لكي تنجح حياتك الزوجية، ليست هناك وصفات سحرية عجيبة، فكل ما هناك أن عليك تفادي إرتكاب بعض الأخطاء، التي يمكن على المدى الطويل أن تقضي على روابط المودّة والحُب، التي تجمع بينك وبين زوجك.
للحياة الزوجية أعداء، هم ليسوا أشخاصاً، بل هي تصرفات تقومين بها أنتِ أو يقوم بها زوجك، لا ينتبه كل منكما إليها، وإن انتبه إليها قد يعتبرها تافهة. لكن هذه الأشياء الصغير لا تترك مجالاً للحب أن يزدهر، بل تخنقه رويداً رويداً، ويمكن بتكرار هذه الأخطاء أن تُدمّري حياتك الزوجية من دون أن تلاحظي ذلك.

1- التلفاز:
جهاز التلفاز الذي نجلس أمامه لمشاهدة المسلسلات والأفلام والأخبار وغيرها، هو أوّل أعداء الحياة الزوجية الناجحة. هل تشكين للحظة في أن تناول العشاء أمام نشرة أخبار الثامنة مساء، التي يحرص زوجك على متابعتها أو أمام مسلسلك المفضّل لا يضر بعلاقتكما؟ هل لديك شك في أن تناول الطعام أمام التلفزيون، يضيع عليك فرصة التحدث مع زوجك، ومناقشة موضوعات تخصُّكما، أو إسترجاع ذكريات جميلة جمعتكما؟ قارني بين عشاء تناولتماه أمام التلفاز، وعشاء استمتعتما به بعيداً عن شاشة التلفاز. وستَرين أيهما كان أكثر رومانسية وحميمية. اسألي نفسك كم مرّة جلستما تشاهدان الأخبار، ثمّ الفيلم العربي أو الأجنبي، وما إن انتهى الفيلم حتى ذهبتما إلى النوم مباشرة، من دون أن تهتمي بزوجك أو يهتم بك، أو تتقاسما الحديث حول ما واجهتماه من أحداث خلال اليوم؟ الحل الوحيد لهذه المشكلة، هو أن تتخلصي من جهاز التلفاز عدو الحياة الزوجية، ليس بأن تُهشّميه ولكن اتّفقي أنت وزوجك على ألا تُشاهدا التلفاز في بيتكما سوى ثلاث مرّات في الأسبوع، أو حدّدي وقت مشاهدته بساعة واحدة كل مساء، ووفّري الوقت الباقي لتستمتعي به مع زوجك وأولادك، في فعل أشياء أكثر فائدة.

2- عدم الخروج معاً:
ربّما يكون التلفاز هو المسؤول عن ذلك، وربّما يكون كسلك أنت أو زوجك، لكن النتيجة أنكما تكادان لا تخرجان مع بعضكما أبداً. لكن هل فكرتما في مطعمكما المفضل الذي كنتما تذهبان إليه في الأيام الخوالي، لتناول العشاء رأساً لرأس؟ لو فعل كل الناس مثلكما واعتكفوا في بيوتهم ليلاً لأغلق المطعم أبوابه. أين أمسياتكما الجميلة عندما كنتما تذهبان إلى السينما مرّة واحدة على الأقل في الأسبوع؟ الآن ما عدتما تخرجان معاً وإن خرجتما تذهبان إلى زيارة أصدقاء أو إلى مناسبة عائلية. انتبهي، فإن خروجك مع زوجك لوحدكما في جو شاعري، أو على عشاء تحت أضواء الشموع يضفي ألقَاً وتوهُّجاً على علاقتكما ويجعلها متجددة بإستمرار، فاحرصي على ألاّ ينطف ألَق علاقتك الزوجية لأي سبب كان، حتى إن كان لديك أطفال، أوجدي شخصاً يجالسهم، أمك أو جارتك أو جليسة أطفال، مرّة في الأسبوع، لكي تخرجي مع زوجك رأساً لرأس.

3- ساعات العمل الإضافية:
إذا كنتِ تعودين متأخرة من العمل، كفِّي عن ذلك. هذا الأمر لا يمنعك من الإهتمام بنفسك فحسب، بل يمنعك من الإهتمام بزوجك. ذلك أنك تعودين مرهقة ومتعبة ومتوترة الأعصاب، وهذا أمر لن يُسَرَّ به زوجك طبعاً. وإذا كان العمل يسيطر على كل تفكيرك، بحيث لا تتحدثين مع زوجك إلا عن عملك وعمله، فراجعي نفسك. اعلمي كم عدد الساعات التي يتعيّن عليك قانوناً أن تعمليها ولا تتجاوزيها إلى ساعات إضافية. حاولي أن تعودي مبكراً من العمل، أي قبل وقت العشاء بفترة كافية، حتى تَجدي الوقت لرعاية أسرتك وزوجك.

4- إهمال مظهرك:
لكونكما زوجين وتعرفان بعضكما جيِّداً منذ سنوات، وتعوّدتما على بعضكما بعضاً، لا يعني أن تتصرفي بلا حساب وأن تتجاهلي كل القواعد والآداب. لا تتجولي في بيتك بملابس متَّسخة او ملابس قديمة وبشعر مَنْكُوش أمام زوجك. لا ترمي أغراضك في كل أنحاء المنزل، وخاصة جواربك وملابسك الداخلية عشوائياً في أي مكان، اهتمي بنفسك ومظهرك أما زوجك. تذكّري كيف كنت تتأنّقين كلما خرجت لإلتقائه قبل الزواج، وكيف كنت تلبسين أجمل ما عندك إذا جاء لزيارتكم في البيت، وكيف كنتِ تحرصين على ألا يَراك من دون أن تصفّفي شعرك، وتضعي أكثر العطور سحراً وجاذبية. صحيح أن زوجك يحبك كما أنت على طبيعتك، لكن لماذا لا تبذلين بعض المجهود لكي تُبيِّني له أحسن ما عندك؟ فأنت بهذا تُبيِّنين له أن حضوره يهمك وأنك تكترثين لنظرته إليك. لهذا، إنْ قَلّ إهتمام زوجك بك بعد الزواج وأنت في حالة ومَظهَر بائسين فلا تلومي إلا نفسك.

5- الإهمال:
من ألَد أعداء الحياة الزوجية، إهمال الطرف الآخر وعدم إظهار بعض الإهتمام به. نحن لا نطلب منك هنا أن تقدّمي له الورود والهدايا، بل نطلب منك فقط أن تنظري إليه. مثلاً، أظهري له أنك لا حظت أنّه قد حَلَق وصفّف شعره اليوم، أو أنك لاحظتِ بدلته الجديدة الأنيقة. الرجال أيضاً يهتمون بأن يسمعوا من زوجاتهم إطراء حول أناقتهم. أن تقولي له أنت كلمات حلوة، خير من أن يسمعها من إمرأة أخرى خارج البيت.

6- هجر الفراش:
الحياة الجنسية عنصر مهم في الحياة الزوجية، من الطبيعي أن يُعَقْلِن الإنسان رغباته بعد فترة من الزواج أو تَقلّ رغبته، لكن هذا لا ينبغي أن يحدث كل يوم حتى يصبح قاعدة، وتصبح معاشرة الزوج هي الإستثناء. يجب عليك ان تحرصي على الإنتظام في علاقتك مع زوجك، وعلى إدخال الإثارة والخيال والتغيير إليها، حتى تبقَى الرغبة بينكما مُتجدّدة دائماً. لا تجعلي زوجك يَشك في جاذبيته أو يشعر بأنّه لم يَعُد مرغوباً لديك.

7- أسرة الزوج:
مَن قال إنّ أسرة الزوج، خاصة الحَمَاة، هم من الأشرار كما تدَّعي الأفلام والمسلسلات؟ بالعكس، هناك الكثير من الزوجات اللاتي يُحافظن على علاقة متميّزة مع عائلة الزوج. في المقابل، لا ينبغي عليك أن تفرضي على زوجك أن يقضي وقتاً طويلاً في زيارة أهلك، أو أن تُجبريه كل أسبوع على تناول الغداء مع أهلك يوم الإجازة. هذا ينطبق أيضاً على خروجك مع أصدقاء العمل أو زميلات الدراسة القديمات، قد لا يرغب زوجك في حضور حفلاتهم أو الخروج معهم بإنتظام، فلا تُرغميه على فعل ذلك.

8- عدم وجود مشروع مشترك:
أنت وزوجك يجب أن يكون لكما مشروع مشترك للمستقبل، فلا يمكنكما أن تَعيشَا يوماً بيوم من دون تخطيط ومن دون وضع أهداف. عليكما أن تَبْنيَا مع بعضكما بعضاً شيئاً مشتركاً، أن تضعَا طموحاً وتعملا على تحقيقه، سواء أكان على المستوى القصير (شراء سيارة، الذهاب في عطلة..) أم على المدى البعيد (إنجاب الأطفال، شراء عقار..). لا تتردّدي في إشراك زوجك في التفكير في المستقبل وكيف تتخيّلينه.

المصدر: مقالات.. البلاغ
Al-Resalah

الرسالة للتدريب والاستشارات.. ((عملاؤنا هم مصدر قوتنا، لذلك نسعى دائماً إلى إبداع ما هو جديد لأن جودة العمل من أهم مصادر تميزنا المهني)). www.alresalah.co

ساحة النقاش

الرسـالة للتدريب والاستشارات

Al-Resalah
مؤسسة مهنية متخصصة في مجالات التدريب والإستشارات والبحوث والدراسات، وتُعتبر أحد بيوت الخبرة متعددة التخصصات في العالم العربي.. ومقر الرسالة بالقاهرة.. إن الرسالة بمراكزها المتخصصة يُسعدها التعاون مع الجميع.. فأهلاً ومرحبا بكم.. www.alresalah.co - للتواصل والإستفسارات: 00201022958171 »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,040,983