديد من الجمعيات الأهلية في المجتمع المصري والتي تقوم على أعمال جيدة في الإطار الإجتماعي وبعد أن بدأت تكبر وتتوسع نشاطاتها إتجهت للإعلانات عبر الشاشات لكي تعرض على الجمهور ما تقوم به من أعمال وإنجازات.
ولكن هنا أستوقفني الكثير من هذه الإعلانات التي تمس فئة ذوي الإعاقة من ضمن نشاطات هذه الجمعيات إعلانات تستخدم أسلوب الإستعطاف تارة وأسلوب إظهار الشفقة تارة أخرى. والقاسم المشترك بين هذه الإعلانات هو تشويه صورة ذوي الإعاقة أكثر ما هي مشوهة فثقافتنا المجتمعية كلها تشويها لذوي الإعاقة وتأتي هذه الإعلانات لزيادة التشويه. من قال لكم أننا لا نستطيع العمل بسبب إعاقاتنا من الذي أوحى إليكم أننا ونحن ذوي إعاقة أننا متسولين هل إقتربتم من واقعنا ولماذا رسم تلك الصورة البشعة والمشوهة لدى المتلقي عنا. هل نحن لسنا أناس لنا إحساسنا ولنا مشاعرنا التي حينما نشاهد هذه الإعلانات تصاب بالغضب والحزن الشديد لماذا تغفلون دائما أصحاب الشيء وما هو موقفهم حينما يشاهدون أو يسمعون هذه الإعلانات وهل فكرتم في ما هو موقف الأسر التي بها أشخاص من ذوي الإعاقة هل فكرتم في نظرة الوالدين والإخوة حينما يشاهدون هذه الإعلانات؟ لو فكر قليلا من يقومون بعمل هذه الإعلانات بهذه الأسئلة وأجابوا عنها بشكل صريح لما رأينا هذه الإعلانات التي تشوه الصورة بالكامل في المجتمع. وبعيدا عن هذا كله أليس من المفترض إظهار الجانب الإيجابي فينا كذوي إعاقة بدلا من إظهار الجوانب السلبية التي تزيد من نظرات المجتمع السيئة لنا ما المانع من إظهار ما يستطيع فعله ذوي الإعاقة ونحن على إعاقاتنا المختلفة وللعلم نستطيع أن نفعل الكثير والكثير وليست الإعاقة هي المانع لنا من عمل أي شيء. كفاكم إتجار بنا كفاكم إستغلال إعاقاتنا في حملاتكم الإعلانية كفاكم تشويه لنا كفاكم مزايدة بنا. وللأسف الشديد قد فقدت الإنسانية منا وأصبحنا لا نراعي مشاعر الآخرين وفقد إهتممنا بما هو يجعل ما نفعله ظاهرا للناس ولن نهتم بأصحاب القضية أنفسهم وكم ما تسببه هذه الإعلانات من جرح لهم ولكبريائهم المهم أن نصل ولكن على حساب من لا يهم على حساب كرامة من لا يهم على حساب صورة من لا يهم على حساب شخصية من لا يهم لا يهم المهم فقط زيادة لأرصدة هذه الجمعيات فقط في البنوك. أرفض جملة وتفصيلا جميع الإعلانات التي تقوم بها الجمعيات الأهلية التي تشوه صورة ذوي الإعاقة في المجتمع وتجعل نظرة الناس لذوي الإعاقة أننا فئة عالة على المجتمع بإعاقتها وأننا فئة كل ما تهدف إليه هذه الإعلانات أني أحتاج للشفقة والعطف من الآخرين. لسنا متسولين بإعاقاتنا لأحد كما تظهرنا هذه الإعلانات لكم ولسنا كما تظهرنا أليكم هذه الإعلانات أننا عبء على المجتمع ولسنا كما تظهرنا هذه الإعلانات لكم أننا أشخاص قليلو الحيلة ولسنا كما تظهرنا هذه الإعلانات لكم أننا أشخاص سلبيين ولا نقوى على العمل بسبب إعاقاتنا. إلى أصحاب الجمعيات الخيرية سؤال لكم أختم به كلامي. هل لو كان ابنك ذي إعاقة ترضى أن تعرض صورة سلبية عن إعاقته بهذا الشكل على المجتمع؟