أنا فتاة جامعية مستواي المهني جيد أطمح لحياة مستقرة زوج وأولاد لكن لحد الان لم يحصل النصيب،للعلم نحن عدة بنات فقط واحدة التي تزوجت وأصبحت أشعر بالإحباط,لأنني لست بيضاء البشرة خوفي بأن يفوتني القطار ويصيبني مرض العنوسة,لا أدري لماذا لم يحصل النصيب مع أنني قدمت عدة تنازلات أرجوكم أفيدوني.
*** ** **** *** **** *** *** *** *** ***
العنوسة ليست مرضاً ولانقصاً فإن كمال المرأة وجمالها وجلالها بشخصيتها ..بخلقها وفكرها وايمانها,لا بزواجها ولا بلون بشرتها او طبيعة شعرها,فالانسان كيان قائم بذاته,وشرفه وعزته بطاعة ربه وتهذيبه لنفسه وخدمته للاخرين اذ ان (قيمة كل امرئ ما يحسنه) كما قال الامام علي كرم الله وجهه.
لقد كانت مريم صديقة طاهرة وسيدة من سيدات اهل الجنة رغم انها لم تتزوج,ورفع الله ذكرها لعبادتها وطاعتها لربها,ورزقت بعيسى,من غير نكاح.
وكانت اسية بنت مزاحم سيدة من سيدات اهل الجنة,مع ان زوجها كان فرعون وكان من قصتها ما كان.
فطريق التعالي واكتساب الفضائل مفتوح امام المرأة –وكذا الرجل – سواء كانت متزوجة ام لا,فلا ينبغي ان تحصر المرأة طريق فلاحها وبوابة نجاحها بالزواج,وان كان الزواج مفيداً بل ضرورياً في كثير من الاحيان.
اما بخصوص فرص الزواج,فهي تعتمد من جهة على العلاقات الاجتماعية للاسرة وللبنت,فحضور المرأة في مجالس النساء والتواصل مع الاقارب وكذلك حضور المنتديات الاجتماعية السليمة والمساجد يوفر فرصة للتعارف مع العوائل مما يوفر فرصة اكثر للزواج.
ومن جهة اخرى فان بناء المرأة لشخصيتها وتحسينها لخلقها وأدبها يزيد من جلالها وبهائها ويضفي سحراً على شخصيتها يفوق تأثير جمالها الظاهري,الذي يمكن ايضاً تحسينه باختيار الملابس الانيقة المحتشمة وبعض من الاهتمام المعتاد بالجسم والشعر دون التبرج والسفور.
وفي حالة تعدد البنات في العائلة فينبغي ان لا يلتزم بالتسلسل السني بل فتح الباب ليكون لكل بنت نصيبها وبما قسم الله لها,كما ينبغي التركيز على شرف العريس وشخصيته والتساهل في الشروط المادية.
واخيراً فان رحمة الله تعالى وسعت كل شيء وفي اللجوء اليه وطلب الحاجة منه قضاؤها وتيسيرها باذنه.. فهو المستعان وهو ولي التوفيق.
ساحة النقاش