الاقتصاد للجميع للدكتور محمد إبراهيم الشهاوي

يختص الموقع بالاهتمام بمجالات الاقتصاد المختلفة سواء تسويق وإدارة وتخطيط وتنمية وتجارة خارجية واحصاء

<!--

<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman","serif";} </style> <![endif]-->

إرتفاع الفاقد في المحاصيل الزراعية في مصر

د. محمد إبراهيم محمد الشهاوي

أستاذ الاقتصاد الزراعي المساعد - كلية الزراعة سابا باشا - جامعة الاسكندرية

تتعرض المحاصيل الحبوب أثناء الحصاد وبعده إلي خسارة تنتج من عملية الحصاد نفسها وكذلك عمليات الدراس ، والنقل ، والإصابة بالفطريات والحشرات ، ومن مهاجمة القوارض والطيور للمحصول . بالإضافة إلي العمليات التي تجري علي المحصول بغرض تخزينه أو تسويقه من عمليات الفرز ، والتعبئة ، والنقل ، والتداول بالإضافة إلي ذلك التدهور الناتج من التخزين ، ونشير هنا إلي أنه من النادر الحصول علي أرقام محددة مبنية علي أساس من الدراسات العملية الدقيقة والتي تحدد حجم الفقد للمحاصيل بعد الحصاد ، وعلي أي حال فإن الفقد يكون مرتبط بالمحصول كمًا ونوعًا علي أساس الظروف الجوية في وقت الحصاد وكذلك أثناء الفرز والتخزين ، والتسويق والتداول بالإضافة إلي الظروف الاجتماعية السائدة ، ولعل ما يشار إليه هنا هو أن مشكلة الفقد بعد الحصاد تزيد في العالم كله ولكنها تزيد بشكل كبير في الدول النامية ، ويرجع ذلك إلي الظروف الاجتماعية والاقتصادية المتدهورة والتي تعيشها الدول النامية بالإضافة إلي ضعف الإمكانيات وكذلك الوسائل التي تملكها تلك البلاد لتقيل نسبة الفاقد .

مراحل فقد المحصول :

يعرف فقد المحصول علي أنه النقص في وزن وقيمة المحصول ، وكذلك التغير في القيمة الغذائية له نتيجة للعوامل المسئولة عن تدهوره ، وتنحصر مراحل فقد محصول ما فيما يلي :

& فقد ما قبل الحصاد .

& فقد أثناء الحصاد .

& فقد ما بعد الحصاد .

 

 

أولا- الفقد ما قبل الحصاد :

يحدث هذا الفقد قبل إجراء عملية الحصاد وأثناء وجود النبات في الحقل بسبب مهاجمة بعض الحشرات للنباتات قبل النضج للمحصول ، ومن إصابة النبات ببعض الأمراض البكتيرية ، والفطرية والتي يكون لها نتائج سلبية علي كمية المحصول النهائي ، وينتج كذلك من ترك النباتات بعد النضج في الحقل وينتج أيضًا من عدم استخدام الطرق الحديثة في الزراعة .

ثانيا- الفقد أثناء الحصاد :

يحدث في الفترة ما بين بداية ونهاية عملية الحصاد ويحدث بسبب تكسير الحبوب أثناء الحصاد وذلك بسبب استخدام الطرق البدائية في الحصاد ويمكن تقليل هذا الفقد للحد الأدنى له باستخدام الآلات الحديثة والميكنة في الحصاد .

ثالثا- الفقد بعد الحصاد :

يحدث خلال الفترة ما بين انتهاء عملية الحصاد إلي استهلاك المحصول النهائي وهناك ثلاث صور من الفقد ما بعد الحصاد ولكل منها مضمون اقتصادي وهي :

أ- الفقد الطبيعي : وينتج من استخدام الأساليب البدائية في العمليات التي تمت علي المحصول بعد الحصاد بالإضافة إلي العوامل الأخرى والتي منها التهام القوارض والطيور لجزء من المحصول ، بالإضافة للفقد في المحتوي المائي للحبة ويظهر هذا الفقد كعجز تخزيني يمكن قياسه .

ب- الفقد في الجودة : يحدث هذا الفقد في مكونات الحبة مما يفقدها مواصفاتها الطبيعية التي تتميز بها ويحدث من تعرض الحبة لظروف مخالفة لوضعها الطبيعي أو يحدث من إصابة الحبة بتعرضها للبكتريا والفطريات وإصابتها بالحشرات .

ج- الفقد في القيمة الغذائية : يحدث نتيجة لافتقاد الحبة لقيمتها الغذائية وينتج من الفقد الطبيعي والفقد في الجودة .

العوامل المسئولة عن الفقد في المحاصيل الحقلية :

نظرًا لتدخل العوامل المسئولة عن الفقد ونظرًا لتكامل وتضافر مسؤوليتها عن إحداث الفقد في المحاصيل فقد أمكن تقسيم تلك العوامل إلي أربعة أقسام هي :

أولا - العوامل الميكانيكية الفنية .

ثانيا - العوامل الطبيعية .

ثالثا - العوامل البيولوجية .

رابعا - العوامل الاجتماعية والاقتصادية .

أولا- العوامل الميكانيكية الفنية :

تنقسم هذه العوامل إلي مجالين هما :

أ- مجال استخدام الميكنة في عمليات الخدمة .

ب- مجال النقل : وتتعدد وسائل النقل ولكنها تنحصر بصفة أساسية في وسيلتين هما :

* وسيلة النقل بالسيارات .

* وسيلة النقل بالسكك الحديد .

وسيلة النقل بالسيارات : أثبتت هذه الوسيلة فاعليتها وقدرتها إلي حد كبير بالقيام بعمليات النقل المطلوبة حيث ينعدم وجود تجاوزات عن الحد المسموح به لنسبة العجز وفروق الموازين لأغلب النقلات وهي نسبة 0.5% من الحمولة وتوجد بعض الحالات الاستثنائية والتي تخالف ذلك وتتحملها الشركة الناقلة ويرجع سبب تلك الحالات إلي الأسباب التالية :

- سطح السيارة يكون غير مجهز للشحن فيه .  

استعمال الهوك في تحميل السيارة .

عدم تغطية الحمولة بالمشعات .

الشحن في جوالات غير صالحة للنقل .

وأخيرًا السرقة أثناء الطريق .

وسيلة النقل بالسكك الحديدة : تقوم بها هيئة السكك الحديدية وتقوم بالنقل من رصيف الميناء إلي محطة الوصول بأختام سليمة ، وهى خدمة تؤدي بأجر منخفض ولكن يعاب عليها حدوث حالات كثيرة من العجز ويرجع ذلك إلي أن عمل هيئة السكك الحديدية يتم من خلال لوائح النقل التي تحتوي في بنودها علي شروط تحفظ لها عدم المسئولية عن حدوث أي عجز في الوزن أو في عدد الرسائل المرسلة إلي محطة الوصول .

ثانيا - الفقد نتيجة الظروف الطبيعية :

يتمثل في تعرض الحبوب إلي درجات من الحرارة ، والرطوبة غير المرغوب فيها والتي تساعد في سرعة تنفس الحبوب مما يفقدها الكثير من صفاتها وخصائصها بحث تقلل من وزنها عن طريق زيادة نسبة التمثيل الغذائي لها ومن هذه الظروف :

أ- الحرارة .         

ب- الرطوبة .       

ج- سلامة الحبوب وعلاقتها بظواهر التلف التي تظهر عليها أثناء التخزين .

الحرارة : تتساوي الحبوب بصفة عامة مع التربة والخشب الناعم في درجة توصيلها للحرارة ، ولكنها تتفوق علي المواد العازلة في توصيلها للحرارة حيث تتفوق علي الفلين بثلاث أضعاف ، وعلي الطوب والخرسانة من ستة إلي عشر أضعاف ونظرًا لتخزين الحبوب بكميات كبيرة جدًا مع تميزها بانخفاض توصيلها للحرارة فان الحرارة التي تنشأ في موضوعها لا تخرج إلي الخارج ولكنها تظل مخزنة بها لذلك فان حرارتها ترتفع ارتفاعًا كبيرًا من مصدر ضئيل للحرارة ، وتنفرد الحبوب بعدم اعتماد حرارتها علي درجة الحرارة المحيطة بها ، ولا تتأثر بالتغيرات اليومية ، أو الموسمية في درجة الحرارة ، ولعل أهم أسباب ارتفاع حرارة الحبوب والتي لا توجد لها أسباب ظاهرية وتتسبب في إصابة الحبة وتلفها ما يمكن الإشارة إليه فيما يلي :

* عملية التمثيل الغذائي للحبة : حيث تتسبب في ارتفاع درجة الحرارة للحبة ولكن ليس هو الذي يسبب سخونة الحبة خصوصًا للحبة التي تقل مكوناتها المائية عن 14% .

* الإصابة بالحشرات : حيث يكون مصدر الحرارة هو عملية التمثيل الغذائي للحشرة نفسها .

* زيادة معدل تنفس الحبة : ويكون سببه نشاط الأحياء الدقيقة الموجودة علي سطح الحبة أو التي توجد تحت البشرة والتي تنشط في ظروف مناسبة لها من ارتفاع نسبة الرطوبة ودرجة حرارة الجو .

الرطوبة : يقصد بها ما تحتويه الحبة من ماء وهي من أهم العوامل التي تساعد علي بقاء الحبة سليمة أثناء التخزين ، وذلك يظهر عند تخزين وتكون محتوياتها المائية اقل من المعدل الحرج وهي 14% حيث تجعل الحبة في طور الراحة ، وعند ارتفاع تلك النسبة تؤدي إلي ارتفاع معدل تنفس الحبة مما يزيد من معدل تنفس الأحياء الدقيقة التي تنمو علي الحبة وتلفها . ومن الأسباب التي تساعد علي ارتفاع المحتوي المائي للحبوب أثناء التخزين هي :

* حصاد المحصول وتجهيزه للتخزين قبل النضج .

* عدم تجانس التقاوي .  

* ارتفاع نسبة وجود الحشائش في الحبوب المخزنة . 

* تعرض الحبوب المخزنة للأمطار وللضباب والندي أثناء تخزينها . 

* نقل الحبوب من منطقة جافة إلي أخري مرتفعة الرطوبة . *

* استعمال وسائل النقل للمحصول .

سلامة الحبوب وعلاقتها بظواهر التلف التي تظهر عليها أثناء التخزين : قد أثبتت التجارب أن معدل تنفس الحبوب المخزنة يتأثر بدرجة خلوها من الحبوب المكسورة حيث يرتفع معدل التنفس للحبوب غير السليمة عن معدل تنفس الحبوب السليمة في ظروف موحدة من الأكسجين والحرارة يرجع ذلك لوجود الكثير من الكائنات الدقيقة من جراثيم وفطريات ، وبكتريا علي الحبوب الغير سليمة حيث تكون مأوي لها وهذه الكائنات هي التي تؤثر علي ارتفاع معدل التنفس للحبوب وارتفاع درجة حرارتها .

ثالثا- الفقد نتيجة العوامل البيولوجية :

تؤثر العوامل البيولوجية علي المحاصيل الحقلية حيث تهاجم كل من الحشرات ، والقوارض ، والطيور المحصول مما يؤدي إلي ارتفاع نسبة الفقد للمحصول وسوف نستعرض تلك العوامل وتأثيرها علي المحصول فيما يلي :

* الإصابة بالحشرات وتأثيرها علي الفقد : تهاجم الحشرات والآفات الحبوب السليمة مما يتسبب في أضرار بالغة للمحصول المخزن وتقسم الحشرات إلي ما يأتي :

الحشرات الأولية : هي التي تصيب الحبوب السليمة وتسبب في معظم الخسائر لأنها تتغذي وتتكاثر علي الحبوب السليمة مما يؤدي إلي نقص فعلي في وزن الحبة .

الحشرات الثانوية : هي التي تصيب الحبوب بعد إصابتها بالحشرات الأولية .

الحشرات العرضية : هي التي تصيب المواد المخزنة الأخرى غير الحبوب ولكنها تتواجد عرضيًا علي الحبوب .

الحشرات الكانسة : وهي التي تعيش علي الحبوب المتعفنة .

* الإصابة بالقوارض وتأثيرها علي الفقد : تفتك الفئران بكل ما يصادفها من مواد غذائية مخزنة وذلك عند تواجدها في مكان التخزين ، وتنحصر أنواع الأضرار فيما يلي :

الفقد للمحاصيل المخزنة : ينتج من فتك الفئران للمخزون من الحبوب سوء التخزين في العراء أو التخزين في المستودعات ، وقدر الفقد الناتج من تغذية الفئران علي الحبوب المخزونة بما يوازي 0.5% من الكمية المخزونة .

تلف عبوات التخزين للحبوب : عند مهاجمة الفئران للحبوب المخزونة في عبوات تفتك الفئران بتلك العبوات لكي تصل إلي الحبوب وينتج من ذلك فقد ملحوظ في وزن المحصول ويظهر هذا الفقد أثناء التخزين أو أثناء النقل .

تلفيات أخري : من تلك التلفيات قرض الفئران لأبواب المخازن والآلات كما تهاجم المنازل وتفتك بكل ما يقابلها من مواد غذائية وتهاجم وتؤرق الإنسان عند نومه بالإضافة إلي نقل ما لا يقل عن 20 مرض مختلف سواء مباشر أو غير مباشر .

* الفقد الناتج من الطيور : تعتبر الطيور أكلة الحبوب أكثر الطيور ضررًا وذلك لأنها تهاجم المحصول وهو في الحقل وفي أطوار النضج المختلفة فتلحق بها خسائر كبيرة وتتأثر درجات الإصابة بالعوامل الآتية :

-  طريقة التخزين .         

  طول فترة التخزين .   

  درجة اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة . 

 ويعتبر التخزين في العراء من الأسباب الرئيسية لهذا الفقد .

رابعا - العوامل الاجتماعية والاقتصادية :

يعتبر كل من الوعي الاجتماعي وسلوك المستهلك من أهم العوامل التي تؤدي إلي زيادة نسبة الفقد لكثير من الحاصلات إذا كان سلوك خطأ في التداول والاستهلاك حيث يستهلك ما يفوق احتياجاته ، أما من الناحية الاقتصادية فلقد وجد أن مستوي معيشة الفلاح وحالته الاقتصادية وصغر الحيازات الزراعية لا تساعد علي امتلاك مستلزمات الإنتاج الآلية ، ولكنها تدفعه إلي الاعتماد علي الحيوانات لإتمام العمليات الزراعية مما يؤدي إلي فقد كبير في المحصول . أما من الناحية الثقافية فان استيعاب الطرق والأساليب الحديثة في الزراعة يحتاج إلي وعي ثقافي عالي ودرجة تعليم مناسبة لذلك فان جهل المزارع وأميته تعوق استخدام طرق وأساليب الزراعة والتخزين الحديثة تجعله يستخدم الطرق القديمة مما يزيد من نسبة الفقد أثناء الزراعة والتخزين ، أما بالنسبة للعادات والتقاليد فان التقاليد الخاطئة تؤدي لسوء التصرف في المحصول مما يؤدي إلي زيادة نسبة الفقد وعلي العكس من ذلك فان وعي المزارع وعدم اقتناعه بتلك العادات يؤدي إلي التصرف الجيد في المحصول وعدم إهداره مما يقلل من الفقد ولذلك فان الوعي الثقافي والدعم المادي والإمكانيات الاقتصادية العالية يدفع المزارع لنبذ العادات والتقاليد السيئة واستخدام الطرق الحديثة في الزراعة والتخزين وذلك بعمل صوامع من الألمنيوم تمنع وصول الحشرات والقوارض إلي المحصول مما يقلل الفقد إلي أقل حد ممكن .

الفقد التسويقي : هو مقدار النقص في كمية السلعة المتاحة للاستهلاك أثناء تداولها وهناك نوعين رئيسين للفقد التسويقي وهما :

* فقد تسويقي كلي : هو عبارة عن النقص في وزن المحصول خلال المراحل التسويقية المختلفة والتي تبدأ من المزرعة وتنتهي بالمستهلك النهائي .

* فقد تسويقي جزئي : هو الفقد الناتج من بيع المحصول بأقل من الثمن المحدد له نتيجة لعدم مطابقة مواصفاته الفنية مع المواصفات القياسية أو نتيجة لتلف جزء من المحصول .

هذا وقد قسم الفقد التسويقي بطريقة أخري تتضمن ما يلي :

* الفقد الكمي : هو الناتج من النقص في وزن السلعة .

* الفقد النوعي : هو الناتج من النقص في الجودة للمحصول .

* الفقد الاقتصادي : هو عبارة عن النقص في القيمة النقدية الناتجة من الفقد الكمي والفقد النوعي.

 طريقة تقدير الفقد التسويقي :

نتيجة للتطور الحادث في العلوم الإحصائية والتكنولوجية تعددت طرق تقدير الفقد التسويقي للحاصلات الزراعية ومن أهم هذه الطرق :

1- أسلوب الحكم الشخصي .

2- أسلوب الاستبيان .

3- أسلوب التجارب العلمية .

4- أسلوب العينات .

الاقتصاد للجميع

AgricEconomic
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

16,409

من أكون؟

د. محمد إبراهيم محمد الشهاوي
أستاذ الاقتصاد الزراعي المساعد
كلية الزراعة سابا باشا - جامعة الاسكندرية
موبايل:  01009791305 (002)
عمل : 646 31 58 (03) 002 – 605 30 58 (03)
فاكس : 008 32 58 (03) 002
البريد الالكتروني: [email protected]

Website: www.kanana.com/elshahawy2013

http://kenanaonline.com/AgricEconomic