ميلاد البنك الاسلامى للتنمية

ادركنا من خلال متابعتنا لنشأة وتطور المصرفية الاسلامية، انها كانت تتم بإجتهاد ، على غير مثال سابق ، فلم يكن هناك انموذج يقاس عليه، وبالتالى قد يصيب التطبيق وقد يخطئ، فالأخطاء القانونية والتنظيمية والإدارية التى صاحبت النشاة فى مدينة ميت غمر بمصر، تم تلافيها عند انشاء بنك الادخار السودانى فى واد مدنى. والمزواجة التى تمت فى التجربة السودانية اى الجمع بين إعداد منهج علمى للاقتصاد الاسلامى وبين التطبيق الفعلى كان له اثره فيما بعد على مجمل المنهجية المصرفية الاسلامية بالسودان.

استميح القارئ العزيز عذرا ، أن يجد من الوقت ما يسمح له بالدخول على موقع بنك السودان"البنك المركزى السودانى " ليتابع بنفسه الانجازات التى تمت فى مجال صياغة السياسة الاقتصادية، والمالية، والنقدية والياتها من منظور اسلامى .

وفى عام 1969 غادر الدكتور النجار السودان متوجها الى جامعة الملك عبد العزيز، بجدة ،فى المملكة العربية السعودية. وكان من الطبيعى ان يقدم نفسه للاساتذة فى الجامعة ملخصا مشاهداته للتجربة الانمائية الالمانية، وتجربته حول بنك الادخار فى ميت غمر بمصر ثم ماتم فى السودان من إنجازات فى التأصيل للمعرفة الإقتصادية الإسلامية، والتطبيق العملى ، ايضا.

هذا وقد صاحب وجود الدكتور النجار بالمملكة العربية السعودية ، ميلاد "منظمة المؤتمر الاسلامى", والتي يتكون أعضاؤها من وزراء خارجية الدول الإسلامية .وتصدت المنظمة لدراسة إنشاء بنوك إسلامية ، وقد تشكلت لجنتين إحداهما باكستانية ، والثانية مصرية انضم اليها الدكتور النجار كأحد اعضاء الفريق ، وقدمت الدراسة ، وتم اعتماد إنشاء البنك الإسلامي للتنمية. وفي عام 1974 تم التوقيع على اتفاقية تأسيس البنك الإسلامي للتنمية في جدة كبنك حكومات في ضوء الدراسة التي قدمت لمنظمة المؤتمر الإسلامي.وتم مزاولة العمل في عام 1975.

فى عام 1971 عاد الدكتور النجار الى مصر مستشارا لوزير المالية واسندت اليه مهمة انشاء بنك ناصر الاجتماعى ، وهو اول بنك فى العالم ينص فى قانون انشائه انه لايتعامل بالفائدة أخذا أو إعطاءا. وتوالت مسيرة العمل المصرفى الاسلامى وهذا موضوع المقال القادم ان شاء الله.

دكتور سمير رمضان الشيخ
مستشار تطوير المصرفية الاسلامية