قال رسول الله: ما رأيت من ناقصات عقُلْ ودين، أذهب للب الرجلُ الحازم، من إحداكن، يا معشر النساء . أخرجه البخاري

* هل جاء هذا الوصف في سياق الذم والتحقير أم في سياق الإرشاد والتنبيه؟

سياق الحديث في عظة جموع النساء في العيد؛ فهو للإرشاد والتنبيه على طبيعة النساء، ولإرشادهن إلى طريق الخير.

* هل نقصان العقل تشكيك في القدرات العقلية ومستوى الذكاء للنساء وتفضيل للرجال؟

نقص العقل كما أشار شارحو الحديث إنما يتمثل في غلبة العاطفة في النساء على التعقل في كثير من المواقف، وهذا من الأمور المحمودة والمميزة في النساء؛ فشدة العاطفة والحنان الغامر من الأمور المحببة في المرأة بصفة عامة.

ولم يتطرق الحديث إلى نقص القدرات العقلية أو مستوى الذكاء للمرأة بصفة عامة، وهو ما نشاهده في حياتنا فمن النساء من نراها شديدة الذكاء راجحة العقل.

وليس في هذا القول تفضيل للرجال على النساء؛ فكما قال ابن تيمية رحمه الله: فضل الجنس لايستلزم فضل الشخص.

والحكم بعدالة المرأة أو صدقها أو أمانتها وديانتها تتساوى فيه مع الرجال.

* وما نقص الدين؟

النقص المقصود هنا هو نقص ما افترضه الله على النساء من فرائض وليس ناتجًا عن تقصير منها.

قال الشيخ الشعراوي - رحمه الله -: "المقصود بنقص الدين أنها تعفى من أشياء لا يعفى منها الرجل أبداً، فالرجل لايعفى من الصلاة ، وهي تعفى منها في فترات شهرية، والرجل لا يعفى من الصيام بينما هي تعفى كذلك عدة أيام في الشهر، والرجل لا يعفى من الجهاد والجماعة وصلاة الجمعة، وبذلك فإن مطلوبات المرأة الدينية أقل من المطلوب من الرجل .وهذا تقدير من الله سبحانه وتعالى لمهمتها وطبيعتها، وليس لنقص فيها ، ولذلك حكم الله سبحانه وتعالى فقال : { للرجال نصيب مما كسبوا ، وللنساء نصيب مما اكتسبن } .فلا تقول : إن المرأة غير صائمة لعذر شرعي فليس ذلك ذماً فيها ، لأن المشرع هو الذي طلب عدم صيامها هنا ، كذلك أعفاها من الصلاة في تلك الفترة ، إذن فهذا ليس نقصاً في المرأة ولا ذماً ، ولكنه وصف لطبيعتها".

* كيف تعوض المرأة نقص الدين؟

في هذا الحديث إشارة إلى أمر من الأمور التي تعوض بها المرأة ما فاتها من ثواب بكثرة التصدق، وكذلك بكثرة الاستغفار والدعاء والذكر والإكثار من النوافل، شأنها في ذلك شأن الرجل الذي يريد الاستزادة من الخيرات.