كلمة الصباح.......

ليس المثقف هو ذلك الرجل غزير المعرفة كثير المعلومات، او صاحب الدرجة الاكاديمية او المهنية، ربما هذا جزء من مكونات المثقف ..... ولكني اري ان المثقف الحقيقي هو الناقد الاجتماعي من يشغله حال مجتمعه فيعيش بهاجس المساهمة في تجاوز الاشكاليات والعوائق التي تمر بها امته ويبحث عن العائق الذي يمنع بلوغ نظام اجتماعي أفضل واكثر انسانية واستقرارا وعدالة، كما أن المثقف في نظري هو من يضخ الفكر والمعرفة ويتخذ المواقف ويواجه الفساد ويناضل بصبر وثبات من اجل تطوير أفكار مجتمعه ومفاهيمه السائدة. ويحتاج هذا المثقف لقدر من المعرفة والمعلومات والتأمل والمتابعة التي تؤهله لقدرٍ من النظرة الشمولية الصحيحة النافذة المعالجة لتعرجات الواقع، كما يحتاج الي قدرٍ من الالتزام الفكري والسياسي تجاه مجتمعه فلا يجب ان يكون نبته غريبة تحارب الذات الثقافية العميقة في المجتمع، فينبذه ويرميه كما يرمي الجسم العضو المزرع به وينفره ولا يتقبله . ولا هو مستسلم للانحرافات والتراجعات التي فرضتها طبيعة التطور البشري في طفرته التكنولوجية الحديثة . فالمثقف يجب ان يكون مبدع يفصل بين المأمول والممكن، بين لنظرية والتطبيق، الحقيقة والوهم، الأمنية والقدرة. والمثقف قد يكون إعلامي بارز، أو روائي اوكاتب وقاص وحتى فنان يؤدي دورا عبقريا، أو اقتصادي ناجح، أو شاب باحث عن الحقيقة ولديه تأملات عميقة وتساؤلات متتالية باصرار علي بلوغ الحقيقة المهم ان تكون تلفها قيم أخلاقية نابعة من اصالته وقيم مجتمعه وغايات عليا يسعى أليها ويقاتل من أجلها، ويقيس بها مواقفه، فالمثقف الحقيقي هو من يقف ضد الظلم مهما كان الطرف المظلوم أو الظالم، ضد الاستبداد والقهر، وليس شرطا أن يكون ضد السلطة والحكومة، إلا أن قلمه ورأيه وصوته وموقفه يجب أن ينحاز للضعفاء والمهمشين. ........للأسف هناك غياب شبه كامل للمثقف الجزائري الاصيل ، فنحن أمام نماذج مرتبطة فقط بالمصالح الحزبية والسياسية والاقتصادية، تطبل وتهلل في مناسبات انتخابية ثم تختفي وتسكت صواتها الي الابد وتبقي في صمت القبور ....الي ان تبعث مواسم اخري فتعود الي البروز كما تبرز الفطريات في ايام الخريف الاولي ....

المصدر: رابح رويبات
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 73 مشاهدة
نشرت فى 8 أكتوبر 2016 بواسطة Chalkoom-A

بلدي الجزائر

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,607

أحمد شلقوم

Chalkoom-A
لايتعدى امرؤ جبلته***قد قسمت فيي الطبيعة الرتب. »