<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
11- التكثيف: يعني - في مضمار القصة القصيرة جدا - ضغط العبارات بأكثر ما يمكن من المعاني عن طريق الأفعال التي بدورها تسعى إلى تكثيف المعاني، والتكثيف هو العنصر الأساسي الذي يحدد بنية القصة القصيرة جدا، ويجعل وحدتها متماسكة بإيجاز الأحداث، وليس للتكثيف مفهوما واحدا، بل هو متعدد الجوانب؛ ونذكر من بينها ما هو أهم:
أ- التكثيف البنائي: هو العمل على الحذف، والإضمار، والإيجاز، والاختزال، والترقيم إلى أن يصبح كل حرف، وكل كلمة، وكل ترقيم في النص له دور أساسي في السرد...
ب - التكثيف الدلالي: هو العمل على الإيحاء، الإيماء، التلميح، الإيهام، الرمزية، الخيال، السخرية ؛ بدلالات تشبه لغة الشعر حتى يلعب كل ركن دور مفهوم المصطلح في جمل تتألف من المسكوت عنه بشكل جلي...
ج - التكثيف التجريدي: هو العمل على الخيال، والرمزية، وأحيانا السخرية، وينقسم إلى ثلاثة أقسام:
1- يصور الكاتب المعاملات، والصفات.. أشخاصا يتفاعلون بينهم مثل الصدق والكذب، الحب والكراهية، الحرية والاستعباد...
2- العمل على شخصيات أسطورية مثل سيزيف... ويتناول الكاتب من هذه الشخصيات القيم والمبادئ ليقارنها مع مجتمعه، أو كل المجتمعات...
3- يصور الكاتب الحيوانات، أو النباتات، أو أجرام السماء، أو أماكن من الأرض مثل البحار الأنهار الجبال.. كأنها اشخاص تتفاعل بينها...
د- التكثيف السيكولوجي: وينقسم إلى قسمين:
1- يعمل الكاتب على تفكيك الذات، التي تمثل المجتمع، فتصبح (الأنا، والأنا الأعلى، و الهو) أشخاصا تتفاعل بينها، ورغم ما يبدو فبطل القصة واحد الذي يمثل بصفة عامة الإنسان.. وكل كاتب يستعمل تقنياته وأسلوبه وإبداعه في تصوير الأنا والأنا الأعلى والهو..
2- التكثيف السيكولوجي الخاص بعالم الطفل؛ وهو أصعب الكتابات لأن قصص الأطفال يجب أن تتضمن ما يخص الذكور، وما يخص الإناث؛ واهتمامات كل مرحلة عمرية، ويكون هذا بأسلوب ترفيهي ومسلي مع مراعاة السيكولوجية التي تحكم عملية التلقي عند الأطفال.
هـ- التكثيف الروحي: يعمل فيه الكاتب على فرق الذات إلى مادة وروح، ويجعلهما فوق خشبة المسرح شخصيتان يتفاعلان، وقد يستخدم هنا السخرية لأنها شبه أساسية في مثل هذه المواضيع... وهذا الازدواج قد يصوره الكاتب شخصية واحدة مصابة بانفصام الشخصية، واحدة مادية تدعو إلى الماديات، والثانية روحانية تدعو إلى السمو وعلو الهمة...
و- التكثيف البنيوي: يعمل فيه الكاتب على كل المستجدات من تكنولوجيا وعلوم التي يراها قد تخدم الإنسان أو تدمره، وبالتالي يصل بنا الكاتب إلى فهم الواقع الذي أدرنا ظهورنا له، أو لم نكن نفهمه إما بتاتا، أو على صورته الحقيقية.
12- البنية: لا يمكن لأي نص أن يكون من جنس القصة إلا إذا احتوى على العناصر الأساسية للقصة؛ فإن كانت القصة القصيرة قد حافظت على المتن القصصي فالقصة القصيرة جدا يجب كذلك أن تحتفظ على جوهر القص الذي هو الحكي المتمثل في التوتر، العقدة، الحل؛ ويستغني الكاتب عن المقدمة لأن في فن القص هناك من يدخل مباشرة في فضاء الأحداث.. وإذا سقطت إحدى عناصر القص الأساسية من الحكي فلا يمكن أن نسمي النص قصة مهما كان الأمر..
وبما أن هذا النوع يفرض مساحة صغيرة فعلى الكاتب أن يكون بارعا في التكثيف، والإيجاز، والاختزال، والحذف، والإضمار، والرمزية، والترقيم..
وقد كُتبتْ قصص قصيرة جدا لم تتجاوز الستة أسطر بعناصر القص الأساسية وكانت في مستوى عال جدا...
13- السرد: يختلف كل كاتب عن الآخر في طريقة السرد باختلاف الأسلوب، وما السرد إلا طريقة يروي بها الكاتب حكايته بتحويل أحداثها إلى نسيج سردي يُكوّن بنية النص، و السرد هو العمود الفقري للقصة؛ وهو طريقة عرض القصة وأحداثها بإتباع أسلوب المنولوج الذي هو ذلك التفكير والتصور الباطني الذي يترجمه الكاتب إلى نص أدبي مكتوب، وإذا فقد النص الحبكة السردية فحتما لا نسميه قصة...
ونجد النقاد يقسمون السرد إلى: السرد الموضوعي وهو الذي تكون فيه الشخصيات هي من تنقل أحداث القصة للقارئ.. والسرد الشخصي: وهو الذي تكون فيه شخصية واحدة تروي أحداث القصة...
14- الشخصية: لكل شخصية سلوكيات وميزات وقيم ومبادئ وإعاقات وثقافة ومهارات وهوية وجاه ومنصب وذكريات وتاريخ... وكل شخصية هناك من هو أقوى منها في خط متزايد، كما لها من هو أدنى وأحقر منها في خط تنازلي...
وهناك أنماط كثيرة أشهرها الشخصية السوية التي تستطيع أن تخلق توازنا مع نفسها والبيئة التي تعيش فيها، وتقابلها الشخصية المضطربة التي تتميز بالعناد ولا تستطيع أن تتكيف مع محيطها، والشخصية الانبساطية التي تستطيع أن تتعايش مع جميع شرائح المجتمعات بسهولة ويسر، والشخصية الهستيرية وهي شخصية شبه كوميدية حيث تجيد لعب الأدوار، تميل إلى حب ملذات الحياة، وتبالغ في كل شيء وتقابلها الشخصية الهستيرية المضطربة، كما أن هناك الشخصية الو سواسية وهي الشخصية المبالغة في كل أعمالها وتصرفاتها، وكذلك الشخصية القهرية وهي الشخصية المترددة والمتشككة في كل ما يجري حولها وحتى في نفسها، والشخصية الانفعالية الذي يبدو في أغلب الأحيان متوترا، وقد يكون متقلب المزاج، ويغضب بسرعة، والشخصية الزاهدة التي تحاول الانعزال، ويلفها الغموض.
ساحة النقاش