أنا فتاة في العشرينات، أكملت دراستي الجامعية وتزوجت من ابن خالتي وأختي الأصغر تزوجت من ابن خالتي الأخرى. مع الأسف هناك قطيعة بين خالاتي وزوجي يجبرني أن أقطع الاتصال مع أختي وهذه المشكلة تؤلمني كثيراً، فماذا أفعل؟
*** ***** ***** ***** *** **** **** *****
الأخت الفاضلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قطع الصلة مع الأرحام من كبائر الذنوب وله آثار سيئة في الدنيا والآخرة وهو خلاف سنة الله تعالى وطبيعة البشر، فالانسان يميل بفطرته وطبعه إلى التواصل مع أرحامه، ولهذا التواصل الثواب الكبير، كما إنه ورد في الآثار أنه يزيد في العمر والرزق.
وفي حالتك لابد من العمل على توعية زوجك بهذه الحقائق، بهدوء وترو، وأن يعلم الزوج أن كلا الزوجين له الحق في مواصلة أهله، ولا يحق للزوج المنع من ذلك، إلا إذا كان مواصلة بعض الأشخاص يجلب الضرر والسوء للعائلة ويهدد سلامتها ودينها.
نعم، يمكن للزوج أن يطلب عدم مجيء فلان أو فلانة إلى داره دون المنع من العكس بأن تزور زوجته أهلها في دارهم.
وفي حالتك فأنت بين أمرين، كلاهما مر: الأول قطع الارتباط بأختك والآخر سوء العلاقة بزوجك، ولا شك بأن حفظ العلاقة مع الزوج مقدّم على غيرها، فإن ذلك متعلق بمستقبل العائلة جميعاً، فلابد من اجتناب ما يعكر صفو هذه العلاقة، والتي يمكن بتطويرها وتأصيلها وبالتوعية الثقافية والدينية ومرور الزمن أن تحل الاشكاليات الأخرى، فيقتنع الزوج بخطئه أو يغض الطرف عن علاقتك بأختك.
ويمكن لك أن تعتذري لأختك عن ظروفك الخاصة وأن تطلبي التواصل معها بشكل غير مباشر كأن تزوريها في بيت أهلك أو الاجتماع في مناسبات الأقارب، أو زيارة أصدقاء مشتركين، أو الصلاة في المسجد، وغير ذلك، ولا يجب عليك أخبار زوجك بذلك، فيبقى الأمر بعيداً عن علمه وإذا علم، فلا يعدو الأمر لقاء عادياً كما يحدث صدفة مع مختلف الناس.
ومن المفروض أن لا تؤثر العلاقات بين الأجيال السابقة على الأجيال اللاحقة، وأن يتجاوز الشباب مشاكل الآباء والأمهات، وهذا يتطلب وعياً ولباقة في التصرف من قبل الأبناء وأن يعلنوا للجميع أنهم غير مسؤولين عما سبق وأنهم يريدون اصلاح ما فسد، وقد قال تعالى: (تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون) البقرة/ 141.
وقال جل شأنه: (ولا تكسب كل نفس إلا عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى) الأنعام/ 164.
فلا يتحمل الانسان وزر الآخرين، وعلى أي حال، فإن (الصلاح خير) كما جاء في القرآن، و(إصلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام) كما جاء في الأثر الشريف.
ساحة النقاش