استوقفني كثيرا قوله سبحانه وتعالى " لكم دينكم ولي دين " وأخذت أبحث في بعض التفاسير، وتوصلت إلى ما يلي:
*التفسير الميسر: لكم دينكم الذي أصررتم على اتباعه, ولي ديني الذي لا أبغي غيره.
*تفسير الطبري: يقول تعالى ذكره: لكم دينكم فلا تتركونه أبدا, لأنه قد ختم عليكم, وقضي أن لا تنفكوا عنه, وأنكم تموتون عليه, ولي دين الذي أنا عليه, لا أتركه أبدا, لأنه قد مضى في سابق علم الله أني لا أنتقل عنه إلى غيره.
ويمكن أن يؤيد التفسيرات السابقة:
* قوله سبحانه وتعالى:" فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر "
* قوله تبارك وتعالى: "ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء"
* قوله سبحانه وتعالى: " لا إكراه في الدين "
* قوله تبارك وتعالى: " وقولوا للناس حسنا" (لاحظ قوله تعالى الناس وليس المسلمين ولا المؤمنين).
* قوله سبحانه وتعالى" وبالوالدين إحسانا وبذي القربي واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب " (لاحظ أمره سبحانه وتعالى بالإحسان إلى الجار الجنب دون تحديد ما إذا كان مسلما أو غير ذلك).
* قوله عليه أفضل الصلاة والسلام: " المسلم من سلم الناس من لسانه ويده والمؤمن من آمنه الناس على دمائهم وأموالهم" المصدر صحيح النسائي ص 5010، والمحدث الألباني وحكمه حسن صحيح (لاحظ قوله صلى الله عليه وسلم الناس وليس المسلمين أو المؤمنين).
* قوله صلى الله عليه وسلم: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره " المصدر: صحيح البخاري (لاحظ أمره عليه أفضل الصلاة والسلام بعدم إيذاء الجار دون تحديد ما إذا كان مسلما أو غير ذلك)
*قوله عليه الصلاة والسلام: "من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاما" راوه البخاري، المعاهد: من كان بينك وبينه عهد، وأكثر ما يطلق في الحديث على أهل الذمة(المسيحيين واليهود)، وقد يطلق على غيرهم.
*كما يمكن أن يؤيد التفسيرات السابقة شواهد وحقائق التاريخ الإسلامي الذي شهد تعايش المسلمين مع الديانات الأخرى في دولة المدينة المنورة أول دولة في الإسلام على عهد الرسول محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وكذلك الحال في عهد الخلفاء الراشدين.
ويمكن أن يؤكد ما سبق حقائق مهمة في الدين الإسلامي الحنيف، وهي:
* سماحة الإسلام وقبوله الآخر.
*فكرة تعايش الأديان.
*حرمة دماء الناس وأموالهم.
هذا والله أعلم.
ساحة النقاش