منذ فترة اكتشفت بالصدفة أن أخي يخون خطيبته مع إمراة اخرى من قريباتنا وهي متزوجة، كذالك ويتكلمن بالشات بكلام غير لائق خصوصا أن قريبتنا متزوجة وهي تبادله الكلام بأمور جنسية وفترة ماكلمت أخي.. فبادرت بنصحه هو وقريبتي ولم أفضح أمرهم ووعدوني بأن يصلحوا غلطتهم ولن يعودودا أبدا, فعدت أكلم أخي مثل السابق ووعدت نفسي أن أثق به، ولكني بالفترة الأخيره أراه يتصرف بغرابه يجلس على النت ثم يخرج من البيت حاملاً معه جواله، وذالك اليوم كأن يأتي يكلمني ويسالني بطريقة غريبة وكأنه خائف من شيئ..
أنا خائفة أنه رجع لهذه العلاقة المحرمة.
ماذا افعل انصحوني, هل أخبر أمي أو أحد أخواتي أم أتكتم على الامر؟ أم أعامله بطريقة أن أهجره ولا أكلمه؟
*** *** *** ***** **** **** ****** ** ****
الأخت الفاضلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة دينية واجبة لأن فيها حفظ المجتمع وحمايته من الإنحراف والأخطاء، وأوّل مَن يستفيد من ذلك الواقعون في الخطأ لأنّه ينبِّههم ويردعهم عن الإنزلاق إلى هاوية السقوط فالمنكر يجر إلى آخر وبالتالي قد يصل الإنسان إلى وضع لا تحمد عقباه فيسقط إجتماعياً وأخلاقياً.
ولو قام المجتمع بواجبه وأدّى دوره كما أدّيت لضاقت رقعة المنكر ولم يجد المخطئون فسحة يتحركون بها، لأنّ الناس سيكونون عين القانون الساهرة التي تراقب وتحاسب، وسيجد أفراد المجتمع عوناً من بعضهم البعض للنهوض بواجباتهم والمضي على طريق الإستقامة وجادة الصواب.
"الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" عنوان عام، يندرج تحته كل الوسائل المشروعة الممكنة بحسب الظروف، فلكل حالة علاجها ولكل مقام مقال.
فأحياناً تكفي الإشارة، وتارة النصيحة، وأخرى الوعيد والتهديد خصوصاً إذا كان المورد يهدد سلامة المجتمع ويحذر بالخطر، وقد تتطلب بعض المواقع إستخدام اليد والقوة، كمنع عدوان يقع على فرد أو صد مجرم عن جريمته.
ولكن المجال الأوسع هو الدعوة إلى الله بالتي هي أحسن والتذكير بالموعظة بالقول الحسن وبيان الآثار الإيجابية للمعروف والسلبية للمنكر، أي بيان الحكمة من كل أمر ونهي جاء في الشريعة وكذلك القانون فالبيان هو أسلوب الأنبياء والتبيين هي سمة الكتب السماوية التي جاءت بدين الله.
وقد ينزعج الشخص الخاطئ لبعض الوقت ولكنه بعد أن يفيق من سكرة الإثم سيكون ممنوناً للآمر الناهي، لأنّه منعه وحماه من نار المعصية التي تجلب له شقاء الدنيا وعذاب الآخرة.
قال تعالى: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) (طه/ 124).
وفي الوقت الذي ينعم المؤمنون والصالحون بالأمن والسلام الذي ينعش حياتهم ويشع على مَن حولهم، قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (المائدة/ 69).
وعوداً على حالتك، فإنّ التذكير مرحلة ومنه تذكير الفرد بشخصيته وكرامته التي يجب حفظها، والنهي مرحلة أخرى، والوعيد له دوره خصوصاً مع الأقارب، ولكن الحفاظ على الستر مطلوب، لأن في إعلام الآخرين، هتك كرامة الإنسان وقد تترتب على ذلك آثار إجتماعية وعواقب سيِّئة تجر أحياناً إلى الطلاق والضرب وحتى القتل، فينبغي حساب العواقب في كل أمر ونهي، فلا تكون النتائج أسوأ من مقدماتها، ولا يعالج المنكر بمنكر أشدّ منه.
وكما للكلمة دورها، فأحياناً يكون الصمت أكثر إيلاماً إذا وقع من الأقارب أو الأصدقاء لأنّ الطرف الآخر سيشعر بسعة الهجر ومرّ الحرمان، وسيحاول التهرب من خطئه والتقرب للآخرين.
ولكن ينبغي قبل أي خطوة التأكد من خطأ الفرد، لأنّ المحاسبة في غير وقتها تؤدي إلى نتائج عكسية.
ومن الله التوفيق.
ساحة النقاش