أبو سمبل:منطقة اثرية مصرية خلابة يقع بها مجمع معبدى ابوسمبل وهما معبد ابو سمبل الكبير (رمسيس الثانى) و معبد ابى سمبل الصغير (نفرتارى) وهما من المعابد المنحوتة فى صخور الجبال بل هما اكبرها و اعظمها و افخمهما على الاطلاق .بل اكمل المعابد المصرية حاليا فقط حفظمها بعدهما فى جنوب مصر و حفظمها اتغمارهما فى الرمال قبل اكتشافهما فى بداية القرن الماضى. وقد انشأهما الامبراطور المصرى خالد الذكر و الذى اعاد لمصر عظمتها و عنفوانها و قوتها و امتدادها و هزم اعداها و ويمثل المعبدان نصب دائم للملك رمسيس الثانى و زوجته الملكة نفرتارى لتخليد انتصاراته فى معركة قادش على الحيثيين. ومع ان قادش تقع فى سوريا الا انه نحتهما فى هذا الموقع تحديدا لتخويف اعداءه فى الجنوب ومنعهم من مهاجمه الامبراطورية المصرية (آنذاك) من حدودها الجنوبية . ، وقد استغرق نحت المعبدين حوالى عشرون عاماً حيث كانت البداية في حوالى ١٢٤٤ لينتهى العمل فى ١٢٢٤ قبل الميلاد.
و نعود الى يوم عيد الشمس فنقول :فى هذا اليوم 22 اكتوبر تتعامد الشمس على مقصورة قدس الاقداس بمعبد ابى سمبل الكبير (معبد رمسيس الثانى) حيث تبدا اشمعة الشمس فى قطع مسار مستقيم من بوابة المعبد وحتى قدس الاقداس الذى يقع على بعد 60 متراً من مدخل المعبد وهى ظاهرة عبقرية تقع مرتين فى العام فى الخريف و المرة الاخرى فى الربيع و كانت تحدث يوم 21 و لكن بعد نقل المعبد ين من مكانهما الاصلى المنحوت فى صخور احد الجبال عام 1968 بسبب توقع غرقه فى مياه بحيرة السد العالى عند اكتمال ملؤها تم نقله على بعد 210 متراً غرب و بارتفاع 65 متر عن موقعه الاصلى اكثر حتى لا تصل اليه المياه, فتغير موقعه على خطوط الطول التى وضعه عليها الاجداد فيبدوا ان الناقلين لم يكونوا فى دقة المؤسسين فتأخرت ظاهرة التعامد لمدة اربعاً وعشرين ساعة و لتصبح يوم 22 .
و ليس هناك تفسير مؤكد لماذا هذه الظاهرة فى هذا التوقيت وبهذه الكيفية؟ ,الا ان هناك نظريتن احداهما تقول انهما يومى ميلاد الملك العظيم رمسيس و يوم جلسه على العرش, ولا يوجد ما يؤكد ذلك و النظرية الثانية انها براعة فلكية مصرية لتحديد مواسم الزراعة و الحصاد و لا يوجد ايضا ما يؤكد هذا. يؤكد او ينفى هذا او ذاك. فلم يرصد احد نصا فرعونيا مكتوبا فى البرديات الفرعونية او على الجدران سواء المعابد او المقابر او حتى معبد رمسيس الثانى الذى تقع فيه هذه الظاهرة العجيبة .و مع كل فان هذا لا ينفى انها ظاهرة فلكية عبقرية مصرية فريدة. و تكمن عبقريتها فى حدوثها على النحو التالى: تتتعامد الشمس على تمثال الملك رمسيس الثانى و تمثال رع حور ، وتمثال آمون، وأما التمثال الرابع بتاح، فلاتسقط عليه لانهم كانوا يعتبروه آله الظلام. و تبدأ هذه الظاهرة الفلكية العبقرية بمجرد شروق الشمس و تستمر حوالى 25 دقيقة .
و كان اول ذكر موثق لهذه الظاهرة فى كتاب ألف ميل فوق النيل, للكاتبة البريطانية اميليا ادوارد نقلا عن السكان المحليين (المصريين) فى المنطقة حيث انها غادرت المنطقة قبل الظاهرة بفترة طويل و ذكرت هذا فى كتابها الذى نشرته عام 1899 عن رحلتها فى مصر و التى قامت بها عام 1874, أى أ ن الظاهرة كانت معروفة للمصريين فى المنطقة وكانوا يرصدونها و يشاهدونها. و لم تكن الكاتبة هى من اكتشفها كما يذكر البعض ذلك. و هذا لنصحيح المعلومة. ويحتفل المصريون و اهل اسوان و ضيوفهم من الاجانب و العرب و الافارقة بهذه الظاهرة مرتين سنوياً احتفالا فلكلوريا اسوانيا مصريا خالصاً حيث تقدم الفرق الفنية الشعبية عروضا بهذا المناسبة.
ايها المصريون احفاد الملك رمسيس الثانى فرعون العزة و المجد و الافتخاز كل عام وحضراتكم بخير.
ساحة النقاش