تربية الأبناء مسؤولية جسمية وفن راق لا يتقنه ولا يحسنه كل الآباء، وهذه بعض نصائح أضعها أختي الأم بين يديك:
- ترتكب بعض الأمهات خطأ جسيماً في تربية بناتهن عندما تفضل الذكور عليهن.. فتقوم الأم بمنحه السلطة المطلقة في ضرب وإهانة أخواته البنات حتّى اللائي يكبرنه في العمر!! وهذه بلية تبتلى بها بعض البيوت، فبالإضافة إلى الفوضى الحسية التي يفتعلها الإمبراطور المدلل في البيت، تأتي الفوضى المعنوية التي يثيرها ويشعلها في حياة أخواته، فالأم تجبرهن على خدمته وتدليله وعدم المساس به وعدم جرح مشاعره!! حتى وإن أخطأ في حقهن وأساء إليهن.
إن هذا النوع من التعامل لا يتوقف أثره السيئ على حياة البنات فحسب، ولكنه أيضاً مادة خام ومشروع إنتاج طاغية صغير، أو رجل متعجرف سيئ الخلق.. في حين نجد الرسول (ص) يوجهنا إلى إكرام البنت بقوله: "من كانت له أنثى فلم يئدها، ولم يهنها، ولم يؤثّر ولده عليها؛ أدخله الله الجنة". - كثيرات هن الأمهات اللواتي يمارسن العنف على بناتهن وربما أبنائهن، وهن يحسبن أن هذا هو أسلوب التربية الصحيح.. وتكلف الأم ابنتها من أعمال المنزل المضنية ما لا تطبيق؛ والحجة في ذلك أنها تعلمها شيئاً لها وللزمن.
أختي الأم: إن التربية في مفهومها الصحيح تعني الحنان المغدق والعناية والتوجيه السليم.. بل والشعور بالحب الدائم، وحسن التوجيه لغرس القيم والمبادئ، والتفريق بين الحلال والحرام والمسموح والممنوع بأسلوب هادئ ورصين ومؤثر.
إن العنف في تربية الصغار هو في الحقيقة وأد خفي، وذبح للطفل أو الطفلة مرتين: فهو وأد لطفولتها وهي صغيرة، ثم وأد لسعادتها وهي شابة كبيرة.. فهي تستشعر كلمات الإهانة وأسلوب والإذلال وتستصحب معها ذلك في كل مراحل حياتها.. مع العلم أن خوف العقوبة دائماً يحمل على كثرة الخطأ أو خوف المبادرة؛ وبالتالي السلبية التامة في الحاضر والمستقبل.
ساحة النقاش