زاوية حرة
لم اجد موضوعا يختطفني من كسلي هذه المرة. لم أكن احمل قلما ولا ورقة.. أصبع واحد كان يضع ثقله على حروف مصفوفة فتخرج من تحته كلمة فجملة دون تفكير.
الاصابع لا تفكر لأنها مدفوعة الى الفعل وعليها الاستجابة لما يملى عليها دون نطق.
فجأة تناهى الى الذاكرة هذا " الأصبع "الذي يرقن مصفوفة من الكلمات التي لم يخطط لها من قبل.. ولم يوضع لاجلها برنامج.
كيف لا استخدم كغيري كل اصابع اليد كي تقتسم العبء. كيف اني احرص على الاعتماد على اصبع واحد.
خطأ ارتكبته منذ البداية ، لأني عودت الأصبع الواحد على الرقص فوق لوحة الحروف. انا الذي تربيت منذ الصغر على الكتابة بالقلم الجاف. ربما افضل بعض الاوقات قلم الرصاص، حين يشكل علي الامر واريد الاقتصاد في كمية الورق.
عدت الى اصبعي أتحسسه ، شعرت بألم خفيف كانما يخبرني بأن ابحث عن طريقة اخرى.
لبيت الطلب بعد ان شعرت بنوع من التنمل يسري في الساق.. لم أفهم العلاقة بين الساق والأصبع والكتابة.
ادركت ان الأطراف حين تتضامن بينها فإن الأمر يحتاج الى تصرف عقلاني.
ما عساني افعل؟ لم أجد جوابا ولم يخطر ببالي اي تصرف يفيد ما جعلني اشبك اصابعي دلالة عن الحيرة التي وقعت فيها.
وعدم فهم فكرة ما ، خطوة اخرى لتحفيز العقل على ايجاد حلول لكل صيغة مبهمة او غامضة.
هداني التفكير الى ان اتوقف عن رقن الحروف وان اراجع ما كتب في زاوية حرة.
المختار السملالي/ المغرب/