السفن
اشتهر الكويتيون بصناعة السفن ، فحذقوا فنونها وأتقنوا صنعها وعدلوا من طرزها المألوفة ، واهتدوا إلى طرز أخرى ثبتت صلاحيتها وفعاليتها لعبور البحار والمحيطات ، وصاروا يزورون بها غيرهم من سكان المناطق الأخرى
وقد أثنى الرحالة الأوروبيون ممن زاروا الكويت ومنطقة شبه الجزيرة العربية على مهارة الكويتيين ونبوغهم في فن صناعة السفن ، وأشادوا بشهرة الكويت في هذا المجال ، فقد نوه الرحالة الدانمركي " كارسـتن نيـبـور " بالكويت خلال زيارته لها عام 1765م وأشاد بمهارة الكويتيين البحرية الذين يملكون ثمانمائة سفينة ويعيشون على التجارة وصيد الأسماك والغوص على اللؤلؤ
وعقب ذلك بنحو مائة عام أكد " وليام بالجريف " عام 1862م ما قاله " نيبور" عندما ذكر أن مرفأ الكويت يعد من أكبر المرافئ حيث يجتذب إليه مئات من السفن ، كما أثنى على مهارة الكويتيين وإقدامهم ، وأشار إلى المكانة الرفيعة التي يتبوؤونها بين بحارة الخليج ، كما تحدث "ديكسون" الوكيل السياسي البريطاني في الكويت عن شهرة الكويت البحرية ، فأكد أن أحسن قوارب الخليج تبنى فيها
ويشيد عيسى القطامي بتفوق الكويتيين في صناعة السفن ، فيذكر أنهم أجادوا هذه الصناعة بالممارسة الطويلة حتى أصبحوا من أمهر الصناع نظرا للسفن التي كانوا يصنعونها والتي اشتهرت بمتانتها وجودتها للملاحة
أنواع السفن
من أنواع سفن الغوص : البتيل ، بقارة ، سنبوك ، بوم ، جالبوت ، شوعي
وأكبر سفينة غوص في الكويت هي بوم المرحوم عبد الله بن ناصر بورسلي واسمه نايف ، صنع عام 1921م
وأكبر سفينة شراعية صنعت في الكويت هى بوم كبير اسمه ( فتح الخير ) ويسمي بالداو السفينة الكبيرة صنعه المرحوم عبد الله بن راشد للمرحوم حمد عبد الله الصقر من أشهر التجار وأصحاب السفن الكبيرة : سفن السفر (النقل البحري) وذلك عام 1914م
وأكبر سفينة على الطراز الحديث هي التي بناها المرحوم الحاج أحمد سلمان الأستاذ للمرحوم أحمد الغانم واسمها ( مشرف ) وذلك في عام 1940م ، وهي أكبر حجما من الداو وبها ماكينة لدفعها مع الشراع
السفينــــــة الكويتية الوحيدة التي احتفظت بها الحكومـــة هي بوم كبير اسمه ( المهلب ) بني سنة 1936م لصاحبه المرحوم ثنيان الغانم
العاملون في صناعة السفن
قلافة السفن
وتعرف صناعة السفن في الكويت بـ " قلافة السفن " وقلف السفينة بمعني خرز ألواحها بالليف ، وجعل في خللها القار ، وتنسب "قلافة السفن " إلى " القلاف " وجمعها قلاليف وهم الرجال الذين يصنعون السفن الكبيرة والصغيرة الشراعية ويقومون بتسوية الأخشاب ونجارتها وقلافتها ، وهي عملية شاقة للغاية تجعل القائمين بها يعملون في ظروف صعبة من طلوع الشمس إلى غروبها ، بالإضافة إلى بناء أنواع السفن الكبيرة والصغيرة ، سفن السفر (النقل البحري) وسـفن الغوص على اللؤلؤ وصيد الأسماك ونحوها ، فقد بنوا السفن الحديثة واليخوت التجارية
ولقد كان قلاليف الكويت من أمهرالقلاليف في منطقة الخليج العربي ولهم شهرتهم واسمهم في هذا المجال ، ويصنعون السفن الكبيرة في وقت قصير نسبيا وعلي أحسن طراز حيث لديهم الخبرة والمران ، وكبير القلاليف يسمي ( أستاذ ) وتحت إمرته عدد من القلاليف يعملون معه ، حيث كان لهم دور كبير في مجال البحر
أستاذ السفينة
ينتظم في حرفة " قلافة السفن " عدد من العمال يشرف عليهم " رئيس القلاليف " أو "الأستاذ " الذي يقوم بتوجيه العمال بحكم خبرته في صناعة السفن ، وهو بمثابة مهندس السفينة واضع تصميمها وخطوطها الرئيسية بالفطرة والممارسة
ولا تقتصر وظيفة " الأستاذ " على بناء السفن فحسب ، فقد كانت تسند إليه مهمة إصلاحها كذلك ، كما كان يعهد إليه بمرافقتها خلال رحلاتها الطويلة ، لأن وجوده كان يشعر طاقمها بالأمان تجاه أية أخطار قد تصيب السفينة ، لذا كان "نواخذه السفن " يتنافسون على اصطحاب "الأساتذة" المشهورين ، وذلك في مقابل أسهم يحصل عليها " الأستاذ " تبلغ حوالي 250 روبية
وقد برز في الكويت عدد كبير من "الأساتذة " الذين كانت لهم شهرتهم ليس في الكويت فحسب ولكن في منطقة الخليج العربي
وهناك ( المقدمي ) الذي يساعد ( الأستاذ ) في الإشراف على عمال السفينة وينوب عنه في حالة غيابه حتى لا يتعطل العمل أما ( القلاليف ) أو نجارالسفينة فيقومون بتصنيع خشبها ، وفي الوقت الذي ينهض فيه ( القلاليف ) بأعمالهم ، يقوم ( الضرابون ) أو ( الضراريب ) بدق المسامير الحديدية في أخشاب السفينة
بالإضافة إلى ( المزوري ) الذي يعمل في حمل الأخشاب ، ( الوليد ) وهو الصبي الذي يقوم بجمع ( القشبار) أو الأخـشـاب الصغيرة الـتي تستعـمـل كوقود في المنازل ، كما يقوم بمناولة العمال الأدوات المطلوبة خلال قيامهم بالعمل ، كما يتابعهم خلال عملهم لتعلم الحرفة واكتساب فنونها المختلفة
المواد المستخدمة في صناعة السفن
أخشاب السفن
اعتمد الكويتيون في بناء سفنهم على الأخـشاب المختـلفة التي كانوا يجلبونها من الهند وشرق أفريقيا ، ويعد ( الساج) أهم تلك الأخشاب على وجه الإطلاق لمرونته وقدرته الفائقة على التحمل ، ويأتي من النيبار بالهند ، ويستعمل في وضع جوانب السفن وسطوحها وأضلاعها ، وأحيانا تكون ( الشلامين ) الأضلاع من خشب ( سبيط ) الذي يأتي من الصومال ، ويصنع ( البيص ) وهو قاعدة السفينة من خشب ( الجنكري ) الذي يتميز بالصلابة والمتانة ويأتي من النيبار
مسامير السفن
يعتمد بناء السفينة - إلى جانب الأخشاب - على المسامير الحديدية التي كان يقوم بصنعها الحدادون في الكويت ، كما كان الكويتيون يجلبونها من عبادان والهند وتختلف أحجامها وأطوالها حسب المكان الذي ستوضع فيه وتتراوح أطوالها ما بين ذراع أو أكثر وطول المسمار العادي
الفتايل
أما الفتايل فهي عبارة عن خيوط من القطن ، وتستخدم في سد الفراغ بين الألواح الخشبية ، وذلك بعد وضعها في الصل ( دهن حيواني) لكي تلتصق بين الأخشاب وتمنع تسرب الماء إلى داخلها ، وكان التجار يجلبون الفتايل من دبي والهند
الصل والشونة
يستخرج الصل من الأسماك ، ويأتي إلى الكويت من جنوب شبه الجزيرة العربية ومن النيبار بالهند ، وتدهن به أخشاب السفينة عقب الانتهاء من صنعها ، وقبل تدشينها لأنه يطيل عمر الأخشاب أما الشونة فهي عبارة عن مزيج من الدهن والجير ، ويطلى بها النصف الأسفل للسفينة لكي يقاوم ملوحة المياه وقد يكسي النصف الأسفل للسفينة بمادة النحاس التي تمنع تآكل الأخشاب
نسيج الشراع ( الغزل )
كان الكويتيون يجلبون نسيج الشراع ( الغزل ) من البحرين والهند وكراتشي على هيئة " دريات " أو أثواب يتراوح طول " الدرية " منها ما بين أربعين وخمسين مترا ، ثم يقومون بتفصيل " الدرية " إلى قطع مستطيلة تعرف " بالشقق " التي يتألف منها الشراع حسب حجمه ونوعه
حبال السفن
ولم يكن هناك غني عن الحبال المصنوعة من ليف جوز الهند وعساوة النخيل وتأتي على شكل حزم صغيرة أو كبيرة من كلكتا ، وتربط الحبال بربط مختلفة ، وتعرف الحبال حسب طولها وسمكها واستعمالها ونوعها ، فالحبل السميك يسمي "العمار " وأجود أنواع الحبال هو ( الصركالي ) وهناك أنواع أخرى من الحبال مثل حبال القطن والبي ومليط
ويتصل بدقل السفينة وشراعها عدد من الحبال مثل ( لزيار ) وهو الحبل الذي يربط بالدقل ، و ( العمارين ) في الجهتين اليمني واليسري من الدقل عند منتصفه ، و ( البياوير ) في الجهة الأمامية من الدقل ، و ( الخماري ) في أعلاه ، وتستخدم الحبال في تقوية الشراع وربطه ، ولكل وظيفته الخاصة ومهمته المحددة
الأدوات المستخدمة في صناعة السفن
تعتبر الأدوات المستخدمة في صناعة السفن بسيطة للغاية ، وعلى الرغم من بساطتها فقد انتهت الأنواع العديدة من السفن التي كانت تزخر بها مياه الخليج العربي والمحيط الهندي ، والتــــــي تميزت بالدقة والمتانة وسلامة الذوق ، ولعل من أهمها مــــــا يلـــــــــي :
المنقر : ويستخدم لنقر الخشب وتنظيفه
منقر كلفات : وهو عبارة عن قطعة حديدية يتشعب أحد طرفيها إلى شعبتين لإدخال الخيوط بين الأخشاب وقلفظتها حتى لا تتسرب المياه إلى داخلها
القدوم : وجمعه قدائم وقدم وهو أداة يستخدمها عامل السفينة لسعت الخشب ونحته
المنشار : يستخدم في قطع الأخشاب وهو أحجام فمنه الكبير والصغير ولكل استعماله
الشبا : أداة يستخدمها عامل السفينة لمسك الأخشاب
السكينة : تستخدم في مسك الخشب
المطرقة : هي الأداة التي تطرق أو تدق بها المسامير في أخشاب السفن
المجدح : هو أداة يستخدمها عامل السفينة في ثقب الأخشاب بواسطة القوس لكي يسهل له وضع المسامير ودقها
القوس : عبارة عن خشبة اسطوانية مستطيلة يربط بطرفيها " وتر " رفيع ، ويستخدم في تشغيل المجدح لثقب الأخشاب التي تصنع منها السفن
الرندة : الفارة ، وتستخدم في تنعيم الأخشاب
الهندازة : وهي عبارة عن قطعة معدنية مثلثة الشكل مدرجة ومقسمة إلى علامات تدرج ، وبها ثقب يتدلى منه حبل رفيع في نهايته ثقل صغير من الحديد ، وتستخدم في ضبط درجة الميل وميزان السفينة
الخيط : يستخدم لقياس أطوال الأخشاب اللازمة لصنع أجزاء السفينة المختلفة
الشاكة : وهي الطبشيرة التي يعلم بها " أستاذ " السفينة على الأخشاب المستخدمة في صناعتها
الميبر : وهي عبارة عن إبرة كبيرة أو مسلة تخاط بها شرع السفينة
البلد : وهو عبارة عن كتلة من الرصاص لها عروة يربط فيها حبل به علامات لقياس عمق المياه
أجزاء السفينة
وتستخدم أدوات الصناعة في صنع أجزاء السفينة المختلفة التي تشكل في مجموعها هيكل السفينة الخارجي وسطها وأجزائها الداخلية ، وهي على النحو التالي:
أولا : الهيكل الخارجي للسفينة
بيص السفينة : هو قاعدة السفينة وعامودها الفقري وهو الأساس الذي يبدأ به بناء هيكل السفينة ومنه تمتد أضلاعها
ميل صدر : صدر السفينة ومقدمتها
ميل تفر : مؤخرة السفينة
المالك : وهو لوح الخشب الممتد فوق بيص السفينة
الخد : وهو اللوح الخشبي الذي يلي فوق بيص السفينة
البريمل : يوضع فوق الميل للحفاظ على التوازن
الداعومة : توضع على رأس البيض عند " ميل صدر " لحفظه عند الاصطدام
الكمر : وهو لوح خشبي سميك يوضع عند منتصف هيكل السفينة لحزمها
القبطان : هو لوح خشبي يوضع فوق الكمر المحيط بهيكل السفينة
المنظرة : هي لوح من الخشب يقع بين القيطان والكمر
التريك : آخر لوح في هيكل السفينة ويقع على حافتها
الزبدرة : هي من ألواح السفينة وتكون على جانبي فنة التفر
الحجاب : هو الجزء الأمامي من مؤخرة السفينة
العالية : هو الجزء الأمامي من مقدمة السفينة
الجلد : الجزء الأسفل من مقدمة ومؤخرة السفينة
القائم : لوح عامودي يقع في مؤخرة السفينة
الكلب : ضلع خشبي في مقدمة السفينة
الخيسة والتعراضة : وهي عبارة عن أضلاع خشبية بارزة في مؤخرة السفينة وتستخدم في ربط علم السفينة وحبال الشراع وسند " الفرمن " الكبير والصغير
الساطور : عبارة عن قطعة خشبية بارزة تقع في مقدمة السفينة
الفالكي : حاجز الأمان ويقع في مؤخرة السفينة
ثانيا : أجزاء السفينة الداخلية وسطحها
صور الدقل : هي المراكز التي يستند عليها الدقل الكبير
الصواري : مجموعة من الأخشاب المختلفة الأحجام تمتد من مقدمة السفينة إلى مؤخرتها لرفع ألواح السطحة
المشايات : عبارة عن فتحات يثبت فيها صاري السفينة ، كما أنها تستخدم في إدخال السلع المختلفة
العوبيدار : هي بكرة خشبية ثابتة تستعمل لرفع الشراع
ألواح السطحة : هي ألواح خشبية تشكل فيما بينها سطح السفينة
الفح : حزام السفينة الداخلي ويقع في وسطها
صور النيم وألواحها : هو الجزء الموجود في مؤخرة السفينة ، ويتكون من مخزن لحفظ المؤن ويطلق عليه اسم " الدبوسة "
كشتيل صدر : مكان في صدر السفينة ومقدمتها لحمايتها من الأمواج بواسطة الموزاريب المثبتة بها
حجاب : عبارة عن لوح أمامي من الخشب يقع فوق كشتيل صدر لمنع تسرب المياه
جالي : غطاء يستخدم في تغطية فوهة عنبر السفينة " الجامرة "
شلمان : والجمع شلامين ، وهي عبارة عن أضلاع خشبية تستند عليها الألواح الخارجية للسفينة
عطفة : وهي عبارة عن أضلاع خشبية مقوسة تأخذ شكل هيكل السفينة وتسند أضلاعها الخشبية
كروة : أضلاع خشبية على شكل زوايا تثبت في صدر السفينة
حزام : والجمع حزم ، وهي عبارة عن ألواح خشبية سميكة ومستطيلة تمتد على طول السفينة لتثبيتها
فلس : وهوالقاعدة الخشبية التي يرتكز عليها دقل السفينة
الغول : وهي عبارة عن كتل خشبية مساندة للفلس ، كما أنها دعائم لحمل النعش
جلنكة : أضلاع خشبية لتثبيت جسم السفينة
عقرب : أضلاع خشبية تربط بين العنج الأيمن والأيسر حتى يصبحا على شكل حزام للسفينة
الرقعة : وهي مؤخرة السفينة
المقر: فتحة صغيرة في يمين السفينة لتفريغ الماء الذي بداخلها ويغلق بخشبة اصجاجة
السكان ( الدفة ) : ويستخدم في تغيير اتجاه سير السفينة وخفض سرعتها
الكانة : ضلع خشبي مثبت في السكان ( الدفة ) بشكل رأسي
حطبة العلم : وهي السارية التي يرفع عليها علم السفينة
الدقل : وهو صاري السفينة ، خشبة طويلة تشد في وسط السفينة يمد عليها الشراع ، وللسفينة أكثر من دقل فهناك الدقل العود أي الصاري الكبير ، والدقل القلمي أي الصاري الصغير
العبد : ضلع خشبي لسند الدقل وربطه بحبل "لزيار"
تناكي مياه الشرب : وهي عبارة عن فناطيس يوضع فيها الماء لكي يشرب منه البحارة خلال أسفارهم وقيامهم بأعمالهم المختلفة
المرساة : أنجز السفينة التي ترسي بها ، وهو أنجز ضخم يشد بالحبال ويرسل في الماء فيمسك السفينة ويرسيها حتى لا تتحرك أو تسير
السن : مرساة من مراسي السفن ، وهو عبارة عن قطعة من الحجارة الصلبة مثلثة الشكل يثقب طرفها المدبب لكي توضع فيه سلسلة حديدية قصيرة ، كما تثقب قاعدته لكي توضع حديدة السن التي ترتفع قليلا عن سطحه من الجهتين لتمسك بقيعان البحر الصخرية ويربط الكراب بحبل طويل يعرف باسم الخراب لكي يمسك السفينة عندما تصل إلى المغاص
الباورة : أداة حديدية ذات أحجام وأوزان مختلفة تستعمل كمرساة للسفينة في قيعان البحار الرملية والطينية
الفرمن : وهو خشبة مستطيلة تمسك بالشراع وتنبعج قليلا في الوسط لدي ملامستها للدقل
النباش : خشبة دقيقة مستطيلة تثبت بالفرمن وتستخدم عند رفع الشراع الكبير
الدستور : وهو عبارة عن خشبة تقع بين صدر السفينة ودقلها ، وهو بمثابة القاعدة التي يستند عليها الشراع ويربط فيها
الشفرة : الضلع الأمامي للشراع
الشقة : وهي القطعة الواحدة من نسيج الشراع
الدامن : حبل الشراع ويسمي الكر
الدرور : وهي الحبال القصيرة التي تربط داسي الشراع الفوقي بالفرمن
الجوش : مؤخرة الشراع وتربط بها دركة الجوش
المخ : وهو الحبل الذي يوضع في داخل الشراع لتقويته
نقع السفن
وترتبط عملية بناء السفن بوجود "النقع" العديدة التي كانت إلى عهد قريب ممتدة على طول ساحل الكويت ، وهي عبارة عن "مراسي" صغيرة
للسفن يحيط بكل منها سور من الصخور
البحرية لصد الأمواج عنها ، وقد شدها الكويتيون بسواعدهم وتنسب إلى أصحابها المسئولين عنها وعن صيانتها ، ولا تقتصر أهمية النقع على ارتباطها بصناعة السفن ، وإنما تستخدم لأغراض أخرى كاستقبال السفن وتفريغ حمولاتها ، حيث كانت توفر الأمان والحماية لتلك السفن طوال فترة وجودها في النقع ، ولذا كان أصحابها حريصين كذلك على الإسهام ماديا في إصلاح النقع و تعميرها كل حسب قدرته وإمكانياته وبقدر ما يملك من السفن
كيفية الاتفاق على صناعة السفينة
وكانت السفن تبنى لحساب التجار والنواخذة الذين قد يأتون بالأخشاب والمواد اللازمة من الهند لخفض تكاليفها ، ويختار هؤلاء الأستاذ الذي سيتولى الإشراف على صناعة السفينة المطلوبة ، ويقدمون له المواصفات المختلفة من حيث نوع السفينة وحجمها ، كما يطلبون منه إحضار المقدمي والقلاليف والضرابين والعمال اللازمين كذلك بعد تحديد الأجر اليومي المطلوب دفعه لكل منهم ، فإذا ما تم الإنفاق على كل شيء تبدأ عملية صنع السفينة
أ - صناعة السفينة
ولدى صنع السفينة يحضر "البيص" أي القاعدة حسب المقاس المطلوب والمتفق عليه مع صاحب السفينة لأن طول "البيص" هو الذي يحدد طول السفينة وحجمها ويوضع البيص على " الطعوم " لكي يسهل إنزال السفينة إلى البحر عقب اكتمال بنائها
ويتولي " الأستاذ " ضبط " البيص " بخيط يحمله معه لكي يستقيم "البيص " فإذا ما تحقق من ذلك قام بإحضار ميلي "صدر" و "تفر" لكي يوضع في المقدمة والثاني في المؤخرة ، وتضبط الأميال بواسطة "الهندازة" ووفق "الاخنان" المطلوبة فإذا تأكد الأستاذ أن كل شيء على ما يرام ، قام العمال بدق المسامير الحديدية في الأميال لتثبيتها وترص الألواح الخشبية فوق البيص ، ويحيط عمال السفينة حافتها بإطار خشبي لتجميلها يعرف بـ "الزبدره"
وتنتشر على جانبي السفينة أعداد من "الـقـص " الذي يـمسـك بمجداف خشبي لتحريكها عند الحاجة ، ويقوم العمال بعمل فتحة صغيرة في السفينة لتفريغ ما بداخلها من مياه وتغلق بخشبة مستطيلة "اصجاجة"
ب - صناعة الشرع
وتصنع الشرع من نسيج يعرف " بالغزل " ويجلبه الكويتيون من البحرين والهند وباكستان على هيئة " دريات " ، يقوم البحارة بتفصيلها تحت إشراف واحد منهم في الساحات وعلى البحر إلى قطع مستطيلة كان البحارة يخيطونها بإبرة كبيرة تسمي " الميبر "
وتجري تقوية حواف الشراع بحبل سميك ، ثم تخاط حواف الشراع لكي يصبح أكثر تماسكا
ج- طلاء السفينة
وعقب الانتهاء من بناء السفينة يقوم العمال بطلاء أخشابها بالصل وهو زيت سمك القرش لإكساب جسم السفينة نوعا من اللمعان ولوقاية أخشابها من التلف ، كما ينهض هؤلاء العمال بطلاء الجزء الأسفل من السفينة بالشونة ، وهي مزيج من الدهن المذاب والكلس حتى لا يتلف من تأثير تعرضه الدائم لملوحة المياه ، ولقد كانت الكويت تزخر بترسانات عديدة لبناء السفن تمتد عبر ساحلها المطل على الخليج العربي
د- تدشين السفينة
وإذا فرغ عمال السفينة من بنائها ، قام هؤلاء بهدم جزء من " رصيف النقعة " المواجهة للبحر استعدادا لتدشينها وذلك في احتفال كبير يهرع إليه الكويتيون من كل حدب للمشاركة في إنزال السفينة إلى البحر باستخدام "الدوار" وهو عـبارة عــن بـكــرة حـديـدية ، تستخدم في تدشين السفينة وانزالها إلى البحر ، ويتم ذلك في جو من التعاون والإخاء وتلك سمة من السمات التي اشتهر بها أبناء الكويت حيث كانت تدفعهم النخوة للمشاركة في تدشين السفينة الجديدة ، كما كانت تدفعهم لمؤازرة أصحاب السفن في رفعها لدى عودتها من أداء مهمتها
وتتجلى روح التعاون والتكافل والإخاء بين الكويتيين بأروع معانيها إذا ما ألم بسفينة أحدهم حادث كالغرق أو الارتطام بالقرب من الكويت أو حتى بعيدا عنها ، حيث يهب الكويتيون لنجدتها وإنقاذها وتقديم يد المساعدة لصاحبها
هـ- الوقت الذي يستغرقه بناء السفينة
ولم يكن هناك وقت محدد للانتهاء من بناء السفينة ، لأن ذلك يتوقف على نوعها وحجمها ومواصفاتها ، كما يتوقف على عدد العمال القائمين بصنعها والذين يبلغون في المتوسط 15 أو 16 عاملا بما فيهم : المقدمي " و " القلاليف " و " الضرابين " و " الحداد "
و - أجور العاملين في صناعة السفن
أما بالنسبة للأجور اليومية التي كان يدفعها صاحب السفينة للقائمين بصناعتها في السابق ، فكانت تسجل في دفتر خاص ، وهي تختلف باختلاف الوقت الذي تبني فيه السفينة ، كما تختلف بالنسبة لعمل كل من أفراد طاقم البناء ، فمهندس السفينة و " أستاذها " كان يحصل على ضعف يومية " القلاف "
ز - ارتفاع تكاليف صناعة السفن
وقد أدى ارتفاع أجور عمال بناء السفن وارتفاع أثمان الأخشاب والمواد اللازمة للصناعة إلى ارتفاع تكاليف صناعة السفن ، "فجالبوت" الغوص كان يتكلف في السابق ما بين ألف وألفي روبية و "البوم" ما بين خمسة آلاف وأحد عشر ألف روبية ، وقد بنى الكويتيون سفنا كبيرة كانت تتراوح تكاليفها ما بين 15 و 25 ألف روبية وقد تزيد عن ذلك ، أما الآن "فاللنج" الخاص بصيد الأسماك يتكلف حوالي 15 ألف دينار و "البوم" عشرين ألف دينار وهكذا
لقد دأب الكويتيون على صناعة السفن من مختلف الأنواع والأحجام فقد اختلفت أطوال هذه السفن وأحجامها ، كما اختلفت سعتها وحمولاتها من نوع لآخر ومن سفينة لأخرى ، وإن اشتهروا في صنع بعضها ، واستخدموا السفن فيما يصلح لها
إعداد/ أمانى إسماعيل
نشرت فى 30 إبريل 2011
بواسطة ArabianGulf
ساحة النقاش