أماه .. يا أمي ..
كيف لي أن أنتقي عباراتي ..؟
و أسبح ..
عبر خباي كلم .. وكلماتي ..؟
كيف لي أن أبدأ .. قصيدتي ؟
أن أمشي .. فيها .. وإياك ..
عبر بساتينها المزهرات ..؟
لأنك ..أنت في الأصل ـ أماه ـ
قصيدتي ..
ومنبع شاعريتي .. وشعاراتي ،
أنت الماضي ..
والحاضر .. والآتي .
** ** ** ** ** **
أماه ..
قد شرفك الله ..
من فوق سبع سماوات
وجعل تحت قدميك .. جنات
يا قلبا
أودعت فيه كل فضيلة ..
وزانته أجمل الصفات ..
وبنيت على يديك
حضارات ..
وربيت مجتمعات ..
** ** ** ** **
تعلمت منك .. أماه
كل معانى العزة ..
تعلمت ..
على أن لا أخون هويتي
وتعلمت أيضا ..
أن عزتي .. في عروبتي
وأن الذل .. كل الذل
في السعي خلف وهم التبعية ..
علمتني .. أن لا أخدع
بزخرف الكلمات ،
وقلت لي ..
أن التوحد مهم طال
فلابد أنه آت .. لابد أنه آت ..
** ** ** ** **
أذكر أماه ..
يوم .. إنفجرت فتنة
أسموها " الربيع العربي "..
رأيت حينها ..
كيف فاضت عيناك بالدمع
وقلتي لي يومها ..
ـ رغم جهلك لعبة السياية ـ
ورغم أنك لم تلجي يوما
إلى مدرسة ..
ولم تقرئي كتبا للتاريخ ..
نعم لازلت أذكر جيدا
يومها قلتي :
أي بني .. لا تفرح
ولا تبني آمالك من سراب
فما يخفيه القدر
لا يعلمه البشر
فانظر .. وانتظر
فإن غدا لناظره قريب ..
وسترى عينك ما يندمي
له قلبك
فرقة .. طائفية .. وتحزب
الكل سيقول .. أنا .. أنا
الكل سيدعي
حمل لواء الحقيقة
لكن الكل ..
يسبح في مستنقع الخيانة
والكذب ..
سيسود ـ بني ـ ظلام ..
يحدث فيه العجب ،
وستسيل
دماء إلى الركب
فلا تفرح .. فنحن في زمن
صار فيه الخائن أمينا
والأمين علقت مشنقته
على باب منزله المخرب
فلا تفرح ـ بني ـ في الزمن
الذي صار الإنسان العربي
لا يساوي .. سوى رصاصة
غادرة ..،
ترديه قتيلا ..
حتى صرنا لا نعرف
القاتل ..لم قتل ؟
ولا المقتول فيما قتل ؟
نعم لازلت أذكر ..أماه
كلامك جيدا
فربيعنا العربي
صار خريفا ..
فسقطت أوراقنا ..
وتلاعبت ..بنا رياح الفتنة
في كل اتجاه ،
وتمزقت عروقنا
وتقطعت أوصالنا
فصرنا شتاتا
فظفر الثعلب المكار بنا
واحدا .. واحدا
وعلى الرغم من ذلك
لم نستيقظ
من غفلتنا ..،
نسينا أن عزتنا .. وقوتنا
في هويتنا .. في عروبتنا ..
** ** ** ** **
نعم أماه ..
صرنا ..كقطيع المعز
متفرقون .. هنا وهناك ..
والثعلب داهية بطبعه ..
علم أن ضعف القطيع
في شتاته ..
والعربي منا
لازال غارقا في سباته
سبات .. فكري ..ديني ..علمي ..
حتى صار عبدا .. لخمول عقله
وصار الوهن
متربعا .. على عرش فؤاده ..
ومتيما بتبعيته ..
** ** ** ** **
أماه ..
كثيرا ما أقف مع نفسي ،
فيما يشبه التساؤل ،
عن حالي ..
وعن هذا الحلم الدفين
في أعماق وجداني ..
عن حلم .. وحدت أمة تهوى الشتات
والهرب ..
وفي الأخير ..توصلت
أنك أماه السبب ،
كيف لا ..وقد تعلمت
على يديك
أن حب الأوطان
من الإيمان ..
و أن كل العرب إخواني .
قصيدة : أماه
بقلم : رضوان الشرقي