في بدايات فصل شتاء ومنذ بضع سنوات مضت بدأت أحداث أردها هنا من واقع الحياة بينه وبينها
رغم اختلاف الفكر عبر مراحل الحياة بينهما واختلاف العقائد وخمول حياة كلاهما وعلى الرغم من فارق شاسع في المستوى العلمي والثقافي إلا أنهما توحدا نحو عاطفة جارفة جرفتهما تجاه عالم آخر منفصل عن عالم الواقع
حين بدءا كلاهما عبر لقاء عابر يحيطه أضواء النهار وضجيج الحياة وهما بين سائر البشر إلا أن كليهما قد خطف كل منهما الآخر بلمح بصر لايعلمان سواهما ولا يدركان غيرهما من مخلوقات على سطح كوكب الأرض حتى درجة بكائهما وتألمهما حين يضطران إلى العودة إلى مسكن كل منهما إلى حين ظهور يوم نهار جديد .
كانت عيناهما تتغازلان وتتشدقان بكل معاني الحب في طريق جمعهما سويا ظن كلاهما أنه بداية بلا عودة لأحداث وأزمنة ماقبل لقائهما العابر .
كان يؤمن أنها أحبته وعاشقة مخلدة له .
لكنها خذلته وربما لم يكن هو الأول في حياتها كأنما هي موسوعة احتوت الكثير من الرجال كان من كان منهم قبله وجاء من جاء منهم بعده .
علم ساعتها حقيقة أنها عاهرة من الدرجة الأولى لا تعرف معنى الحب
ولا تكتم صوت آهاتها حين تسعى وراء رغباتها الجنس
ولا تعشق إلا نفسها وعلى وتيرة صراعاته مع الحياة من أجلها
كانت تنهي قصة من قصص حياتها وأسدلت الستار على صفحتها
الفيسبوكية بوردة سوداء ليصل له أنها حزينة للفراق الذي أعلنه هو
حينما أدرك أنها عاهرة
اكتشف هو أنها امرأة لاتبحث عن الحب بقدر بحثها عن إشباع الرغبة والغريزة في داخلها .
اكتشف أنها ليست من البشر كملاك وأنها أعظم من الشيطان وأن أشواقه حين اندلعت كحميم البركان ولايعبء إلا بها على مدار مايقرب من أشهر لا تصلح أن تكون عاما نسى فيها كينونته لأنها شلت كل مابه من وجدان مثل الكوبرى اعتصرته بسموم في الوجدان معها فقد وعيه للزمن حتى وهو معها لم يتذكر إلا هي حينما كانا يرتجلان مشيا من مكان إلى مكان ومن مسافة إلى مسافة
حتى حين يفترقان لحظات المساءعائدين إلى الديار مع انتظار إشراقة صباح يوم جديد هكذا كانا .
لم ينسى هو أول بريق في عينيها حين سألته عن الحب فصدقها دون أن يستوعب أنها تستدركه إلى عالمها الشهواني الذي طالما أرادت كان طريقها نحو اشباع غرائزها دون مبالاة لما يعانيه من آلام واهية .
حينها أدرك المغزى فاستدركها إلى عرينه وأوقف بندول العشق وانحدرت م أعالي قمته من كل شيء إلى اللاشيء فكانت كما كانت بلاقيمة .
وبعد مرور شهور عديدة حينها كان يتابع خطواتها بين اللحظة واللحظة
بل يتصل بها ظنا منها أنه يطمئن عليها دون أن تدرك هي أنه يسخر ويستهزأ بحالها حتى حين لمح على صفحتها الفيسبوكية تلك الوردة السوداء ضحك بأعلى صوته فقد تحقق من سر تلك الصورة الوردة السوداء