قال الرائي:
ماكل هذا الرذاذ في منعطف الحشايا؟
أشجار الصنوبر تفضي
إلي ببوحها
لم يعد علوها لغزا موشوما بنكهات
السر
لم تعد أغصانها
امتدادا لحلمي
وافر الظلال
لم تعد آهاتها
تخترق جدران الصمت
ولاهي حاضرة في أنفاسي
كما كانت
تلك العاصفة
جاءت على حين غرة
من عسس
الليالي المقمرة
أما الآن فأعشاب قلبي
تشكل لوحات خريفية
مزدهرة الشرود
وفي بقية المساءات تتنادى الهزائم الصغيرة
لتشكل
في النهايات لوحة
تندلق منها مادتها الهلامية
تطفو على ألواح الكون
لاتختموا عروق الصفصاف
بويلات الانكسار ولابوابل الحجر
انتظروا حتى يفرغ المطر
من مضاجعة الارض
آنذاك
فلتدر كل الدوائر
على المغلوبين
أمثالي
سأرميه بأكياس اللوز
لأشكر الريح
وأقطف
من حزني
أوقاتا ترتعش فيما تبقى من الطريق التي
تآكلت
ليتك
تمتصين
كل يفاعتي لامر بين السرايا
عاريا من عريي
سقيما من
أعزل من كل الكلمات
سلام عليك
أيتها النجوم
حين تأكلين من صبري وأناجي غلس المكان
وغذر الزمان
تتوحد فيك الرؤى
وتستحث الندى نواياي
سأسكن خطيئتي وأعلن توبة الشاعر الأصم
لديني أماه
مرتين
لأبدأ تجوالي عبر حقول الذرة أتيه مع العصافير كلما أتت بحثا عني
أخبرها أن للمجد بابا
مرصوداوقفلا لاتخضر عنده السنبلات
وبعدها
ليكن استيقاظي
شهادة تسبح
بأسماء الصبح
تدنو من ترتيل البوح
وتستبد
بمسافات النوح.
أحمد شهلي