شاب أبلغ من العمر 24 عاماً أحببت فتاة من عائلة محافظة وقبل حبي وارتباطي بها كانت تربطنا مودة أي كنت أعرف أهلها قبل ارتباطي بها عاطفياً ومن ثم فاتحتها بالزواج فأنا أكبر منها بـ8 شهور.
وعند موافقتها بالارتباط انتابني خوف فظيع وبدأ ينتابني شعور بعدم القدرة على تحمل المسؤولية, والمشكلة إنني الآن بمرحلة الخطوبة. طبعاً هذا الشعور بدأ ينتابني عند تقدم بعض الأشخاص لها بالزواج وعند استفساري عنهم عرفت بأن مدخولهم الشهري يفوقني بمراحل كبيرة ومن بعدها بدأ هذا الشعور بالخوف والشعور بعدم تحمل المسؤولية. علماً بأنني أعمل بوظيفة محترمة وشركة محترمة ودخلي الشهري لا بأس به.
**** *** *** **** **** *** *** *** **** **** **** ***
الأخ الفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الواضح من سؤالك أن شرائط زواجك من البنت المذكورة جيدة ومناسبة للاثنين.. من المعرفة المسبقة بها وبأهلها والتقارب النفسي والعاطفي بينكما، إضافة إلى كونك مؤهل تماماً للزواج بها سواء من حيث العمل أو المدخول وكذلك رضاؤها بك.
إذن، ما ذكرته من خوف ومشاعر ليست سوى وساوس شيطانية ناتجة عن قلق داخلي تعيشه وهو لا علاقة له بزواجك من قرب ولا بعد وربما يرافقك عند الإقدام على أعمال ومسؤوليات أخرى. فيجب أولاً أن لا تربط بينها وبين الزواج فمشروع زواجك، كما حكيت، متكامل الأركان وعلى منصة التوفيق باذن الله. وثانياً يجب أن تتوجه إلى الحزم في أمورك وتقوية العزيمة في نفسك وخير قاعدة تفيد في ذلك ما نقل عن الإمام علي (ع) قوله: "إذا هبت أمراً فقع فيه".
وذلك بالإقدام على كل أمر تخاف منه أو تهابه حتى تقطع شوكة القلق والتردد والوساوس. وجرَّب الأمر في صغار القضايا وكبارها تدريجياً حتى تزداد ثقة بنفسك واطمئناناً إلى قدرتك وحاول استذكار ما تحتلك من خصائص ومواصفات جيدة ولو بتسطيرها على ورقة تضعها نصب عينيك فإن الله تعالى قد وهبك من النعم ما تعجز عن شكرها، وقد قال جل شأنه: (وإن تعدّوا نعمة الله لا تحصوها) (ابراهيم/ 34).
ولعل كثيراً من هذه الحالات تنتج عن الأجواء المحيطة غير المناسبة فحاول الابتعاد عمن يكسر همتك ويثبط عزيمتك واسعى إلى مرافقة الناس الايجابيين والعزيزين وبناء شخصية مستقلة بنفسك بعيداً عن المستهزئين والفارغين والذليلين.
أما ما ذكرته عمن تقدم لها ممن هو أفضل حالاً وأكثر مالاً، فأما المال فربما وأما الحال فلا يعلم إذ إن المال لا يعني السعادة دوماً، بل السعادة تكون عند ذي الدين والأخلاق والشهامة والغيرة.
ثم إن الاختيار بيد البنت ولو شاءت لاختارت غيرك وإذا كنت متردداً فخيَّرها بينك وبين غيرك واشرح لها الأمر لتجد رأيها الصريح وقلب المرأة دليلها، فلا تزد التشكيك والارتياب ولا تعكر صفو أيامك بالإصغاء إلى الأفكار المتفرقة.
وربما نتجت بعض هذه الأفكار عن شعور مبالغ فيه بالترحم والعطف على المرأة، عموماً، وخطيبتك بالذات، ولو كنت في حالة سيئة فلربما كان لهذا الشعور ما يبرره، أما مع وضعك الجيد وما بينكما من مودة فلا داعي للقلق واسعى للتعامل مع الأمور بواقعية بعيداً عن العواطف الجياشة.
وعلى أي حال، لو طالت بك هذه الحالة واستطالت فان من المفيد أن تعرض القضية على معالج نفسي للخروج منها.. سائلين الله تعالى أن يأخذ بأيديكما للسعادة والهناء.
ساحة النقاش