جعلت من بقية حواسها نورا مصدره تلك القوة الكامنة والنابعة من داخلها فهي تقول: «من أراد استطاع، ومن اجتهد نجح .

 

لم يكن هذا مجرد كلام، بل كان عملا وفعلا ظهرت نتائجه في أحسن صورها، فـ"ريما" اليوم تحمل شهادة "الماجستير" في اللغة العربية بأعلى علامة يمكن أن تمنح لطالب في هذا المجال وهي علامة /90 / وتقدير امتياز، وهي أيضا مدرّسة في جامعة دمشق، تُدرّس مادة اللغة العربية لغير المختصين وتنوي متابعة دراسة الدكتوراه التي- وحسب قولها- ليست آخر طموحاتها.

الأستاذة "ريما" التي استقبلتنا استقبال المبصرين وكان لنا معها الحوار التالي:

 

* أستاذة ريما دعينا نبدأ منذ انطلاقتك التعليمية؟

** انطلاقتي التعليمية بدأت من معهد المكفوفين في دمشق حيث تم تسجيلي هناك لأدرس الابتدائية وبعد مضي 6 سنوات من الدراسة حصلت فيها على المرتبة الأولى، تم قبولي في معهد المكوفين لمتابعة الدراسة الإعدادية وقد درست الصف السابع في عام، وانهيت كلا من الصفين الثامن والتاسع في عام واحد، وكانت علامتي في الصف التاسع /250/ علامة.

 

* ماذ عن كيفية الدراسة ومن كان يساعدك؟

** الدراسة كانت عن طريق اشرطة الكاسيت وكتب "برايل" وهي كتب بأحرف نافرة وهي خصيصا للمكفوفين، وعن مساعدتي فقد كان الفضل الأول لوالدي وأخي خلدون، حيث إن والدي كان يسجل لي المواد المقررة في الصف الذي أدرس فيه على شريط كاسيت لأقوم أنا بالاستماع إليها وحفظ ما جاء فيها وبعد هذا أتقدم للامتحان.

 

* قلت إنك اجتزت صفوف المرحلة الإعدادية في عام واحد كيف تم ذلك؟

** عند تسجيلي في المرحلة الإعدادية في معهد المكفوفين أحسست أن المنهاج المقرر بسيط بالنسبة لي، لذلك قمت بتكثيف جهودي وزيادة ساعات دراستي وبالتالي تقدمت لفحص الصف الثامن في فصل ونجحت وتقدمت لفحص الصف التاسع في الفصل الثاني وحصلت على النتيجة التي ذكرتها لك سابقا.

 

* ماذا عن المرحلة الثانوية وأين تابعت دراستك فيها؟

** انتقلت إلى المرحلة الثانوية في معهد المكفوفين في دمشق أيضا في عام/ 1992/ ودرست الصف العاشر والحادي عشر وتقدمت لفحص البكالوريا مع الطلاب الأحرار في عام/ 1995/ وكان هناك شخص مرسل من قبل مديرية التربية يقرأ لي الاسئلة ثم أقوم أنا بإملاء الأجوبة عليه وكان هذا الشخص يبدل يوميا وهو غير مختص بالمادة التي يتم الامتحان فيها، وأنا أقول هذا لأثبت أن أحدا لم يساعدني في الامتحان، بل على العكس فبعض الطلاب قد تسنح لهم فرصة للغش ولكن أنا لا أحب هذا ولم تسنح لي مثل هذه الفرصة، ومع ذلك فقد حصلت على المرتبة الأولى في المحافظة بمعدل قدره 205 درجات في الفرع الادبي وكنت من الطلاب العشرة الاوائل على القطر، وقد حصلت بناء على هذه المرتبة على مرتب قدره /400/ ليرة سورية وهو ما يحصل عليه الطالب الأول على المحافظة وسجلت في جامعة دمشق- قسم اللغة العربية.

 

* لماذا دراسة اللغة العربية؟

** سجلت في كلية التربية أولاً، ولكن على أثر سؤال وجهته إحدى الطالبات للدكتور المحاضر في كلية التربية وهو أن الطالب المكفوف كيف له أن يميز بين الجدار والشجرة والأشياء التي لم يرها أصلاً؟ وبعد أن دار هذا السؤال في ذهني كثيرا قلت لكوني أريد متابعة دراسة الدكتورة فمن غير الممكن متابعة دراسة التربية لأنه سيتم الطعن في المستقبل بشهادتي لأن الكثير من القضايا التربوية تعتمد على البصر وبالتالي قمت بنقل تسجيلي إلى قسم اللغة العربية.

 

* لنتحدث عن دراستك في قسم اللغة العربية؟

** عندما اكتملت أوراق نقلي إلى قسم اللغة العربية لم يكن قد تبقى للامتحان سوى شهر واحد فقط أضف إلى لك أن الجامعة حينها لم تكن مزودة بأي شيء يخدم المكفوفين، وكان على الطالب المكفوف أن يخدم نفسه بنفسه وهنا كان الدور الأول في مساعدتي لوالدي وأخي خلدون أيضا وبعض الصديقات، حيث كانوا يسجلون لي المواد على أشرطة كاسيت وكنت أنا أيضا أسجل المحاضرات وراء الدكتور وهنا يصبح الوقت مضاعفا حيث إنني كنت أفرغ الأشرطة على "برايل" عن طريق آلة كاتبة كانت لدي، ورغم كل هذا حصلت في السنة الأولى على المرتبة الأولى ونلت شهادة الباسل للتفوق الدراسي وكان معدلي 74% وفي السنة الثانية حصلت على المرتبة الثانية وفي السنة الثالثة عدت للمرتبة الأولى والسنة الرابعة حصلت على المرتبة الأولى على جامعة دمشق بمعدل 78% وكان ذلك في عام 1999 ولم يسجل أني حملت أي مادة في إحدى السنوات.

 

* بعدها هل تابعت دراسة الدبلوم أم توقفت لفترة؟

** لم أتوقف بل تابعت دراسة الدبلوم مباشرة واخترت دبلوم الدراسات الأدبية لأنها لا تحتاج إلى سبورة أثناء التدريس وقدمت عدة أبحاث مثل بحث "الزهد في شعر أبي العتاهية" ونلت أعلى درجة بين الطلاب المتقدمين وحصلت على المرتبة الثانية

 

المصدر: المؤسسة التنموية لتمكين ذوي الإحتياجات الخاصة DAESN
Daesn

www.daesn.org

عالم الكفيف

Daesn
رؤية المؤسسة تفعيلا للقرارات الرشيدة من قبل الحكومة المصرية مثل قرار الدمج والتصديق على اتفاقية حقوق المعاقين، رأت المؤسسة التنموية لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة أن تقوم بدور فاعل في مجال التنمية المجتمعية وذلك بدعم وتمكين ورعاية المعاقين بصريا في شتى مناحي الحياة منذ نعومة الأظفار وحتى الدخول في مجالات العمل »

ابحث

تسجيل الدخول

DAESN

من نحن :

المؤسسة التنموية لتمكين ذوي لاحتياجات الخاصة مؤسسة أهلية مشهرة برقم 1277 لسنة 2008.
تهتم المؤسسة بتمكين  المكفوفين و دمجهم في المجتمع بشكل فعال يرتكز العمل داخل المؤسسة علي مدربين وموظفين مكفوفين وتعد هذه من نقاط القوة الاساسية  لمؤسستنا.

رسالتنا :

تعمل المؤسسة جاهدة لتمكين المكفوفين وتأهيلهم لسوق العمل المرتكز علي مفهوم الحقوق و الواجبات لتحقيق العدالة الاجتماعية بين كافة شرائح المجتمع.

رؤيتنا :

تحقيق العدالة الاجتماعية المركزة علي مفهوم الحقوق و الواجبات لذوي الاحتياجات الخاصة لدمجهم مع كافة شرائح المجتمع.