تحية طيبة لكم ولمجهوداتكم الطيبة وجعلها الله في ميزان أعمالكم
أنا شاب متزوج منذ 10 سنين وانجبت طفلين إلى الآن وبإختصار أنا لم أشعر بحب أو ميل قلبي إلى زوجتي ولا أكن لها أي نوع من الحب العاطفي وهذا كان من بداية الزواج وحاولت أن أقبلها قلبياً ولكن دون جدوى للأسف وهي على العكس تكن لي المحبة القلبية لم أصارحها بعدم حبي لها على الإطلاق وذلك حفاظاً على مشاعرها وعطفاً عليها وخوفاً من الله عز وجل هذا الأمر جعل حياتي كئيبة للغاية حيث أنني لا أستطيع تقبلها حتى في المعاشرة ولا أطيق ذلك معها وإنما أرغم نفسي على معاشرتها خوفاً من أكون مأثوم أو أقصر في حقوقي تجاهها وإنما أفعل ذلك غصباً عني دون شعور بالرغبة تجاهها.
أضف إلى ذلك لقد تأزمت كثيراً من هذا الموضوع لعلي أجد حلاً ولكن للأسف دون جدوى حيث أنني فكرت في الزواج من أخرى وفاتحتها في الأمر وثارت المشاكل بيننا وطلبت الطلاق وهي ترفض هذا الأمر تماماً.
ومن ثم أنا أحتاج إلى الزواج الثاني لعلمي أن هذا هو الأمل بالنسبة لي للخلاص من هذه المأساة والتي تجعلني عديم التركيز في حياتي وكذلك الاكتئاب الدائم الذي ينعكس على أسرتي أيضاً إضافة إلى ذلك هذا الأمر جعلني أرتكب بعض المحرمات من علاقات غير شرعية بالتليفون وغير ذلك وهذا لا يرضيني حيث أشعر بالندم دائماً وأتوب ولكن مع الوقت تتكرر هذه المعاصي مع وجود المغريات وعدم تحملي هذا الأمر الذي لا أطيقه.
أتمنى أن أجد لديكم حل لمشكلتي ومساعدتي بما تستطيعون ولكم جزيل الشكر والاحترام ووفقكم الله تعالى لكل خير.
**** ****** **** ***** **** **** ** **** ****
الأخ الفاضل
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
نقول منذ البداية سامحك الله تقول أنك لم تكنّ لزوجتك أي نوع من الحب العاطفي فلماذا ورطتها معك في مسيرة حياة وأكثر ما تحتاجها هي العاطفة والمودة والرحمة وستنعثر إن جفت هذه المصادر أو قلّ تدفقها في الحياة المشتركة بين الزوج والزوجة.
ولكن ينبغي أن لا تنسى أن الحياة الزوجية هي ذاتية الدفع إن صحّ التعبير إن احتفظنا فيها بشروط الوفاء والنظرة الإيجابية وآليات التبادل العاطفي والتواصل الإنساني.
فإن عبّر الرجل لزوجة بالحب قولاً وفعلاً أي أن يشعرها بهذا الحب الاهتمام العاطفي والرعاية الزوجية وعبرت المرأة لزوجها عن حبها تقديرها واحترامها له وثقتها به، فإن الحياة سترفد بينبوع عاطفتها ورحمتها على العلاقة المشتركة.
وكلما كان جريان الحب وجريان التقدير والاحترام متواصلاً بين الزوجين فإن العلاقة ستحافظ على طراوتها وبل تتعمق مع الزمن والمشاكل الجزئية، لن تستطيع أن تصيب هذه العلاقة بالجفاف العاطفي.
أنت كنت أخلاقياً عندما لم تصارحها بعدم حبك لها وكنت ترغم نفسك على معاشرتها خوفاً من أن تكون مأثوماً أو مقصراً في واجباتك تجاهها.
هذه عباراتك ولكن أنت ظلمتها وظلمت نفسك عندما أبقيت هذا الشعور داخل قلبك ولم تقم بما يساعدك على إشعال جذوة الحب المفقود وهل يوجد أمر في زوجتك يجعلها غير مستحقة لإبداء حبك لها وفتح هذا الباب الذي أوصدته أنت ربما من خلال تلقينك لنفسك بأنك لم تحب هذه المرأة ولا تستطيع أن تحبها.
عندما لا تستطيع أن تغير شعورك تجاهها وأنت خلف هذا الباب فاعزم قليلاً على فتح باب قلبك لترى أن زوجتك هي شريكة حياتك منذ 10 سنوات وهي أم عيالك وتكنّ لك محبة قلبية.
واعلم ان كثيراً من الأزواج عانوا سنوات من علاقاتهما ثم اكتشفا أن الطريق إلى قلب كل منهما كان موجوداً بين أيديهما وهما لم يشعران به.
هذا ما تقوله مراكز تأهيل الأزواج نفسياً واجتماعياً، وربما أن زواجك من امرأة أخرى سوف لن يساعدك بقدر ما أن تغير نظرتك قليلاً وتنتقل من مستوى التفكير الذي أنت فيه إلى مستوىً آخر وتنظر إلى حياتك مع زوجتك من أفق جديد واطلب من الله العون في أن يساعدك على ذلك.
وامعن في تغيير سلوكك وحكمك على الطرف الآخر مسبقاً وإذا لم تفلح في الحصول على نتيجة ترضيك ستكون معذوراً عند الله سبحانه الذي كان دائماً مصدر قوتك.
والاكتئاب الذي أنت فيه هو طبيعي لما أنت فيه من النظرة والطريقة التي تنظر بها إلى العلاقة مع شريكة حياتك.
وكذلك سائر الأعمال التي نمارسها أحياناً فإن ذلك لن يكون علاجاً لك لأنها الداء لا يكون دواءً.
الحل إذن بيدك اجلس مع نفسك قليلاً وأعد بناء تفكيرك من جديد وضع هندسة لعلاقة جديدة وافتح أبواب قلبك الذي تفتحه أحياناً لأبعد الناس عنك فكيف بأقرب إنسان منك.
وإذا أردت أن تحب زوجتك فاحببها واشعر بحبك لها وعبّر عن حبك لها بدلاً من أن تفكر في أنك لا تحبها ولكن تشفق عليها في سلوكك.
وادخل في هذه التجربة الجديدة من حياتك فإنها ستكون تجربة مفيدة للغاية ربما تفتح عليك أفقاً جديداً أنت لم تتصوره أبداً.
ومهما كانت النتائج فأنت ستكون قد سعيت لإنقاذ أسرة بأكملها.
وفقك الله لكل خير.
ساحة النقاش