مصر يــــا أخت بلادي يـــا شقيقة
يـــا رياضا عذبة النبع وريقـــــــة
يـــا حقيقـــــــة
مصر يـــا ام جمال وام صابـــــــر
مــلء روحي انتِ يا اُخت بلادي
سوف نجتث من الوادي الأعا دي
فلقد مـــدت لنا الأيـدى الصديقه
أحرف رائعه كلمات رقيقة نابعة من القلب بكل صدق ومحبة أستهل بها اُولي محطات تواصلي معكم لاسلط الضوء علي قامة من قامات بلادى وعلم من أعلامنا في محيطنا العربي والأفريقي
انه شاعرنا الدكتور والناقد والمفكر السودانى تاج السر الحسن
الكثير من الساسه وأهل الإهتمام حينما يتحدثون عن العلاقات المصرية السودانية يختصرونها
في أسطر من قصيده لشاعرنا هذا من اِنشودة اسيا وافريقيا التي كتبها شاعرنا عام 1956م في الذكرى الاولى لمؤتمر باندونغ الذي عقد في أندونيسياعام 1955م وكان النواة الاولي لتاسيس حركة عدم الإنحياز بواسطه الزعماء الثلاثة جمال عبد الناصر،واليوغسلافي جوزيف تيتو،والهندي نهرو
مصر يا ام جمال وأم صابر
أوتدرون من هي ام صابر ؟
هي فلاحه مصرية بسيطه كانت تخبىْ الذخيرة في ملابسها وتوصلها للثوار المصريين الذين
يقاومون الانجليز (كرابحة الكنانية تماما) فخلدها شاعرنا بشعره وهو السوداني ( اي روابط هذه
واي إنتماء ؟) مما دفع الزعيم جمال عبد الناصر الصعود الى خشبة المسرح في ستينيات القرن الماضى وتقبيل الفنان عبد الكريم الكابلي حينما كان يتغني بها
عندما أعزف يا قلبي الاناشيد القديمة
ويطل الفجر في قلبى على أجنح غيمه
سأغني اخر المقطع للأرض الحميمة
للظلال الزرق في غابات كينيا
لرفاقي في البلاد الأسيوية
للملايو ولباندونغ الفتيــــــــة
لليالي الفرح الخضراء في الصين الجديده
والتي أعزف في قلبي لها الف قصيده
يا صحابي صانعي المجد لشــــعبي
يا شموعا ضؤها الأأخضر قلبــــي
يا صحابي وعلي وهران يمشي اصدقائي
والقنال الحر يجري في دمائــــي
وانا في قلب إفريقيا فدائـــــــــي
وعلي باندونغ ستمتد سمــــــــائــــي
يا صحابي يا قلوبا مفعمات بالصفاء
يا جباها شامخات كا لضياء
عند حلــــــــــــفا عن خط الإستــــــواء
لست أدري فانا ما زرت يوما أندونيسيا
أرض سوكارنو ولا شاهدت روســــيا
من خلال هذه الملحمه الرائعه كلمة ولحنا والتي تم تسجيلها وتوثيقها ووضعها في متحف باندونغ تعرفنا علي أسماء الزعماء جومو كنياتا من كينيا،والهندى المهاتما غاندي، الأندنوسى أحمد سوكارنو،وشاعر الهند طاغور، وتعرفنا علي تحرير قناة السويس وعلي كفاح شعب الجزائر وعلي قوة الجيوش المغربية
غير أني والسنا من قلب إفريقيا الجديدة
قد رايت الناس في قلب الملايو
مثل ما شاهدت جومو
ولقد شاهدت جومو مثل ما إمتد كضوء الفجر يومُ
يا دمشق كلنا في الفجروالامال شرقُ
أنت يـــــا غابات كينيا يا أزاهر
يا نجوما سمقت مثل المنابر يا جزائر
هاهنا ينطلق القوس المــــوشى
من كل دار وكل ممشــــي
نتلاقي كالرياح الاسيوية
كاناشيد الجيوش المغربيــــــة
وأغني لرفاقي في البلاد الأسيوية
للملايو ولباندونغ الفتـــــية
فلقد مدت لنا الأيدي الصـــــــــديقة
وجه غاندى وصدي الهند العميقة
صوت طاغور المغني
بجناحين من الشعرعلي روضة فنِ
ولا غرابة أن تجود قريحته بمثل هذه القصيدة وهو الذي إرتبط بحركات التحريرفي العالم الثالث
وتوسعت قدراته وثقافته بالهجرة والدراسة .هو لم يكن شاعرا وكفي بل جمع الي القوافي ملكة النقد ومهارة الترجمه وغزارة العلم الاكاديمي
لقد أنزل الشعر من برج التقليدية الي براح التجديد والحداثة وشعره يمثل نموذجا من نماذج خطاب الوعي ويجمع بين المعرفة والثقافة في انسيابية ورصانه حافظت علي قوالب لغوية صحيحة ولم تخرج عن التفعيلة وحافظ علي القلق والتأمل الواعد والحالم بغد أجمل وهو صاحب
خبرة شعرية تعمقت بالمعرفة الانسانية وإجادة اللغات من إنجليزية وروسية وفارسية وهو والشاعران جيلي عبد الرحمن ومحمد الفيتوري ساهموا في تثبيت شعر التفعيلة في الوطن العربي
وكعادة الزمان ترجل بهدوء شاعرنا وألقي بعصاه التي كان يتؤكأ عليها ويمشى بها واحتضنت جثمانه مقابر البنداري في حي الحاج يوسف في العاصمه السودانيه رحل شاعرنا في 14/5/2013م ونرجوله من الله المغفرة والرحمة
في الختام ماذا عساي أن أقول غير ألف شكر لك منا تاج السر وألف تقدير لك منا يا كابلي وحق للشعب السوداني أن يعتز بمثل هؤلاء هم مفخرة أمه بحالها تحية اجلال وتقدير
رجاء وليس أمراُ استمعوا لرائعه شاعرنا واغنيه مبدعنا الكابلي (اسيا وافريقيا لعبد الكريم الكابلي) واتركوا الخيال لياخذكم علي أجنح غيمه
محبات كتير
إخلاص دودي
ديسمبر المجيد 2019م
