محب مصر

كاتب أرجو أن أنفع الناس وأن أرى مصر في طليعة الأمم.

منذ فجر التاريخ - وحتى اليوم - وغلاظ القلوب من الرجال يجدون أن ضرب الزوجة تأديب واجب، ومازال هذا السلوك يمثل ظاهرة ومشكلة كبيرة في جميع أنحاء العالم، على اختلاف الحضارات ودرجات التمدن.

ولقد ظهر الإسلام في مكة بين أناس يجلدون نساءهم جلد العبيد، فجاء النص القرآني ليضبط هذا السلوك بمنطق التدرج في التحريم - كما فعل في القضاء على العبودية وفي تحريم الخمر - فقال تعالى: " وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ" سورة النساء-34؛  فلم يجعل الضرب هو الحل عند الخلاف بل العظة والتذكير بالحسنى، ثم بالهجر في الفراش، ثم يأتي الضرب غير المبرح ولا الموجع كحل أخير لمن فشل في كبح تمردها وكبح غضبه؛ كحل غير مستحب ولا مرحب به كما بينت السنة النبوية.

فلقد جاءت السنة النبوية العملية بمزيد من الضبط؛ فلم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ضرب امرأة - زوجة أو ابنة - ولا عبدًا ولا خادمًا. وحتى في حادثة الإفك التي أثارها المنافقون لم يؤذ رسول الله عائشة ولم يضربها، وهو موقف من أشد المواقف التي تثير غضب الرجال؛ إذ طعن المنافقون وخاضوا في سيرة زوجة رسول الله بالباطل، فصبر حتى برأها الله تعالى.

وتأتي السنة القولية لتؤكد موقف الإسلام من ضرب الزوجة؛ فقال رسول الله: " لاتضربوا إماء الله" ؛فلما هاجر المسلمون إلى المدينة وجدوا أن نساء الأنصار يغلبن رجالهن، وانتقلت قوة النساء هذه إلى نساء المهاجرين فضربهن أزواجهن فذهب كثير من النساء إلى بيت رسول الله يشكين، فخرج رسول الله إلى الرجال وقال لهم: "لقد طاف بآل محمد نساء كثير يشكين أزواجهن؛ ليس أولئك بخياركم " أخرجه أبو داود وصححه الألباني.

وسيرة رسول الله خير مفسر للقرآن الكريم، وهو صلى الله عليه وسلم لم يضرب أيًا من زوجاته ولا بناته؛ ويجب علينا الاقتداء به في حياتنا، وأن نتذكر دومًا أقواله صلى الله عليه وسلم: " استوصوا بالنساء خيرًا"، و"لاتضربوا إماء الله"، ووصفه لمن يضرب امرأته: "ليس أولئك بخياركم".

المصدر: مقال شخصي - أشرف قدح
AshrafQadah

أشرف قدح

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 707 مشاهدة

ساحة النقاش

أشرف قدح

AshrafQadah
كاتب أرجو أن أنفع الناس وأن أرى مصر في طليعة الأمم. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

219,045
Flag Counter