عالم الأدب والنقد الأدبي- د. محمدصالح رشيد الحافظ

الموقع خاص بعالم الإبداع الأدبي والإنساني - نصوص ودراسات

<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

22- الرمزية

الرمزية هي إشارات وتعبير تستعمل لتمثيل الأشياء؛ وتساهم في التكثيف والترقيم والاختزال بشكل أكثر وجلي..

والرمزية اصطلاحا هي التعبير بواسطة الرموز، الإشارات، التلميح، التلويح...

كما أننا نستطيع القول بأن الرمزية في حد ذاتها هي "الإيحاء" لأنها تعبر عن الأشياء بطريقة غير مباشرة...

ويتنوع الرمز إلى ثلاثة أنواع:

1- الرمزية العالمية

وهي الرموز التي استخدمها كبار الأدباء، وكذلك الموجودة في الطقوس الدينية، والمتداولة في المجتمعات...

2- الرمزية التانصية

وهي الرموز التي يشير بها الكاتب من خلال نصوص قديمة أو معاصرة...

3- الرمزية الإبداعية

وهي الرموز التي يبتكرها الكاتب ويستخدمها؛ وكثيرا ما نجدها غامضة، أو لا تفي الغرض في النص؛ وقد تفوق في كثير من الأحيان ما هو أبعد من المبهم...

وقد يُحوّل الكاتب المتمكن الرمزية إلى "تراصف"، حيث يكون الرمز يعني شيئا، ويجعله في صورة أخرى فيتحول المعنى الحقيقي للرمز إلى تراصف؛ مثال ذلك: لو جعل الكاتب رمز السلم في النار يعني هذا تراصفا، أي المعنى أصبح حربا قائمة باسم السلم ولو أن رمز السلم ضد الحرب وخال من أي مضمون الحرب...

وتستند الرمزية بالأساس على الابتعاد عن الواقع، إلا أنها تصوره عالما خياليا تكون فيه الرموز هي المعبرة عن المعاني...

كما تعمد الرمزية كذلك إلى تقريب الصفات المتباعدة عن طريق الإيحاء، وإلى التعبير عن مكنونات الكاتب...

وتنقسم الرمزية إلى أربعة أقسام:

1- الرمزية الأدبية

وهي الرموز التي يستخدمها الأدباء...

2- الرمزية الفلسفية

وهي الرموز التي تستخدمها المدرسة الرمزية... وقد يبتكرها أديب كبير...

3- الرمزية الفكرية، أو الصوفية

وهي الرموز التي يستخدمها الصوفية من تلميح وتلويح وإشارات في كتاباتهم...

4- الرموز الشعبية

وهي رموز تستخدمها الشعوب في حياتهم اليومية سواء في طقوسهم الدينية، أو أعرافهم... ولكل مجتمع رموز شعبية، وبالأحرى كل قبيلة لها رموزها الشعبية...

كما أنها تتفرع بين ما هو خاص، وما هو عام؛ والرموز الخاصة تعبر عن انفعالات ومواقف الشخص، بينما العامة تعبر عن التواصل بين أفراد المجتمع...

وإذا كانت الرمزية في القصة لا تؤثر في المتلقي جملا وفنا وإبداعا ودلالة.. فالقصة تعتبر طلسما أكثر مما نسميها قصة.. أما إذا تحول الرمز إلى لغز فحينها القصة تتحول إلى لوحة وسريالية غارقة في المعالم ومثخنة الغموض..

23- الخيال

الخيال هو قوة إبداع الكاتب في تصوير الأشياء ظاهريا، وتصويرها باطنيا، ثم يجعل الباطن مخفيا في الظاهر... ويستمد الكاتب الخيال من المحسوسات ويركبها تركيبا جديدا ذا قيمة رمزية... ولا يجب أن نخلط بين الوهم والخيال؛ فالوهم يكون بمعنى الظن... والخيال أحد قوى العقل الذي كلما تطور إلا وولّد الابتكار لدى الفنان...

فعندما يلتجأ الكاتب إلى الشخصيات الخرافية، والأساطير، والأفكار، والتصورات، والخيال الشعبي، والاكتشافات... حينها تتحرك في عقله قوى الخيال وتكون نتيجة عمله ما يُسمى "الإبداع"...

والخيال يتفاعل مع القلب والعقل وينتج على إثر هذه الانفعالات "فكرا" ؛ لأن الخيال يرتبط بالعالم الخارجي الذي يمثل الحقيقة، كما يرتبط بالعالم الداخلي الذي يمثل الفكر والنفس معا؛ في مرآة تعكس العالم الحسي على مخيلة الكاتب فيصور ما هو خارجي إلى عالم داخلي تتجسد فيه الانفعالات مع العقل دون أن ينحرف عن الحقيقة...

ويُعد جمال التخييل من أبرز وأقوى أركان القصة؛ لأن الكاتب عندما يتميز بقوة المخيلة تتكون لديه قوة أخرى تتحرك بين الحس والعقل؛ مما يجعله يجمع الصور المنطبعة في الحس، والمختزنة في الخيال، ثم يُعيد تصويرها من جديد صورا مبتدعة...

ومن أصعب الكتابات هي أدب الطفل؛ إلا أن الخيال الذي يخص الطفل هو أصعب مما يتصوره الإنسان.. فدون بحث ميداني لا يستطيع أي كاتب أن يغوص في أعماق الطفل؛ ولو أراد أن ينطلق من نفسه ليجسد طفولته لن تجدي فتيلا لأن زمان طفولته ليس هو زمان كتابته...

المصدر: المصدر السابق
  • Currently 49/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
16 تصويتات / 149 مشاهدة
نشرت فى 4 يناير 2011 بواسطة Alhafedh

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

41,187