( الدِّيوَان ).........
بَحَثتُ عَن دِيوَانِكِ العِطرِيِّ بَينَ كُتُبِي وبَينَ شُجيرَات الوَردِ أطلَقتُ الدُّفُوفَ .. قَلَّبتُ الرُّفُوفَ فَنَّدتُ مَكتَبَتِي مَرَّاتٍ كَثِيرةومَا زَالَ جَارِي البَحثُ عن الجَرِيرَة فَتَشتُ بَينَ الزُّجَاجَاتِ وبَينَ الكُؤُوسحَاوَلتُ تَنشِيفَ عَرَقِي بِمِندِيلٍ مِن تُرُوسِ دُمُقُّسٍ وحَرِير خَطِير مِن لَهِيبِ الخَمرِ والجَمرِ والحِبرِ مِن بَثِِّ ذِكرَيَاتِ الوَجدِ والجَبرِ من جُمَّارِ الرَّحِيقِ فِي كُهُوفِ خَدِّي فَهَالَتنِي بُيوتٌ مِنَ الشِّعرِ كُنتُ أحفَظُهَا لُؤلُؤَاتٌ مِنَ القَطرِ بِتُّ أُخشِعُهَا فَأَخفَقُها وهذا كِيسُ تَنظِيفِ مِكنَستِي أَرَاهُ مُمَزَّقًا جَزِعًا رَجِيفًا وَجِيفًا ومُمتَلِئًا مِنَ القِطرِ والقِطرَانِ والبَلَلِ مُغطَّى بِغُبَارِ حُرُوفِ مِنسَأَتِيوكسرٍ مِنَ الخاَطِر لَعَلَّنِي أُخَاطِرالنِّقَاطُ بالشَّكلِ كَادَت تَكُونُ لَامِعَةًوَعَلَامَاتُ الاستِفهَامِ تَخَبَّأت بِالهَمِّمعكوفَةً ودَامِعَةً ودَامِعَةً وَلَاصِقَةً تَزُومُ تَنزَوِي تَتَأوَّهُ تَتَورَّمُ بِالدَّمِّمِن سِكِّينِ الفَاصِلَةِ وَخِنجَرِ التَّأَثُّرِمِن رَوعَةِ لَوعَةِ البَرَدِ مِن قَصفِ شِدَّةِ البَرْدِمِن يَحمّومِ شَجَرَةِ الخُلْدِ حتى إِشَارَاتِ التَّمَاهِي والتَّبَاهِي مَا غَادَرَت مِنَ التَّمنِّي .. مَا سَافَرَت مِنَ التَّجَنِّي .. مَا أَخبَرَت عَن خَوابٍ أَو جَوَابٍ أَو مُستَقَرٍّ بِالتَّجَلِّي والتَّخَلِّي تَستَفِزُّنِي تَثيرُ حَفِيظَتِي فَأَجِدُنِي أَمَامَ نَوَارِسَ ثَكلَىوقَصرٍ أقنَى وَقَلبٍ رَهِيفعَلى سَاحِلِ الشَّاطِيء مَنِيفٍلَا يَشِعُّ مِنهُ النُّورِ مُظلِمٌ ومُخِيف تسكُنُهُ خَفَافِيشُ عجلَىمِن سِجِيلٍ مَنشَؤهَا لم يُفلِتُهَا الظَّنُ والجِنُ والسِّجنُ ولَم تُكسِرُهَا مَقَابِضُ الشَّجَنِ والرِّيحوتَمَاسِيحَ جَائِعَةٍ تَبكِي مَدَامِعهَالَم تُعصِمُهَا مَفَاتِنُ الشُّمُوع لَم تَعصِفُهَا مَكَابِحُ الدُّمُوع يَاحَبِيبَتِي هُنَا يَركُضُ المُنتَهَى ويَرقُدُ دِيوَانُ الحَيَاةِ بِالنَّجَاة وتَنتَهِينَ بَينَ المَجدِ والسطُورِ فأنتَظِرُكِ فِي رِحلَةٍ أخرَى مَا فِيهَا أَثِير...............................................معروف صلاح أحمد شاعر الفِردَوس ، القاهِرة ، مصر.