حكايات حياة ليست كغيرها
في صغري
رويت حكايات وحكايات...
على مقربة من مسمعي
حينها كنت لا أعي أمرها
لكني كنت أرى دموعا...
تنسكب قطرات من عيون رواتها.
تلك الحكايات أتعبت وقتها تفكيري
فلم يكن في مقدرتي استيعابها
ظل تعبها يلاحقني...
ينهك فكري...
حتى بلغت قدرا من الكبر
بدأت أعيش على إيقاعاتها
كما لو كنت أنا ذاك الراوي القديم وأمثاله.
أحوال حياتي الآن...
لا تختلف عن أحوال رواة تلك الحكايات.
فقد استرجعت ذاكرتي كل الكلمات...
وكل الدمعات الممتزجة بروح مشاعرهم.
هي حكايات لحيوات...
تمثل غالبية حياتنا بمجملها
فهي تعكس حياة عامة في شموليتها...
وإن اختلفت بعض تفاصيلها
فهناك تطابق في أصل جوهرها.
ربما هي صدفة...
أو تأكيد لنمط واحد
أو أحوال موحدة...
تتلاقى فيها ظروف البشرية...
المنهكة إلى حد الموت
أو المتموقعة في أماكن خارج الهوامش.
هي حكايات لحياة...
وجودها شبه عدم
وتواجدها نكرة في ظن الآخرين.
أحيانا يختلط علي الأمر
فأنسى بعضا منها لتكرارها
كما أنها تنسيني حكاياتي اليومية...
مع متاعب العمر...
ومع ضغوط الأزمان المتداخلة...
إلى درجة أني أنسى تواريخ حدوثها.
لن أكذب عليكم وعلى نفسي...
ولن أكذب حقيقتها
ربما هي الواقع أو ما ماثله
بل هي حقيقته بعينها...
وإن أوهمت عقلي أنها غير ذلك.
تلك الحكايات القديمة...
وحتى الحديثة منها
تختزل بشكل كامل واقعنا
وإن تجاهلنا عمقه...
أو تفاصيله
أو أنكره البعض منا...
أو صمتت أفواه عنه...
أو أغلقت أبواب فصول حكاياته
فأحوالنا نمط مستديم لتلك المذكورة
فعلى كثرة مظاهرها المتشابهة...
والغريبة نوعا ما في دنيا الغرائب
إعتدناها وألفنا رواياتها
فما عادت تهمنا...
أو تهم آذانا غليظة المسمع...
المحدودة العدد
والمعدودة على رؤوس الأصابع
فهذه الأخيرة
تخفي وراءها حكايات...
غارقة في دماء المصائب
تتكتم عنها طول العمر
مدعية الكبرياء ونقاء السريرة
بل تزهوا في واقعها المزين بأبهى المظاهر
ظانة أنها تحيا حياة المحظوظين.
هي الحياة واحدة
وإن بدت لي ولغيري...
متغيرة ومغايرة
فمن يدرك معانيها
لا يهمه أمر المتداولة منها والزائلة...
أو أمر غيرها
فيكفينا فخرا أننا لا نخجل منها
ويكفي الآخرين رهبة وخوفا...
من كشف وجوه حكايات حياتهم
وكشف أمر رموزها وزيفها.
بقلمي ذ.
عبدالرحيم المعيتيق.
المغرب.