رغم انه فقد بصره وهو ما زال في التاسعة من عمره فإن هاشم النعسان الشهير بعم أبو صبحي، فإنه يملك مهارة عالية في إصلاح السيارات على مدار 50 عاماً، فقد تحول إلى منقذ لزملائه ولمهندسين متخصصين في نفس المهنة، عندما كانوا يعجزون عن إصلاح عطل ما، ليتمكَّن هو بمجرد سماع صوت المحرك وتلمسه من معرفة الداء ووصف الدواء.

 

إستطاع ان يطور نفسه في مجال

 الميكانيكيات بشكل كبير

 

وقال النعسان: "إن مهنة الميكانيكا تشبه تعلم الأبجدية التي تخولنا أن نركب من 28 حرفًا كلمات لا تحصر ولا تعد؛ لذا عندما يحفظ المرء الأساسيات والأجزاء وعمل كل منها يكون قد أتم قواعد المهنة".

 

وبموجب تلك القناعة لم يعجز "أبو صبحي" بفضل الله يوماً عن إصلاح أي محرك، والطريف في الأمر أن الرجل يتقن أسماء القطع والمفكات التي يستعملها باللغتين الإنجليزية والألمانية، إضافة إلى العربية، على رغم أنه لم يلتحق بالمدرسة. وفي هذا الصدد، أوضح أن بعض الجهات الرسمية تستعين به لإصلاح بعض المركبات الكبيرة، لا سيما عندما يعجز مهندسوهم عن إصلاحها.

 

وعن مشوار حياته قال النعسان: "فقدت بصري وأنا في التاسعة من عمري إثر مرض ألمّ بي وكنت في هذه الأثناء مولعاً بالميكانيكا واهتمامي بمحركات ضخ المياه في الأراضي الزراعية، وفي هذه السن أدركت قدري أن أكون أعمى لكن عليّ العمل دون أن أنتظر مساعدة أحد".

 

وبالفعل استطاع عم "أبو صبحي" أن يطور نفسه في هذا المجال بشكل كبير، موضحًا أنه أصلح مختلف أنواع المحركات؛ ديزل، بنزين، كبير، صغير، تبريد، محرك بحري، بري، "كلها أعرف إصلاحها وسبق أن مرَّت عليَّ، كما أنني أستطيع أن أصلح المحركات القديمة التي لا يعرفها الجيل الحالي، ولم يعاصرها".

 

وعن تفسيره لهذه المهارة التي اكتسبها في مهنته قال: "عندما يعطي الله لا يُسأل"، موضحًا أنه اليوم وبفضل أمانته ومحبة الناس له اكتسب شعبية كبيرة وشهرة كبيرة دفعت كثيرين ومن مختلف المحافظات السورية إلى التعامل معه. وتابع قائلا: "أنا لا أستطيع أن أردَّ أيَّ أحد يطلب مساعدتي، حتى لو كنت متعبًا أو جائعًا، وحتى إن لم يقدِّم لي أجري كاملا، أو يمنحني أيَّ أجر".

 

وشدد على أنه "مصمم على الاستمرار في الحياة والعطاء، وأن الحواس قد تخطئ أو تنهزم ولكن الأبقى والأقوى أن لا يتراجع الإنسان أبدًا عن هدفه، فالحياة كتاب كفاح، ودائرة اختبار، فإما أن يثبت الإنسان ويفرض نفسه على المجتمع فرضاً بعمله وعرقه، وإلا سيبتلعه تيار الزمن الذي لا يرحم، وتذيب شخصيته رحى الطغيان".

 

المصدر: المؤسسة التنموية لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة DAESN
Daesn

www.daesn.org

عالم الكفيف

Daesn
رؤية المؤسسة تفعيلا للقرارات الرشيدة من قبل الحكومة المصرية مثل قرار الدمج والتصديق على اتفاقية حقوق المعاقين، رأت المؤسسة التنموية لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة أن تقوم بدور فاعل في مجال التنمية المجتمعية وذلك بدعم وتمكين ورعاية المعاقين بصريا في شتى مناحي الحياة منذ نعومة الأظفار وحتى الدخول في مجالات العمل »

ابحث

تسجيل الدخول

DAESN

من نحن :

المؤسسة التنموية لتمكين ذوي لاحتياجات الخاصة مؤسسة أهلية مشهرة برقم 1277 لسنة 2008.
تهتم المؤسسة بتمكين  المكفوفين و دمجهم في المجتمع بشكل فعال يرتكز العمل داخل المؤسسة علي مدربين وموظفين مكفوفين وتعد هذه من نقاط القوة الاساسية  لمؤسستنا.

رسالتنا :

تعمل المؤسسة جاهدة لتمكين المكفوفين وتأهيلهم لسوق العمل المرتكز علي مفهوم الحقوق و الواجبات لتحقيق العدالة الاجتماعية بين كافة شرائح المجتمع.

رؤيتنا :

تحقيق العدالة الاجتماعية المركزة علي مفهوم الحقوق و الواجبات لذوي الاحتياجات الخاصة لدمجهم مع كافة شرائح المجتمع.